الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حروب العاهرة المقدسة فى أمريكا

خالد كروم

2017 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


:_ خــــالد كــــــروم ...............


تمهيدية :_

الإبادة الجماعية تعرف على أنها: ارتكاب أي عمل من الأعمال الآتية بنية الإبادة.. الكلية أو الجزئية... لجماعة ما على أساس القومية أو العرق أو الجنس أو الدين ...

وجرائم الإبادة الجماعية هي تاريخية رافقت وجود الإنسان على كوكب الأرض... وربما القليل منها هو ما تناقلته الأخبار إلينا ...ولعل أبرز جرائم الإبادة الجماعية التي وصلتنا و أقدمها هو جريمة إبادة الهنود الحمر أثناء وصولهم ( اكتشافهم) للعالم الجديد...

وأعني الأمريكيتين طمعا بالثروة فارتكبوا جرائم إبادة جماعية؟ بحق سكانها الأصليين "الهنود الحمر" إلى أن استتب لهؤلاء اللصوص ...الأمر فاغتصبوا الأرض والثروات ويقودنا إلى نتيجة مفادها "إن أمريكا اليوم عبارة عن مجموع اللصوص والأشرار ؟الأوربيين الذين نبذتهم مجتمعاهم فهاجروا ..

فالأمة الأمريكية تشكلت على دماء وعظام وأراضي وأملاك أكثر من 100 مليون قتيل ومعذب من الهنود الحمر - سكان أمريكا الأصليين - أمريكا عبارة عن مجموع اللصوص والأشرار؟ في أوروبا الذين نبذهم مجتمعهم فهاجروا.. عبارة عن شذاذ الآفاق ...هاجروا إلى العالم الجديد بعد أن اكتشفها كريستوفر كولومبوس هؤلاء الناس أطلق عليهم اسم الهنود في العام 1492 نظرا لاعتقاده أنه اكتشف جزر الهند الغربية..

يقول وليم براد فورد حاكم مستعمرة بليتموت:_ "إن نشر هذه الأوبئة بين الهنود عمل يدخل السرور والبهجة على قلب الله .. ويفرحه أن تزور هؤلاء الهنود وأنت تحمل إليهم الأمراض والموت .. وهكذا يموت 950 هندي من كل ألف .. وينتن بعضهم فوق الأرض دون أن يجد من يدفنه ...

ليس صحيحا البته ان الهنود الحمر من جنس واحد ابدا ...هنالك قوميات منهم ولغات واجناس متعددة لا تجتمع ابدا في تاريح واحد ...فمثلا هنود الاستك يحتلفون عن المايا ...وهنود الاتديز يختلفون عن هنود السفانا الكبرى في البرازيل... وفنزويلا ..

وان عدد اللغات الاصلية تغدى 73 لغة بخلاف الالاف من اللهجات ؟؟ ليس الالماني كالايطالي كذلك الحال بين السابوتيك في المكسيك والتريكي في المكسيك ايضا"... فلغة الاولى الناوتيللك... والثاني التريك وهي لغات ليس بينها رابط واحد .....


ظل الأميركيون الأصليون (الهنود الحمر) يقاومون طيلة أربعة قرون زحف الأميركيين الأوروبيين ثم خارت المقاومة وانتهت تماما بعد مذبحة الركبة الجريحة عام 1890 التي وضعت حدا لحروب الهنود الحمر وأنهت عصر المواطنين الأصليين الذين كانوا يعيشون في البراري.

"الهنود الحمر" الولايات المتحدة ؟

ظل الأميركيون الأصليون - الهنود الحمر- يقاومون طيلة أربعة قرون زحف الأميركيين الأوروبيين ثم خارت المقاومة.. وانتهت تماما بعد مذبحة الركبة الجريحة عام 1890 التي وضعت حدا لحروب الهنود الحمر؟ وأنهت عصر المواطنين الأصليين الذين كانوا يعيشون في البراري...

وأنقذت عاصفة ثلجية آخر فلول الهنود الحمر ممن تمكنوا من الهرب... وكانت جثث رفاقهم من قبيلة لاكوتا متناثرة على رقعة من الأرض يكسوها الجليد... وهي الآن أصبحت ما يعرف بساوث داكوتا حيث تعرض 150 على الأقل وربما مئات للرمي بالرصاص والضرب والتجمد حتى الموت...

أن الانجليز الذين احتلوا امريكا كان لديهم هوس بأكل لحوم الهنود... فعندما كانوا يجوعون كانوا يلجأون الى تصفية كل هندي يصادفونه في طريقهم ويأكلون لحمه؟!...

ان المستوطنين البيض قضوا على أكثر من ٤٠٠ أمة وشعب كانوا يعيشون قبل الغزو الأبيض في ما يعرف اليوم بالولايات المتحدة الامريكية.... لقد "اختزلوهم" الى ربع مليون كنعاني حكم عليهم شعب الله بالفناء أو بالعبودية....

وعندما وضع الهنود اسلحتهم واستسلموا لمخدرات اتفاقيات السلام؟ كانت وجهة نظر المستوطنين البيض هي التالية: "لقد انقضى عهد الحرب مع الهنود... ما نحتاج اليه اليوم هو جيش مسيحي من المعلمين... هذا هو الجيش الذي سيربح الحرب...

اننا سنقضي على البربرية... ولكننا سنفعل ذلك بالقضاء عليهم بربرياً بعد بربري... سنغزو عقل كل فرد منهم.. كل ذكر؟.. وكل انثى؟ ..وكل طفل؟.. وسنعلمهم الحضارة... سنقهر الهنود ونسحق هنديتهم بجيش من المعلمين المسلحين بالأفكار؟ ونحقق انتصاراتنا بالتدريب الصناعي وبإنجيل !المحبة وإنجيل العمل.

فالامريكيون الذين قضوا على سكان امريكا الأصليين؟ وكانوا يعدون بالملايين! وما فعلوه بالهنود الحمر.. كل منهما مستوطن... أو مستعمر استيطاني؟ على الاصح، مهاجرون بيض من أوروبا اقتلعوا شعبا ملونا من ارضه وحلوا محله؟

فعلى مدى خمسمائة سنة تعرض هنود أمريكا لحملات غزو اسبانية وبرتغالية وفرنسية وهولندية وانجليزية سلبتهم انسانيتهم.. وأنزلت بهم فنونا عجيبة من القتل والتدمير... ونظرت الى حياتهم ولغاتهم وأديانهم باحتقار؟ لكن الانجليز وحدهم كانوا الأكثر عنجهية وعدوانية واصرارا على تدمير الحياة الهندية واقتلاعها من الذاكرة الانسانية...

وحدهم جاؤوا بفكرة مسبقة عن أمريكا نسجوها من لحم فكرة اسرائيل التاريخية: فكرة احتلال أرض الغير.. واستبدال شعب بشعب، وثقافة بثقافة وتاريخ بتاريخ... فاستنسخوا بذلك احداثها.. وتقمصوا أبطالها وجعلوها قدرهم المتجلي...لكن جوهرها ومعناها وأهدافها لازمت المستعمرين الانكليز وقناعاتهم وتاريخهم وسياساتهم.. واستحوذت على ألبابهم وعقولهم.. كذلك ظلت حوافز هذه الفكرة وحروبها كالمقدسة العــاهــــرة ..؟!

حــــروب المقـــــدســة العـــاهـــرة ..

قبل وفاة الرئيس الراحل هوجو شافيز ..رئيس فينزويلا ..فى حديث معلن فى الإذاعة والتليفزيون.. مطالبا البابا بنديكت السادس عشر بتقديم إعتذاره لهنود أمريكا اللاتينية عن تلك التصريحات التى قالها عن تبشير القارة..

موضحا : " لقد جرى شىء أكثر بشاعة من المحرقة التى وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية... ولا يمكن لأى شخص إنكار ذلك ، ولا يمكن لقداسته أن ينكر محرقة الأبوريجين على هذه الأرض..

وإذا ما ترجمنا الحدثين بالأرقام .. فإن محرقة العصر الحديث تقدر بستة آلاف شخصا.. أما المحرقة التى سببها الغزاة الكاثوليك الإسبان فتتعدى الثمانين مليونا من البشر.... وقد إختتم شافيز حديثه قائلا : إن قول الحق لا يهين أى أحد !.

نرجع إلى كتابات الأب لاس كازاس ...إلى ذلك القس الفرانسيسكانى الذى كان قد سافر مع الغزاة عام 1502 للإشتراك فى عمليات التبشير ؟ شاهد القس المذابح الوحشية الفظيعة مما يرتكبة الجنود هناك فذهب يدون كل صغيرة وكبيرة .. ما عاصره فى عمل ضخم مكون من ثلاثة أجزاء تضم 2310 صفحة.... وكان المخطوط قد ظل ممنوعا من النشر لمدة ثلاثة قرون... ثم تم نشره بالإسبانية عام 1986 .. ثم تمت ترجمته إلى الفرنسية و نشر عام 2002...

ففى عام 1531 كتب "رسالة إلى مجلس الأمريكتين" .. حيث تساءل فيها : "لماذا إذن بدلا من إرسال خراف آمنة لتنصير الذئاب... أرسلتم ذئابا جائعة ، مستبدة طاغية ... قامت بتقطيع الأهالى.. وقتل وإزلال وإرهاب الحملان الوادعة ؟"..

وقد هوجم حتى إضطر إلى الإستقرار فى أحد الأديرة ليكرس حياته للكتابة...وسوف نلقي الضوء على بعض من مقطتفات من كتابة المكون من 154 صفحة ..أنه لم يتناول المذابح التى دارت على تلك القارة بصورة إجمالية.. وإنما تناول ما حدث فى كل جزء منها حتى فى أصغر الجزر :

ما أن وصل الإسبان إلى تلك الحملان الوادعة حتى انهالوا عليهم كالذئاب والنمور والأسود الضارية الجائعة...ومنذ أربعين عاما وحتى اليوم .. لم يكفو عن تقطيعهم وقتلهم ومضايقتهم وابتلائهم وتعذيبهم وتهديمهم بطرق وحشية غريبة .. مبتدعة ومتعددة.. لم نرها ولم نقرأ عنها ولم نسمع عنها من قبل. ..سأقص بعضا منها فيما بعد... ولقد كانت هذه الجرائم من البشاعة حتى أنه من ثلاثة ملايين نسمة على هذه الجزيرة لا يبقى منهم اليوم حاوالى مائتين " (صفحة 50 ).

خلال هذه الأعوام الأربعين مات هنا أكثر من اثنى عشر مليونا !؟من الرجال والنساء والأطفال ؟!ظلما وعن غير وجه حق .. بسبب طغيان المسيحيين وأعمالهم الجهنمية... أنه رقم صحيح صادق... وفى الواقع انه أكثر من خمسة عشر مليونا" (صفحات 51 – 52 )...

بدأ المسيحيون !المجازر وأعمال العنف البشعة باحصنتهم وسيوفهم وحرابهم ضد الهنود... كانوا يدخلون القرى ولا يتركون فيها حيا لا أطفال ولا مسنين ولا نساء حوامل أو مرضعات إلا وبقروا بطونهم ومزقوهم إربا ... وكأنهم يهاجمون قطيع من الخراف المختبئة فى حظائرهم...

وكانوا يتراهنون على من منهم يمكنه شق رجل بضربة سكين .. أو أن يقطع عنقه بضربة سيف .. أو يدلق أمعاؤه بطعنة واحدة! وكانوا ينزعون الأطفال وهى ترضع ويمسكونها من أقدامها ويهشمون رؤسهم على الصخور... وكانوا يلقون بغيرهم فى النهر وهم يضحكون.... وعندما يسقط الطفل فى الماء يصيحون : " إرتعص أيها الغبى !" ...

وكانوا يخرقون الأطفال وإمهاتهم وكل من معهم بالسيوف... ويقيمون المشانق الطويلة ويعلقون عليها جماعات مكونة من ثلاثة عشر شخصا... تحية للمسيح وحوارييه .. ويشعلون نيرانا خافتة تحتهم حتى يحترقون ببطء وهم أحياء...

بينما يقيدون غيرهم على كومة من التبن الجاف ويشعلون فيهم النيران.. بينما يفصلون أيدى البعض ويتركونها مدلاه من الجلد ويطلبون منهم إبلاغ الرسالة للفارين من عذاب الغزاة .. أما رؤساء القبائل ! فكانوا يشعلون لهم راكية بالسياخ !كشى الخراف ويشعلون تحتهم النيران الخافتة حتى يموتوا بصيحات وآلام مرعبة ؟! (صفحة 55)...

لقد أدخلوا الأهالى بحيلة ماكرة فى هنجر للقش وأشعلوا فيهم النيران واحترقوا جميعا وهم أحياء... أما الباقون فقد قتلوهم بالحراب وبالسيوف!. أما الملكة أناكاونا فقد أعدمها الغزاة تكريما لها... وكان بعض المسيحيين يأخذون بعض الأطفال بزعم حمايتهم ثم يردفونهم على الجياد ويأتى أحد الإسبان بحربة ويدفعها لتخترق الطفل حتى رأسه... وإذا ما وجدوا طفلا على الأرض بتروا له ساقيه بالسيف " (صفحة 60 )...

إن هذا الحاكم وفرقته قد اخترعوا وسائل جديدة من الوحشية والتعذيب لإجبار الأهالى على الكشف عن الذهب وتسليمه لهم... وخلال حملة من هذه الحملات قام أحد ضباطه بقتل أكثر من أربعين الف شخصا لسرقة ما لديهم من ذهب قبل إبادتهم بفرقته... وقد كان القس فرانسيسكو سان رومان حاضرا وشاهد المذبحة بعينيه. ...وكان الضابط قد أمر بالقتل بالسيف وبالحرق أحياء ... وقذف بهم إلى الكلاب الوحشية المدربة على نهش الآدميين بعد أن نكّل بهم بأشد أنواع العذاب (صفحة 70 )...

عند الفجر وبينما كان الأبرياء نائمون بجوار زوجاتهم وأبنائهم! ... قام الغزاة بحرق القرية وكلها من القش فاحترق الجميع! أحياء أطفالا ونساء ورجالا قبل أن يفيقوا من الصدمة.... كانوا يقتلون من يشاؤن ... ويعذبون حتى الموت من يأسرونهم أحياء لكى يدلوهم على الطريق إلى القرى الأخرى التى بها الذهب. ..

ومن بقى منهم قاموا بكيّهم بالنار وجعلهم عبيدا... وعند إنطفاء الحرائق بدأ الإسبان فى البحث عن الذهب الموجود تحت أنقاض البيوت...

وبهذا الأسلوب الهمجى وبتلك الأفعال المشينة تصرف القائد وكل المسيحيين الذين كانوا تحت إمرته .. وذلك من 1514 إلى 1521 أو 1522 ( العاهرة المسيحية الدينية )... وكان ضباط الملك يقومون بنفس الشىء.. وكل واحد منهم يرسل خدمه للحصول على الذهب ...ورئيس الأساقفة فى هذه المملكة كان يرسل خدمه أيضا للحصول على نصيبه من الغنيمة"(صفحة 71 )...

فى عام 1518 أخذ من يقولون على أنفسهم أنهم مسيحيون .. راحوا ينهبون ويقتلون بينما يدّعون أنهم يعمّرون هذه البلاد... ومن 1518 وحتى اليوم .. فى 1542 ... قد مارس المسيحيون فى بلاد الإنديز من الظلم والعنف والطغيان ما فاق الوصف. ؟

وذلك لأن المسيحيين قد فقدوا خشية الله ؟ وخشية الملك ونسوا من هم أصلا.... إن عمليات النهب والوحشية والإغتيالات والهدم وتهجير الأهالى ... والسرقات والعنف وأعمال الطغيان التى مارسوها فى عدة ممالك من هذه الأرض من الكثرة والأضرار البالغة بحيث أن كل ما قلته فيما سبق لا يعد شيئا بالمقارنة بما تم فى هذه المنطقة ... حتى وإن قلت كل شىء .. لأننى أكتم الكثير. فهو لا يقارن لا عددا ولا من حيث الأضرار ، من سنة 1518 حتى يومنا هذا فى 1542 " ( صفحة 78 )...

لقد ذهب أحد الإسبان لصيد الغزلان أو الأرانب مع كلابه .. ولم يجد شيئا يصطاده... وفى طريق العودة كانت كلابه جائعة ..فأخذ طفلا من أمه وراح يقطع ذراعيه وساقيه والقى لكل كلب نصيب أولا ... ثم القى بباقى الجسد على الأرض لينهال عليه الكلاب (صفحة 101 )...

تلك هى أفعال الإسبان الذين ذهبوا إلى بلاد الهنود الحمر ...وما أكثر عدد المرات التى باعوا فيها المسيح أو أنكروه من أجل تعطشهم للذهب (صفحة 104 )...

على جميع المسيحيين الحقيقيين ... أو حتى من هم ليسوا كذلك أن يعلموا ما يلى... ويحكموا إن كانوا قد سمعوا من قبل على مثل هذا الحدث : لكى يطعم الإسبان كلابهم كانوا يأخذون معهم فى الطريق الكثير من الهنود الموثقين بالسلاسل ويسيرون كقطيع الخنازير. ..

وكان الإسبان يقتلون منهم ويقيمون مجزرة علنية من اللحم البشرى .. ويقول أحدهم للآخر : إقرضنى ربع من أحد هؤلاء الأغبياء لأطعم كلابى إلى أن أذبح آخرا ! وكأنهم يتبادلون أرباع من الخنازير أو من الخراف (صفحة 148 )...

أننى أعلن أمام الله وبكل ما أومن به أننى لم أشر إلا إلى أقل من عُشر ما حدث من حيث العنف والكم والقتل والخسائر والتهجير والسرقات والنهب والقسوة والفظاظة... وخاصة العنف والظلم الذى وقع على الأهالى فى هذه البلاد فيما مضى وحتى يومنا هذا" ( صفحة 148)...

لقد إنتهيت من هذا الكتيّب فى بلدة فالنس فى 8 ديسمبر 1532 ... فى الوقت الذى لا يزال فيه العنف والقهر والطغيان والمذابح والسرقات والهدم والخراب والدمار والإبادة والعذاب والمصائب التى أشرت إليها لا تزال تمارس بكل قوة وفى كل مكان فى الإنديز وحيث يوجد مسيحيون.... إن المسيحيين أكثر وحشية وبغضا فى بعض المناطق أكثر من غيرها ( صفحة 154 )...

وعلى مدى خمسمائة سنة تعرض هنود أمريكا لحملات تبشير اسبانية وبرتغالية وهولندية وانجليزية نظرت كلها الى حياتهم ولغاتهم وأديانهم باحتقار.. ووحدت بين المسيحية وثقافة الانسان الأبيض... لكن مبشري الكنائس الانجليزية كانوا الأكثر عنجهية وعدوانية واصرارا على تدمير الحياة الهندية... لقد تفردوا بأن "كنعنوا" هؤلاء الهنود ثم سقوهم كأس الهدى مترعا بالاساطير الدينية المحرفة ...

ثم جاء المبشرون ليقطفوا ثمار من نجا من مذابح الجسد... جاؤوا على غرار المستوطنين مشحونين بتصورات عبرانية مسيحية متطرفة .. متجذرة في الثقافة الادبية الانجليزية الذين خلقهم الله ليتسلى شعبه المختار بقتلهم واستعبادهم.. تصورات محورية في لاهوت الكنيسة الانجليزية يرضعها كل ابناء الانجليز من المهد الى اللحد....

في الكتاب وثائق كثيرة عن القتل والتنكيل والاضطهاد الذي لحق بالهنود الحمر على يد المستوطنين الاوروبيين... وبخاصة الانجليز منهم.... من هذه الوثائق ان المستوطنين اطلقوا النار على أجساد هنود منطقة تُدعى "كومانشة" وسلخوا فروات رؤوسهم... ومها الاذان وكل شيء....

ثم قطعوا قطعة صغيرة من جلد كل ثدي؟ وفي المساء جاء أحد الضباط... وصبيان زنجيان فقطعوا رؤوس القتلى ووضعوها في كيس من الخيش... وأخذوها للسلق بقصد اجراء دراسة علمية.. وبعد منتصف الليل سمعوا عواء الذئاب التي حملت اليها ريح الليل رائحة "اللحم" من بعيد... كانت تتزاحم وتتشابك وتتكالب وتعوي فوق هذه الوليمة من أجساد البشر... أما هؤلاء البرابرة فكانوا ...يرقصون احتفالا بما صنعته ايديهم...

رأينا رأسين مسلوخين لهنديين من هنود "الكومانشية" ما تزال خطوط الاصباغ على وجهيهما.. بينما كانت عيونهما مفتوحة تتأرجح من الأسفل الى الأعلى وتعلو فوق هذا القرف... ثم تختلط مع فقاعات الحساء الدموي..؟!

بوكاهانتس الاميرة الخائنة

في 1607 قام الانجليز بإنشاء مستعمرة في جيمس تاون في ولايه فيرجينيا . وبسبب برد الشتاء القارس وقله المواد الغذائيه اصبح وجودهم في هذا المكان خطر للغايه .... وفي يوم من ايام 1608 تم اعتقال الكابتن جون سميث و بعض رجاله بواسطه الهنود الحمر بينما كان الكابتن سميث ورجاله في رحله بحث عن الغذاء ....تم قتل كل رجال الكابتن سميث .. بعد ذلك نقل سميث الى زعيم القبيله..

أمر الزعيم بقتل جون سميث ولكن في اللحظه الاخيرة تأتي ابنه الزعيم والتي كانت تبلغ من العمر 13 عاما -بوكاهانتس- وناشدت والدها و تم انقاذ حياه الكابتن سميث ....فهم يتبعون قبائل الألغونكوان الهندية في فيرجينا..وبعد سنوات قليله قامت بوكاهانتس بإنقاذ حياه الكثيرين في جيمس تاون عن طريق تحذير المستوطنين بالهجوم الهندي وقامت بتكوين صداقات عديدة مع المستوطنين وسرعان ما اصبحت مصدر ثقه لهم .

حياة بوكاهونتاس لم تكن حياة بسيطة... فمع قصرها كانت حافلة بالعديد من المواقف... كما أن في حياتها سرداً لبعض ما مر به شعب الهنود الحمر خلال تلك الفترة الهامة من تاريخ الهنود الحمر....وفيما يلي استعراض لأهم مراحل حياتها:_

في عام 1618 عندما كانت تبلغ من العمر 18 عاما تحولت الى المسيحيه....وكانت بوكاهانتس اول هنديه اعتنقت المسيحيه....وبعد تعميدها وقعت بوكاهانتس في الحب وتزوجت من مستوطن آخر في جيمس تاون واسمه جون رولف وانجبت منه طفلا -توماس-- .

قام جون وريبيكا - اسمها الجديد - و توماس بالسفر الى انجلترا ومقابله الديوان الملكي هناك ....كانو على استعداد للعودة الى جيمس تاون ولكن اصابها المرض ودفنت في انجلترا ...بوكاهانتس تذكر دائما لدى الإنجليز أنها الاميرة الهنديه التي جازفت بحياتها لإنقاذ الكابتن جون سميث و المستوطنين في جيمس تاون...

بوكاهانتس تذكر دائما في جميع أقطار العالم في ذلك الوقت أنها الأميرة الهندية التي قامت بخيانة أهلها وقبيلتها وأرضها وبني جنسها وقامت بتسليمهم جميعا للإنجليز... ومن المعروف أنها هي التي أرشدت الإنجليز لمعظم الأراضي الأمريكية وقبائل هنود الحمر لذلك سهل لهم السيطرة عليها ..

الخلاصة :_

إن قضية الهنود في أمريكا واحدة من أكثر القضايا مأساوية في التاريخ البشري... إذ أنها انتهت بإبادة شبه كاملة لهذا العنصر الذي ملأ هذه القارة بأشكال شديدة التنوع من الحياة البشرية في يوم ما... وهناك أكثر من تفسير لما حل بهؤلاء السكان الأصليين من كوارث...

وتراوحت هذه التفسيرات بين القدرية المستسلمة والإدانة الكاملة للسلوك البشري من الامبريالية الأمريكية الأنجليزية الاصل ... وتنطلق هذه الدراسة من مسئولية الإنسان في صناعة مصيره.. وأن القوي الذي يملك وسائل التغيير يتحمل قدراً أعلى من المسئولية من الضعيف الذي لا يملك سوى رد الفعل الذي قد لا يكون بمستوى ما يقع عليه من ظلم وافتئات...

وكان هناك تدمير منهجي مقصود وذلك لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية ودينية وايديولوجية عرقية عنصرية....وهي أهداف شكلت الوقود الدائم لفكرة أمريكا... ولازمت الغزو البريطاني لاستراليا ونيوزيلندة ومئات الجزر التي أبادوا أهلها ودمروا ثقافتها....فما هو السبب الذي قاد السكان الأصليين نحو هذه الخاتمة؟ أي ما الذي جعل الرجل الأبيض القوي يصل بالهندي الضعيف إلى هذه النهاية المأساوية؟

كانت الأرض هي محور الصراع بين الطرف الهندي والطرف الأبيض منذ البداية... وقد أدى ذلك إلى تكوين صور للهندي في ذهن المستوطن تبرر نزع ملكيته والاستيلاء على أرضه..

ترى هل كل تلك الملايين من البشر التى تم قتلها وتقطيعها ورميها للكلاب أو حرقها أحياء... فى الأمريكتين.. والذين تمت إبادتهم من على الأرض مع حضارتهم وثقافتهم ... ألا يستحقون منك أبسط تعبير إنسانى وأن تقدم لهم الإعتذار ؟!

إن ضحايا الجيش الأمريكي في الحروب الهندية كلها لا يتعدون بضعة آلاف لا تؤلف سوى نسبة ضئيلة من مجمل عدد الهنود سواء عند وصول الأوروبيين (1492) أو عند نهاية الصراع المسلح (1890)...

أن الحقيقة الرئيسة المشاهدة بالعين المجردة هي تدمير الحياة الهندية في طول القارة وعرضها بكل الوسائل المتاحة أمام الرجل الأبيض كالقتل والتهجير والتجويع والحصار ...ويجب ألا ننسى حقيقة مهمة جداً وهو أن إطعام الهندي كان أرخص وأجدى من قتاله... وأن قتل الثقافة أرخص من قتل البشر...

في كل مكان وعبر التاريخ حدثت أشياء لا يمكن ترتيبها في درجات لأنها ببساطة بعض من الجحيم!! البشرية تحتاج فعلاً إلى بناء سلام جديد حقيقي وعالمي مع الذات وبين الشعوب...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا