الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن المغيب و التسويه المقترحه

هاشم الشبلي

2017 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الوطن المغيب و التسويه المقترحه
بعد قرون من الصهر و الدمج في الدوله العثمانيه و في الثقافه العثمانيه و في الهويه العثمانيه و ما سبق هذه القرون من احتلالات سلجوقيه و بويهيه و فارسيه و تتريه و مغوليه و من تغيب كامل للتاريخ و الحضاره و الثقافه العراقيه و من الغاء كامل للهويه العراقيه و احلال الهويتين العثمانيه و الفارسيه بمسميات غريبه عن ثقافة العراقيين مثل التبعيه العثمانيه و التبعيه الفارسيه و استمر العراقي يحمل هاتين الهويتين خلال الفتره المظلمه الى حين انسلاخ العراق عن الدوله العثمانيه و تاسيس الدوله العراقيه الحديثه سنة 1921
حيث سارعت الحكومه الجديده الى اصدار قانون الجنسيه العراقيه الذي بموجبه استرد العراقي هويته الوطينه و لتعزيز هذا الاجراء و لترسيخ روح المواطنه العراقيه فقد حرصت الحكومه ان تتضمن المناهج الدراسيه الجديده على موضوعات عديده تؤكد على الهويه و الروح الوطنيه العراقيه و على تاريخ و حضارات العراق و على موروثه الحضاري و اسست لذلك الغرض مؤسسات ثقافيه و فنيه و اعلاميه و علميه و اجيزت الصحف الوطنيه لبث و اشاعة الروح الوطنيه و تعزيز هذا النهج بتاسيس دار الاذاعه العراقيه و دائره الاثار العامه و مكتبات عامه تضم عشرات الالاف من كتب التاريخ و الادب العراقيين و استمر هذا النهج الوطني الى بدايه الستينات من القرن المنصرم ثم اخذ الوعي الوطني بالتراجع امام الوعي العروبي و الاسلامي و تكرس اكثر بوصول العسكر و حزب البعث الى السلطه حيث حلت شعارات امه عربيه واحدة ذات رساله خالده و اخرى تدعوا الى الوحده العربيه الفوريه و غابت شعارات يحيى الوطن يحيا العراق يحيا الاستقلال الوطني تحيا السياده الوطنيه , و بعد ازاحة النظام السابق و انتقال السلطه الى احزاب الاسلام السياسي و السياسيين الظالعين بركبهم و سيطرتهم الكامله على القرارات السياسيه و الثقافيه و الاعلاميه و على مؤسسات الاعلام و الثقافه اخذ مفهوم المكونات طريقه الى التداول بدل مفهوم الشعب و مفهوم الاقاليم بدل مفهوم الوطن الواحد الموحد و اصبحت الهويات الفرعيه شيعي سني عربي كردي تركماني مسلم مسيحي ازيدي صابئي و غيرها من المسميات المدمره لوحدة الشعب متداوله و تراجعت الهويه الوطينيه و اصبح الفرد يتفاخر باستخدام هويته الفرعيه بدل الهويه الوطنيه الجامعه المانعه و كانتيجه حتميه لاستخدام مفهوم المكونات اعتمدت قاعده المحاصصه الطائفيه السيئة الصيت في توزيع الوظائف و المناصب و الرتب العسكريه و المدنيه في الدوله على اساس الانتماء الطائفي و المذهبي و القومي بصرف النظر عن الكفاءه و المؤهل و النزاهه و الغيره الوطينه و الخبره و استبعدت الاقليات الدينيه و القوميه من تولي الوظائف المهمه و اصبحت دوائر الدوله و مؤسساتها اقطاعيات تابعه لهذا الزعيم او لهذه الكتله او تلك , و بذالك فقد تراجع الاداء الحكومي تراجعا شديدا و تلكأ تنفيذ المشروعات الزراعيه و الصناعيه و الخدميه و تفشى الفساد المالي ة الاداري و السياسي و ساد عدم الاحساس بالمسؤليه الوطنيه مما سهل الامر على المنظمات الارهابيه على اجتياح الاراضي العراقيه و احتلال اجزاء عزيزه من ارض الوطن دون مقاومه تذكر و تم تدمير البنيه البشريه و الماديه و الثقافيه للبلد.
في خظم هذا المناخ الظاج بالمشاكل و الحروب و الاوضاع الاقتصاديه المترديه و التوتر و الاحتقان و الظجيج الطائفي طلع علينا التحالف الوطني باوثيقه للتسويه و المصالحه اطلق عليها التسويه السياسيه الوطنيه , و بالرجوع الى نصوصها وجدنا انها ليست تسويه وطنيه لاحتوائها على نصوص تتناقض مع الاهداف المفترضه من اجراء التسويه الوطنيه و ذالك باقصاء فئات و شرائح مهمه من المجتمع من الشمول بالتسويه بذرائع فجه و واهيه و تفتقر الى الدليل المقبول و المعقول و الى قرارات قضائيه باته (التكفير و العنصريه و مجرمي البعث ) , مسميات و تصنيفات اخترعتها مخيلة التحالف الوطني لا لغرض اتمام التسويه الوطنيه و نجاحها و انما لغرض نسفها قبل ان ترى النور لكي تضع مسؤليه الفشل على الاطراف الاخرى الرافضه لهذه التسويه بشكلها المعلن ناهيك عن ان التحالف الوطني قد نصب نفسه و صيا على الشعب يقبل من يشاء و يرفض من يشاء من الشمول بالتسويه .
ان من حق التحالف الوطني بصفته تجمع لاحزاب سياسيه و اسلاميه ان يطلق مبادره للتسويه و المصالحه ولكن ليس من حقه ان يبعد فئات من الشعب من الشمول بالتسويه و يحرمها من الحقوقها الوطنيه و المدنيه و السياسيه بحجج واهيه و ملفقه تفتقر الى الدليل المقنع و الى روح التسامح المفترض وجوده في كل مشروع للتسويه و المصالحه , و كما هو معروف من ان التحالف الوطني لا يضم سوى بعض التنظيمات السياسيه الممثله لجزء بسيط من المكون الشيعي فهو بهذه الصفه لا يملك الحق بحرمان فئات من الشعب من حقوقها الدستوريه و الوطنيه و الطبيعيه, فاذا كان الحرمان من هذه الحقوق وارد في عقيده التحالف الوطني فمن باب اولا ان يحرم من الحقوق السياسيه و الدستوريه و الطبيعيه و المدنيه من اوصل البلاد الى هذه الحاله المزريه من الانقسام و الصراع و التاخر و التخلف و الفساد و الفوضى السياسيه و ما وقع من نكبات كانكبة سبايكر و الفلوجه و الصقلاويه و احتلال اجزاء عزيزه من وطننا من قبل داعش و غيرها من التنظيمات الارهابيه و نهب المال العام و خلق مراكز قوى مسلحه اقوى من الدوله مما اضعف مكانتها و حط من هيبتها الاقليميه و الدوليه .
ان اقصاء فئات معينه من الشعب من التسويه بحجج واهيه و ملفقه لا يخدم التسويه المعلنه ولا يخدم العمليه السياسيه ولا يخدم الوحده الوطنيه ولا يعيد الامن و السلام الى ربوع الوطن المغيب , فالتسويه المطلوبه هي التسويه الشامله التي تقوم على طي صفحة الماضي البغيض و اعتماد مبدأ التسامح و نبذ نزعات الكراهيه و الاحقاد و الانتقام و الاعتراف بحق المواطنه و الانفتاح على كل الاتجاهات و التيارات و الاحزاب السياسيه و اشراكها في تحمل المسؤوليه و تفعيل الدستور و احترام المؤسسات الدستوريه و اعتماد الديمقراطيه و مبادئ و قيم العداله و المساواة و احترام الاراده السياسيه للشعب و حصر السلاح بيد الدوله و التشديد على وحده و استقلال القرار السياسي و الوقوف بشده ضد التدخل في الشأن العراقي الداخلي.

هاشم الشبلي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم