الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المغرب ..لا تستغرب

مازغ محمد مولود

2017 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



في المغرب ..لاتستغرب
يبدو ان المشهد السيلسي المغربي وكانه على راسه..ممسوخ الى درجة الغثيان..فمند ان افرزت انتخابات 7 اكتوبر 2016 مافرزته.والمخزن يحاول بشتى الوسائل تاثيت مشهد على المقاس ..وضرب اي حصيلة ديمقراطية جاءت مع حركة 20 فبراير..نحن اليوم امام مشهد سريالي اقل مايقال عنه لايحبو ولا يزحف نحو الديمقراطية بقدر ما يتراجع متدحرجا كصخرة سيزيف نحو الهاوية.. ادا كان بناء دولة الحق والقانون بالاعتماد على الديمقراطية شيء افرح المغاربة في لحظة معينة ..فان الصدمة اليوم تحدث وتكشف هشاشة المشهد السياسي .وهباء الخطاب الرسمي..وايضا هشاشة الارضية الدستورية باعتبارها الحمائية ..فرغم التبريرات التي تبارى فيها من يدعون انفسهم بالمختصين في القانون الدولي والدستوري والخبراء في السياسة والاقتصاد وفي الديمقراطية والحداثة في حواراتهم عبر المنابر الاعلامية ..يتبين انهم مدفوعي الاجر لاخماد الم الانكسار ..بتبرير لا بتحليل لكي تعطى الشرعية للانقلاب على الهامش الضيق الدي حققه المغاربة في المجال الديمقراطية السياسية.
لنعود الى حيث يجب ان نمسك بالخيوط..ولا نبتعد الا بمقدار ..قبل الانتخابات كان المخزن يهيء نفسه بكل ما يملك من دسائس للاجهاز على حزب العدالة التنمية ..باعتباره حزبا يشكل خطرا على المدى البعيد.. انه الحزب الدي يمتلك قاعدة انتخابية .وبفضلها يمكن ان يحصد الاغلبية في الانتخابات..كانت مسيرة الدار البيضاء / المسيرة المهزلة تدعو بصريح العبارة الى عدم التصويت على حزب البيجيدي..مسيرة مفضحوة المرامي والاهداف..لم تنجح المسيرة وفشلت الخطة..وراهن المخزن مرة اخرى على الجرار كحزب معد سلفا مع سبق اصرار وترصد..لكن هدا الحزب كما يفول المثل =فز فزت فرس وكر كرت حمار= وانهار الامل ..ولم يعد معول عليه. وجيء يومئد بحزب الحمامة وعلى راسه رجل المال والاعمال..عزيز اخنوش.. والمعول عليه ..ليقلب الاوضاع ويناهض المشهد السياسي الهش بديانة اقتصاد السوق وامبراطورية المال ومباركة ودعم المخزن.
اضحى حزب الحمامة يتبنى سياسة الشمولية والاستبداد وفرض الامر الواقع.. وحين خرج حزب الاستقلال عن الطوع وبادر الى القبول بالدخول في الحكومة دون ادن مسبق من اولياء الامر..كانت العقوبة ..اللامكان لحزب الاستقلال في الحكومة....عجز رئيس الحكومة المعين ان يتخلى اخلاقيا عن حزب الاستقلال ..استعصى عليه الامر.. فالتخلي عن حزب الاستقلال بلا مبرر يحرجه وايضا شيء مخزي و مفضوح...وماهي الا عشية وضحاها حتى جاء ما يدين الامين العام لحزب الاستقلال ..وتبرء منه اهله ودويه قبل ان يتبرء منه حزب العدالة والتنمية ..فكل شيء بحسبان. كلمتان في اجتماع داخلي كافيتان لان يكون مصاب بالجدام السياسي ...اننا امام عقل الدولة المبني على ثقافة الاستبداد والتوحش والارتكاس.. فهدا حزب الاتحاد الاشتراكي العتيد..والتاريخ المديد ..تحول الى حزب تحت الاوامر.. عاش السلبية وتقوقع قابلا بالاملاءات. اما الاحزاب الاخرى كانت كالعربة يجرها حزب الحمامة . وهي اصلا احزاب الى ربها منتهاها . .في المغرب لا تستغرب..السياسة شر والوعي زائف ..والمجتمع للفرجة و السيناريو يوضب امام الجميع بالتهديد وبالوعيد وبالترغيب.. وهكدا يموت الفعل السياسي ويخنق . فاي تبرير مهما برروا ..انما يغطي الشمس بالغربال.
هكدا تدور ثقافة السياسة في فراغ ..والبلاد تعيش حالة التوحش ..الحياة اليومية للمواطن صارت بلا جدوى..والعمل بلا فائدة وبلا نتائج..والتعليم بلا مضمون تربوي والصحة في ازمة مريضة..والاقتصاد بلا تنمية والادارة خارج السياق..الهامش يعج بالبطالة والانحراف..والاحداث بلا معنى..هكدا يدفع المواطن الى الاحباط.الدي يقود الى انعدام التقة في الانتخابات وفي السياسة ..لان الدولة انحازت الى مصلحتها الضيقة الخاصة .وقادة الاحزاب ركعوا امام انتهازيتهم و قبلوا بالادلال والانبطاح .شيء مخز ..ان يتحول السياسي في المغرب الى اداة تتحكم فيه الميولات.. والرغبات ويردخ للاملاءات والتوجيهات ..و يضرب عرض الحائط كل الاخلاق والافكار النبيلة.. التي يتاسس عليها الفعل السياسي ..نعم لان السياسي مهمته تقترن بالفعل الملتزم ..المقترن بمقاومة ومجابهة التوحش والتصدي للاستبداد والتحكم ومحاربة قوى مناهضة الديمقراطية .السياسي مطالب بزرع الامل وبناء التمدن والتحضر والوفاء بالعهود والوعود وتدعيم بناء دولة الحق والقانون .السياسي ينحاز الى الشعب والوطن ..يسعى لاخراج الناس من وضع الرعية والتبعية والظلم والاستغلال الى منظومة المواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة والحرية ..السياسي يناضل من اجل تخطي التناقض الحاد بين السياسة والحق... وجعل الديمقراطية اداة شرعية لتجنب افاة الطغيان وحماية السيادة الشعبية ..
ثلاثة اشهر كافية لنفهم...النظام يريد ان يتحكم في المشهد السياسي. وبيد ناعمة..تارة وتارة بيد من حديد...يابى ان يتخلص من استبداده..عليه ان يكون هو الناهي واليه المنتهى... والاحزاب مستسلمة بطواعية ..كدمى من قش وقماش..لدا لانعول على الاحزاب..ولا على قادتها او من يدور في فلكهم ..انهم شر منا علينا..لا يملكون القدرة ..ولا طموحات لهم ..ولا ثقة داتية .شر ابتلينا به. ومهما كانت الحكومة ..اومن يتولى امرها و زمامها ..لن ينتظر منها الشعب شيئا..فالمسرحية هزلية لا تضحك باكثر ما تؤلم...بعيدون انتم عن طموحات ومطالب هدا الشعب ..الشعب يريد حكومة تقطع مع ارقام الانتاج ونسب النمو ومعدلات الاستهلاك..حكومة تقاوم المديونية والتضخم والتهريب والتهرب الضريبي والتبييض والريع والفساد حكومة تحرك عجلة الانشطة الاقتصادية وتحقق التوازن بين العرض والطلب وبين المرتبات الوظيفية والنفقات الاسرية توفر الشغل والتعليم والصحة والسكن .حكومة تحارب الهشاشة والفقر وتنشر ثقافة الحقوق..حكومة تسعى لبناء دولة الحق والقانون..دولة الكرامة و المواطن..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القطع مع الانتخابات هو بداية الطريق
حميد فكري ( 2017 / 1 / 4 - 22:28 )
القطع مع الانتخابات هو بداية الطريق نحو التغيير الفعلي والشامل للمغرب. فكل المؤسسات القاءمة ليست في حقيقتها سوى مؤسسات شكلية تضليلية هدفها جر المواطنين الى نفق مسدود ولعبة متحكم في قواعدها سلفا . نحن نعيش تحت سيطرة ديكتاتورية ملكية لا هم لها سوى الحفاظ على وجودها مهما كلف الامر.

اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس