الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسالة الكوردية بين الامس واليوم (8)

شهاب وهاب رستم

2017 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الخللافات يين الدول الاقليمة كان يمنح الكورد مساحة واسعة للحركة الكوردية التحررية للتحرك بنشاط لتعبئة قواتها السياسية والتنظيمية والعسكرية ، واستفاد الكورد كذلك من التدخل الدولي في شؤونها في بعض الاحيان ، حاولت القيادات الكوردية الوصول الى مركز القرار الدولي ليقدم لهم المستمسكات التي تثبت الظلم الذي يعاني منه الكورد من الدول التي تتقاسم كوردستان . عندما وجد القادة الكورد ان مخططات الدول المنتصررة في الحرب الكورنية الاولى بعيدة عن الطموح الكوردي وأن دول الحلفاء يبيتون سوءا ً للكورد لذا حاول عبدالقادر(الشمدينان مع أبناء بدرخان) بجهود جبارة لـدى الحلفاء لأقناعهم بتوحيد المناطق الكوردية ومنحهــا الحكم الذاتي . كما أخذ الجنرال " شريف باشا السليماني " المقيم في باريس على عاتقه تمثيل الجماعات السياسية الكوردية فقدم عامي ( 1919 ) و ( 1020 ) مذكرتين وخريطتين لكوردستان الى مؤتمر الصلـح ضمنها مطالب الكورد وحقهم بأستقلال كوردستان ووحدتها السياسية . وقع ممثلو دول الحلفاء على "معاهدة سيفر" في أواســــــط عام ( 1920 ميلادية ) فكان من مقتضاه تأليف حكومة أرمنية و أنشاء نوع من الحكم الذاتي في كوردستان ، إلا أنهم قيدوا الحكم الذاتي بأستفتاء أهالي المنطقة فيما اذا أرادوا الانفصال عن الأتراك أم لا ، ومن ثم عرض نتائج الأستفتاء على عصبة الأمم لدراسته وأصدار القرار في ضوء ذلك فيماإذا كان الشعب الكوردي جدير ا ً بالاستقلال أم لا ، وأذا ما أقرعصبة الأم جدارة الكورد بالاستقلال على الحكومة التركية الأذعان له ، ولا يمانع الحلفاء أنضمام كورد ولاية الموصل الى هذه الحكومة المستقلة . ولكن معاهدة سيفر ولدت ميتا ً فلم يكتب لها التنفيذ ، فقد مزقتها من خلال السيطرة على الاناضول ومن ثم التفاهم مع الفرنسيين والطليان ، وعقد اتفاقية لوزان مع دول الحلفاء في سنة ( 1923 ميلادية ) التي قضت على حقوق كل من أرمينيا وكوردستان . وأصبح القضية الكوردية مجرد بعض الضمانات والوعود من الدول التي تشكلت وفق مصالح دول الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الاولى . بع الحرب العلمية الثانية تمكن الكورد الاستفادة من الفراغ السياسي في ايران لاعلان جمهورية مهاباد بمساندة سوفيتية ، لكن السوفيت انسحبوا من المنطقة بشكل مفاجيء ويواجه الدولة الكوردية الفتية قوات الشاه ذات العدة والعديد ليقضوا عليها ويعدم قادتها .
بعد ثورة تموز 1958 في العراق اعترف الدستور العراقي ببكون العرب والكورد شريكاء في الوطن ، لكن الخطوات العملية كانت تسير على عكس ما جاء في الدستور ، ليعلن الكورد ثورة ايلول عام 1961 م . الدول الاقليمية ، بشكل خاص ايران كان دوماً تحوم حول الثورة الكوردية ، لا حباً بالكورد بل من اجل الوصول الى تحقيق اجنداتها ، حتى ان اتفاقية اذار 1970 قد اغاضهم ، هذه التفاقية كانت نقلة تاريخية في تاريخ الكورد ، انطلق الكورد ، وحصل على شيء من حريته وتنفسوا الصعداء ، نما الوعي الكوردي من اقصى كوردستان الى اقصاه .
فترة الاربع سنوات وقف اطلاق بموجب الاتفاقية لم تكن بالنسبة للحكومة سوى مرحلة لتقوية وتعبئة ماكنتها العسكرية ، بالنتيجة فشلت الاتفاقية وعاد الاوضاع الاستثنائية من جديد الى كوردستان ، تآمر الحكومة الايرانية الشاهنشاهية على الحركة الكوردية بعد التفاق معهم بتقديم المساعدات اللازمة لهم ليتفق سراً مع الحكومة العراقية لضرب الكورد ويتنازل العراق عن سيادته لشاه ايران بمساعدة بعض الدول العربية كوسيط بين الطرفين. لكن الكورد وثقوا بالشاه ووضعوا كل بيضهم في سلته ، ليكون الوسيط لهم مع امريكا ودول اخرى ، لكنه غدر بهم بين ليلة وضحاها .
العودة الى المربع الاول من جديد بعد كل التجارب التي مرت على الكورد يعني عدم وجود قراءة صحيحة للاحداث او حتى الاستفادة من تلك التجارب . اولاد العمومة البابانيون كانوا يعتمد احدهم على مساعدات كرمنشاه والاخر على بغداد وصدقنا اتارتورك ان تركيا بلد الاتراك والكورد متشاوون في الحقوق والواجبات ، علينا ان نصدق على بنفس الاسلوب بانقرة وطهران من جديد ، وحتى الدول الكبرى التي نزلت الى الساحة الشرق اوسطية للتنافس ، وفرض اجنداتها من خلال فرض الفوضى ، لكن اين الكورد من المعادلة الدولية ومنافسات موسكو وواشنطن في حوض بحر المتوسط .



شكرا للمتابعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟