الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طابع الحزب-الفصل الأوّل من كتاب -المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني (الماوي– 1974 )-

شادي الشماوي

2017 / 1 / 8
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


طابع الحزب-الفصل الأوّل من كتاب "المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني (الماوي– 1974 )"

الماويّة : نظريّة و ممارسة ( عدد 26 / ديسمبر 2016)
مقدّمة المترجم للكتاب 26 :
منذ وفاة ماو تسى تونغ والإنقلاب التحريفي فى الصين سنة 1976، تعرّضت الماويّة إلى أفظع الهجمات المسعورة من اليمين و" اليسار". فلفّقت تهم لماو بإرتكاب مجازر والتسبّب في قتل الملايين وشوّهت صورة الصين الماوية الثوريّة إلى درجة جعلتها مسخا وخلطت الأوراق بين الصين الماويّة الإشتراكية والصين التحريفيّة الرأسماليّة. وإلى جانب البرجوازيّة الإمبرياليّة العالمية والقوى الرجعيّة الأخرى عبر العالم وممثّليها السياسيّين والأدبيّين، إصطف التحريفيّون، محر ّفو الماركسيّة، من كلّ رهط، من الصنف الأوروشيوعي إلى الصنف السوفياتي والصيني مرورا بالتروتسكيّة وصولا إلى الخوجيّة، ليشنّوا حربا شعواء ضد الماويّة بما هي المرحلة الثالثة في تطوّر علم الشيوعية من ماركسيّة إلى ماركسيّة ـ لينينيّة إلى ماركسيّة ـ لينينيّة ـ ماويّة.
وقد تصدّى الماويّون الحقيقيّون إلى هكذا هجوم من أكثر من جهة ودحضوا الأطروحات الإنتهازيّة اليمينية واليسراويّة والدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة منذ أواخر سبعينات القرن العشر ين وطفقوا يطبّقون الماويّة ويطوّرونها نظر يّا وعمليّا.
ومن محاور الصراع التي طالما تلاعب بها أعداء الماويّة لا سيما منهم الخويجّين وسال حولها الكثير من الحبر، الحزب الماوي وصراع الخطّين كمساهمة عظيمة من مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة فى تطوير علم الشيوعيّة. وقد شرحها وكرّسها عمليّا الماويّون عالميّا وبيّنوا بالمكشوف والملموس تهافت أعداء الماويّة بهذا الصدد وبغيره أيضا.
ومساهمة منّا في مزيد تسليط الضوء على المسألة وعلاقتها ببقيّة مسائل الحياة الحزبيّة الشيوعيّة، إرتأينا فى هذا الكتاب الجديد ان نقدّم للقرّاء، رفيقات ورفاق وباحثين عن الحقيقة، ملخّصا لتطوير ماو تسى تونغ لنظريّة الحزب الشيوعي الماويّ وسيره ومبادئه إلخ ورد فى مؤلّف صنّف تحت إشراف قيادات ماويّة. وقد ترجم هذا المصنّف بداية إلى الفرنسيّة وتاليا ترجم إلى الأنجليزيّة. عنوانه الصيني هو " المعرفة الأساسيّة للحزب " وبالفرنسيّة والأنجليزية حمل عنوان " المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني " لغرض مفهوم طبعا. ونحن إذ حافظنا على العنوان بالطبعتين الفرنسيّة والإنجليزية، فقد أضفنا (الماوي، 1974) غايتنا من ذلك توضيح الأمر منذ العنوان، أي فرز الحزب الشيوعي الصينيّ في ظلّ قيادة ماو تسي تونغ عن الحزب الشيوعي الصيني وقد إستولت عليه وغيّرت لونه التحريفيّة أو البرجوازيّة الجديدة التي أعادت تركيز الرأسماليّة منذ 1976 في الصين التي كانت إشتراكية في عهد ماو.
وللأهمّية الفائقة لهذا الكتاب الذي يعدّ من التراث الماويّ العالمي ولعدم إيلاء الماويّين أو مدّعى الماويّة عربيّا له العناية التي يستحقّ دراسة ونشرا وتطبيقا وحتّى تغييب مضامينه عمدا وتكريس نقيضها، قرّرنا قبل عدّة سنوات الشروع في تعريبه كسلاح من الأسلحة الإيديولوجيّة والسياسيّة التي ينبغي أن يتسلّح بها الشيوعيّون الحقيقيّون في صراعاتهم من أجل إستيعاب علم الشيوعيّة قصد فهم العالم وتغيير ثوريّا. ولظروف ما نتأجّل إتمام العمل برمّته وقتها. وصادف أن راسلنا أحدهم عبر الأنترنت وطلب منّا حينها الإطّلاع على جزء ممّا أنجزناه فلم نر مانعا في ذلك بل قدّمنا الصفحات المنجزة بصدر رحب مع ملاحظة أنّ المنجز غير تام وليس معدّا بعدُ للنشر. إلاّ أنّه تمّ التفطّن إلى أنّ شخصين من كتّاب موقع الحوار المتمدّن، لا ندرى من أين حصلا على مخطوطاتنا، أدخلا بعض التعديلات الطفيفة أو دون تعديلات أصلا، نشرا في شكل مقالات دون توفير معطيات دقيقة عن المصدر ـ الكتاب ولا حتّى الإشارة للقائم بجهد الترجمة وأكثر من ذلك، ذهب أحدهما إلى حدّ تذييل إحدى المقالات بأنّه صاحب الترجمة والنسخ. والأنكى هو أنّهما في كتابات أخرى بصفة مباشرة أو غير مباشرة يرجماننا بكيل من الشتائم في معرض صراعهما مع ناقد لخطّيهما الإيديولوجيّين والسياسّيين.
وبالنسبة لنا، لا يتعلّق الأمر بملكيّة خاصة أو ما شابه، فكتبنا جميعها متوفّرة للتنزيل المجاني ولا نطالب بأكثر من الإشارة إلى صاحبها من منطلق النزاهة العلميّة لا غير؛ ولن نسم ما قاما به بنعوت متداولة وإنّما يهمّنا هنا أن نشير بعجالة إلى أنّ هكذا تصرّفات تنمّ في أفضل الأحوال عن إخفاق فى إستيعاب قضيّة تتقاطع فيها الأخلاق والأبستمولوجيا. فليس من الأخلاق الشيوعيّة في شيء إتيان مثل ذلك الصنيع وليس من علم الشيوعيّة تشويه الوقائع وقلب الحقائق رأسا على عقب. ويعلم متتبّعو صراع الخطّين صلب الماويّين بين أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ومناهضيها، أنّ مسألة مقاربة الحقيقة بإعتبارها واقعا ماديّا موضوعيّا يجب البحث والدراسة لكشفها كما الإقرار بها مهما كانت مُرّة والإنطلاق منها لتفسير العالم وتغيير من منظور شيوعي، أو إعتبارها، ببراغماتيّة ونفعيّة،" حقيقة سياسيّة " أو " حقيقة طبقيّة " مسألة جدل محتدم عالميّا. وعليه، لا نقول أكثر من أنّ مقترفي ذلك الصنيع فى نهاية المطاف من مناهضي الحقيقة بما هي واقع مادي موضوعيّ وما ينجر عن ذلك.
ونعود إلى واضعي الكتاب الماوي الصيني الذي عرّبنا لنطّلع على غرضهم الأصلي من وضعه حيث نقرأ في كلمة ختاميّة:
" هذا الكتاب حول " المعرفة الأساسية للحزب " تمّت صياغته إنطلاقا من النظريّة الماركسية، من اللينينية ومن فكر ماو تسى تونغ بخصوص بناء الحزب وإنطلاقا من روح وثائق المؤتمر العاشر، لتوفّر مرجعا لأعضاء الحزب الشيوعي وللناشطين الراغبين فى الإنخراط فى الحزب وكذلك للشباب المتعلّيمن عندما يدرسون القانون الأساسي للحزب؛ وهو موجّه كذلك ليكون مرجعا لمنظّمات الحزب القاعديّة التى تقدّم دروسا حزبيّة.
أثناء صياغته، تمتّع هذا الكتاب بدعم قويّ من عدّة مصانع ومن عدّة قرى ومنظّمات ومدارس فى المدينة كلّها، ولهم جميعا نتوجّه هنا بجزيل الشكر.
وإعتبارا لأنّ مستوى معرفتنا محدود، من الممكن أن توجد فى هذا الكتاب بعض النقائص والأخطاء سنكون سعداء أن يبلغنا كافة القرّاء نقدهم وتصحيحاتهم لها. "
وعلى أهمية هذا المصنّف ومضامينه الثوريّة رئيسيّا، نهيب بالقرّاء أن يأخذوا بعين الإعتبار إطار تصنيفه إذ هو نتاج الصين الماويّة، الصين الإشتراكية، حيث كان الحزب الشيوعي الصيني في السلطة. هذا من جهة ومن جهة ثانية، وثانويّا، بعد عقود ودراسات نقديّة وممارسات ماويّة متطوّرة أكثر، حسبنا هنا أن نلفت النظر إلى خطئين باتا بيّنين الآن وهما بالطبع لا ينالان من قيمة الكتاب أبدا وبكلّ تواضع الشيوعيّين الحققيّين قد قال أصحاب الكتاب مثلما مرّ بنا: " وإعتبارا لأنّ مستوى معرفتنا محدود، من الممكن أن توجد فى هذا الكتاب بعض النقائص والأخطاء سنكون سعداء أن يبلغنا كافة القرّاء نقدهم وتصحيحاتهم لها. "
فقد لمسنا فعلا، أوّلا، نزعة يمكن أن توصف بالمثاليّة في تعميم غير واقعي على غرار إستعمال متكرّر لصيغ " كلّ الشعب وكلّ الحزب ..." أو " كافة الشعب وكافة الحزب ..." في مبالغة تجافى الحقيقة والقانون الجدلي الأساسي لإزدواج الواحد؛ وثانيا، نزعة حتميّة إنعكست في التشديد على حتميّة إنتصار الشيوعيّة وهي نزعة عانت منها كثيرا وطويلا الحركة الشيوعيّة العالمية وشخّصها بوب أفاكيان ونقدها ولا يزال أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة.
ومحتويات هذا الكتاب من التراث الماوي العالمي هي:

I - طابع الحزب
الحزب الشيوعي الصيني هو حزب البروليتاريا السياسي
الحزب طليعة البروليتاريا
النضال من أجل الحفاظ على الطابع البروليتاري للحزب

II- الفكر القائد للحزب
الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون الحقيقة الأصحّ و الأكثر علميّة و ثوريّة
الماركسية ، اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون مرشد عمل حزبنا
النضال من أجل الدفاع عن الفكر القيادي للحزب

III- البرنامج الأساسي و الهدف النهائي للحزب
الشيوعية هي مثل البرليتاريا الأعلى النبيل
لتحقيق الشيوعية من الضروري المرور عبر دكتاتورية البرليتاريا
ينبغى أن نناضل طوال حياتنا من أجل تحقيق الشيوعية


IV- الخط الأساسي للحزب
الخط الأساسي هو قوام حياة الحزب
ينبغى الاعتراف تماما بالطابع المتواصل للصراع الطبقي و الصراع بين الخطين
يجب التحلّى بالرّوح الثوريّة للذهاب ضد التيّار
يجب تسوية العلاقة بين "الحبل الرئيسي " و "عقد الشبكة " بطريقة صحيحة


V- مبادئ الحزب الثلاثة حول الأشياء التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها
ممارسة الماركسية و نبذ التحريفية
العمل من أجل الوحدة و نبذ الانشقاق
التحلى بالصراحة و الاستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس
"الأشياء الثلاثة التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها " هي المبادئ الأساسية التى يجب على أعضاء الحزب احترامها

VI - القيادة الموحّدة للحزب
يجب أن يقود الحزب كلّ شيء ، هذا مبدأ أساسي فى الماركسية – اللينينيّة
القيادة الموحّدة للحزب هي بالأساس قيادة إيديولوجيا و خطّ سياسي
المسك الجيّد بالمسائل الهامة و تعزيز القيادة الموحّدة للحزب
يجب على أعضاء الحزب الشيوعي أن يخضعوا عن وعي للقيادة الموحّدة للحزب وأن يحافظوا عليها

VII - المركزية الديمقراطية فى الحزب
المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي للحزب
المسك بالعلاقة بين القيادة الجماعية و المسؤولية الشخصيّة بطريقة صحيحة
تطوير الديمقراطية داخل الحزب و الحفاظ على الوحدة الممركزة

VIII- الإنضباط فى صفوف الحزب
الإنضباط ضمان لتطبيق الخطّ
الإحترام الواعي للإنضباط الحزبي
التطبيق الصحيح للإنضباط الحزبي

IX- أساليب عمل الحزب الثلاث العظمى
أساليب العمل الثلاث العظمى عادة جيدة فى حزبنا
أسلوب دمج النظرية بالممارسة
أسلوب الحفاظ على علاقات وثيقة مع الجماهير
أسلوب عمل ممارسة النقد و النقد الذاتى

X – تكوين خلف قضيّة الثورة البروليتاريّة
تكوين خلف قضيّة الثورة مهمّة إستراتيجيّة هامة
تكوين خلف القضيّة الثوريّة و إختيارهم فى خضمّ النضال
ليعمل الحزب كلّه لإنجاز عمل تكوين خلف للثورة على أفضل وجه

XI – مهام منظّمات الحزب القاعدية
أهمّية الدلالة التى يكتسيها تعزيز بناء منظّمات الحزب القاعدية
المهام القتالية لمنظمات الحزب القاعدية
يجب على منظّمات الحزب القياديّة أن تضمن بناءها الخاص

- XII الدور الطليعي و النموذجى لأعضاء الحزب
الدور الطليعي و النموذجى لأعضاء الحزب فى غاية الأهمية
للنهوض بالدور الطليعي و النموذجى يجب أن نتّبع " المتطّلبات الخمس "
عن وعي نعيد تشكيل نظرتنا للعالم بهدف الإنخراط فى الحزب إيديولوجيا

XIII- ظروف الإنخراط فى الحزب و إجراءاته
شروط الإنخراط فى الحزب
إجراءات الإنخراط بالحزب
المعالجة الصحيحة لمسألة الإنخراط فى الحزب
الإعتناء بجدّية بعمل إنتداب المنخرطين الجدد
XIV- رفع راية الأممية البروليتارية
الأممية البروليتارية مبدأ جوهري فى الماركسية – اللينينية
النضالات الثورية لشعوب مختلف البلدان تساند بعضها البعض
العمل بكل ما أوتينا من جهد لتقديم مساهمة أكبر من أجل الانسانية


الهوامش بالأنجليزية
الملاحق (2) ـ من إقتراح المترجم
فهارس كتب شادي الشماوي
===================================================================

مقولات للرئيس ماو
- نواة القوّة التى تقود قضيّتنا هي الحزب الشيوعي الصيني . و الأساس النظري الذى يرشد تفكيرنا هو الماركسية اللينينيّة .
( 1- الصفحة 1 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسى تونغ " )
- يجب على الحزب السياسي ، كي يقود الثورة إلى الظفر ، أن يعتمد على صحّة خطّه السياسي و على صلابة تنظيمه.
(2- " فى التناقض " ، صفحة 459 من المجلّد الأوّل من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " )
- يجب ممارسة الماركسية و نبذ التحريفيّة ، و العمل من أجل الوحدة لا الإنشقاق ، و التحلّى بالصراحة و الإستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس .
(3- المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني ( وثائق )؛ بيكين 1973)
-------------------------------
مقولة للرئيس ماو
يمتدّ المجتمع الإشتراكي على فترة تاريخية طويلة خلالها يتواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي ، وكذلك الصراع بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ، و خطر إعادة تركيز الرأسمالية . يجب فهم أنّ هذا الصراع سيكون طويلا و معقّدا و أنّه يجب أن نضاعف من يقظتنا و نتابع التربية الإشتراكيّة . يجب أن نفهم و نعالج معالجة صحيحة المشاكل التى تطرحها التناقضات الطبقيّة و الصراع الطبقيّ ، و أن نميّز بين التناقضات بيننا و بين العدوّ ، و التناقضات فى صفوف الشعب ، ثمّ نعالجها معالجة صحيحة . و إلاّ فإنّ بلدا إشتراكيّا مثل بلدنا سيتحوّل إلى نقيضه : ستتغيّر طبيعته و سيشهد إعادة تركيز الرأسمالية . و من الآن ، يجب علينا الحديث عن هذه المسألة بإستمرار يوميّا و شهريّا و سنويّا حتّى نحصل على فهم واضح بما فيه الكفاية و نتّبع خطّا ماركسيّا – لينينيّا.
( 4 - ماو تسى تونغ ، سبتمبر 1962 )
================================================================
تقديم
يعلّمنا الرئيس ماو أنّه " من الضروري جدّا أن يذهب الشباب المتعلّم إلى الريف لتعاد تربيته على يد الفلاّحين الفقراء و المتوسّطين- الفقراء " (5) و منذ بضعة سنوات ، ذهب مئات آلاف شباب المتعلّمين إستجابة للنداء العظيم للرئيس ماو ، وهم مفعمون بالأمل الثوري ، إلى الأرياف و المناطق الحدوديّة لوطننا . إنّهم يدرسون بجدّية المؤلّفات الكلاسيكيّة الماركسية – اللينينية وكتب الرئيس ماو وينكبّون بنشاط على نقد التحريفيّة و إصلاح أسلوب العمل و يقاتلون بحماس فى الخطوط الأمامية للحركات الثوريّة الكبرى الثلاث و يتّبعون بصرامة طريق الإندماج مع العمّال والفلاّحين (6) ، و هم يقدّمون مساهمتهم فى بناء ريف جديد ، ريف إشتراكي و يرفعون بدرجة كبيرة مستوى وعيهم هم من خلال الصراع الطبقي و صراع الخطّين . و بإستمرار يظهر أبطال بروليتاريّون و ينشأ جيل جديد و يزدهر . هذا إنتصار كبير للخطّ الثوري للرئيس ماو .
و وفقا لتعاليم الرئيس ماو : " يجب الإعتباء بتنشئة جيل الشباب " (7) ، و نحن نكتب و ننشر هذه " السلسلة للدراسة الخاصة للشباب " تلبية لحاجيات شباب المتعلّمين المقيمين فى الريف و الذين يدرسون بأنفسهم (8). مسترشدة بالماركسية – اللينينية و فكر ماوتسى تونغ ، تشمل هذه السلسلة من ناحية المضمون ، معارفا عامة فى الفلسفة و العلوم الإجتماعية و العلوم الطبيعيّة وكذلك نخبة من أعمال لوسين .
و كلّنا أمل أن تكون لنشر هذه السلسلة فائدة عمليّة فى دراسة الشباب المتعلّمين المقيمين فى الريف و تساعدهم على رفع وعيهم لصراع الخطّين و مستواهم النظريّ و مستواهم الثقافي و العلمي ؛ و فى التقدّم بخطوات كبيرة على الطريق المتمثّل فى أن نكون حمر وخبراء ، و فى تلبية أفضل لحاجيات بناء ريف جديد ، ريف إشتراكي و التقدّم فى كافة المهام المنجزة .
و نعبّر عن شكرنا الجزيل للوحدات المعنيّة و للمؤلّفين الذين قدّموا الدعم القويّ لعمل نشر هذه السلسلة و ندعو قرّاءنا إلى صياغة ملاحظاتهم و نقدهم لهذه السلسلة ، بهدف تحسينها .
منشورات الشعب – شنغاي
==================

I - طابع الحزب
ينصّ القانون الأساسي للحزب الشيوعي الصيني المصادق عليه خلال المؤتمر العاشر على أنّ " الحزب الشيوعي الصيني هو حزب البروليتاريا السياسي ، وطليعة البروليتاريا . " و فى منتهى الأهمّية أن نملك فهما جيّدا لطبيعة حزبنا ، من أجل تعزيز بنائه و قيادته الموحّدة و من أجل أن نكرّس تماما دوره القيادي الطليعي للبروليتاريا و نضمن لقضيّتنا الإشتراكية إنتصارات أكبر فأكبر أبدا فى بلادنا .
الحزب الشيوعي الصيني هو حزب البروليتاريا السياسي
وفق الماركسية ، الحزب السياسي ثمرة الصراع الطبقي و فى نفس الوقت هو أداة لهذا الصراع الطبقي . و فى المجتمع الطبقي ، إذا أرادت طبقة معيّنة أن تعبّأ قواها و تنظّمها لقتال الطبقة المنافسة و من ثمّة إفتكاك السلطة و تعزيزها و إرساء هيمنتها على كافة المجتمع و الحفاظ عليها ، ينبغى عليها أن تتسلّح بتنظيم و بقيادة يمثّلان مصالحها و يكثّفان إرادتها – حزب سياسي . و مثلما قال لينين " بشكل عام ، يقود الطبقة حزب سياسي " ( 9 - " مرض" اليسارية " الطفولي فى الشيوعية " ) الحزب السياسي هو نواة طبقة و الطبقة هي قاعدة حزب سياسي . و بطريق الحتم لكلّ حزب سياسي طابع طبقي مميّز بوضوح . لم يوجد قط فى العالم حزب سياسي خارج الطبقات و كذلك لم يوجد قط حزب " للشعب بأسره " (10) مهما كان ، لا يمثّل مصالح طبقة معيّنة .
الحزب الشيوعي الصينيّ حزب سياسي بروليتاري ، هو الفيلق الطليعي للبروليتاريا ، مبني على أساس نظريّة وأسلوب العمل الثوريين للماركسية - اللينينية .
و لئن كان الحزب الشيوعي الصيني حزبا بروليتاريّا فلأنّه التعبير المكثّف عن مميّزات البروليتاريا وخصوصيّاتها . و البروليتاريا هي الطبقة الأعظم فى تاريخ الإنسانيّة ، إنّها الطبقة الثوريّة الأقوى سواء على النطاق الإيديولوجي و السياسي أم على نطاق القوى ؛ إنّها ممثّلة قوى الإنتاج الجديدة وهي مرتبطة بالأشكال الإقتصادية الأكثر تقدّما . فى المجتمع القديم ، تعرّضت البروليتاريا لأقسى و أشرس أصناف الإستغلال والإضطهاد ؛ و لم تكن تملك شيئا ، لم تكن تملك وسائل إنتاج و كان بقاؤها على قيد الحياة يعتمد كلّيا على بيع قوّة عملها . ونظرا للموقع الإقتصادي والسياسي الذى تحتلّه ، البروليتاريا هي الطبقة التى تكره أكثر من غيرها الطبقات الإستغلاليّة و التى لديها الرؤية الأشمل و الإهتمام الأكبر بالمجموعة نسبة للفرد ؛ هي التى كانت الأكثر راديكاليّة فى الثورة و التى كانت تملك الحسّ الأكبر للإنضباط و التنظيم . و فضلا عن المميّزات الخاصة بالبروليتاريا عموما ، كانت البروليتاريا الصينيّة تتّسم بعدد معيّن من الخصوصيّات البارزة . و فعلا ، كانت البروليتاريا الصينيّة تخضع لإضطهاد ثلاثي : الإضطهاد الإمبريالي و الرأسمالي و الإقطاعي ؛ وفى العالم قلّما يوجد مكان فيه إتسّم الإضطهاد بطابع بمثل تلك القساوة و الفظاعة . لهذا ، فى النضال الثوري ، كانت البروليتاريا الصينيّة الأكثر تصميما و صراحة من أيّة طبقة أخرى . هذا من ناحية و من ناحية ثانية ، كانت نسبة هامة من البروليتاريا الصينيّة من عائلات فلاّحين أفلسوا و كان لها مع جماهير الفلاّحين الذين يمثّلون الغالبية العظمى من السكّان علاقات طبيعيّة ما يسّر الوحدة الوثيقة بينهما . و لكلّ هذا ظهرت البروليتاريا الصينيّة فى النضال الثوري الأكثر تصميما و الأشجع ؛ لا تتراجع أمام أيّ خطر و لا أمام أيّة تضحية ، و قد كانت على الدوام فى الصفوف الأماميّة للنضال الثوري متحوّلة هكذا إلى قوّة قياديّة لا تقهر للثورة الصينيّة . و بالذات فى هذه الطبقة الأكثر تصميما و الأكثر تقدّميّة و الأكثر ثوريّة وجد الحزب الشيوعي الصيني قاعدته الطبقيّة . و إذن يملك حزبنا ليس كافة مميّزات و خصوصيّات البروليتاريا فقط بل هو يجسّد أيضا بطريقة مكثّفة هذه المميّزات و هذه الخصوصيّات التى تملكها البروليتاريا الصينيّة . و يعود كون الحزب الشيوعي الصيني حزب سياسي بروليتاري كذلك إلى أنّه ثمرة مزج الماركسيّة – اللينينيّة مع الحركة الثوريّة الصينيّة . ومنذ نشأتها ، لم تكفّ البروليتاريا الصينيّة عن مقاومة مضطهديها و مستغلّيها . و طبعا ، قبل حركة 4 ماي (11) ، كانت الطبقة العاملة الصينيّة لا تزال فى مرحلة النضال العفوي ولم تكن تشكّل قوّة سياسيّة مستقلّة . وفى 1919 ، و تحت تأثير ثورة أكتوبر و الماركسيّة – اللينينيّة ، إنطلقت فى بلادنا حركة 4 ماي و كانت موجّهة ضد الإمبريالية والإقطاعية . و أثناء هذه الحركة الثوريّة الكبرى ، برزت البروليتاريا الصينيّة إلى مسرح التاريخ بإعتبارها قوّة سياسيّة مستقلّة و أبانت عن قوّتها الضخمة و كذلك عن نموّ صفوفها و توسّعها . و فى الوقت نفسه، أعطت حركة 4 ماي إندفاعا لبعض المثقّفين الذين كانوا يمتلكون مفاهيما أوّليّة عن الأفكار الشيوعية ؛ فوعوا حينها بأهمّية دراسة الماركسية – اللينينيّة و الترويج لها و أيضا دراسة الموقع التاريخي الذى تحتلّه البروليتاريا و طفقوا ينشرون الماركسيّة فى صفوف الجماهير العريضة منخرطين هكذا فى طريق الإنصهار مع العمّال والفلاّحين . و تعدّ حركة 4 ماي بداية المزج بين الحقيقة العالميّة للماركسيّة – اللينينية و الممارسة العمليّة للثورة الصينيّة ؛ لقد أعدّت الظروف – على النطاق الإيديولوجي و فى ما يتّصل بالكوادر – لتأسيس الحزب . و مع بدايات المزج بين الماركسيّة – اللينينيّة و الحركة الثوريّة الصينيّة ، إنطلق الشيوعيّون الصينيّون الذين يمثّلهم ماو تسى تونغ بحماس فى النشاط بهدف تأسيس الحزب . و فى غرّة جويلية سنة 1921 ، أرسلت كلّ المجموعات الشيوعية فى البلاد مندوبين عنها للمشاركة فى المؤتمر الوطني الأوّل للحزب الشيوعي الصينيفى شنغاي حيث أعلنت عن ولادته . وتبيّن هذه السيرورة التاريخيّة بوضوح أنّ تشكّل الحزب الشيوعي الصيني أتى نتيجة حتميّة لتطوّر الحركة الثوريّة البروليتاريّة فى الصين المعاصرة ؛ وأنّه أتى نتيجة مزج الماركسية – اللينينيّة مع الحركة الثوريّة الصينيّة .
و الحزب الشيوعي الصيني حزب سياسي بروليتاري لأنّه أيضا يمثّل بشكل مكثّف المصالح الجوهريّة و الإرادة الطبقيّة للبروليتاريا و يخدم مصالح الغالبيّة العظمى من الشعب الصيني و شعوب العالم (12) . لقد أشار المعلّمان الكبيران للبروليتاريا ، ماركس و إنجلز ، ، فى " بيان الحزب الشيوعي " إلى : " كانت الحركات إلى يومنا هذا كلّها حركات قامت بها أقلّيات أو جرت فى مصلحة الأقلّيات . أمّا حركة البروليتاريا فهي حركة قائمة بذاتها للأكثريّة الساحقة فى سبيل مصلحة الأكثريّة الساحقة " (13- الصفحة 61 من ماركس و إنجلز " مختارات فى أربعة أجزاء "– الجزء الأوّل ) و كذلك قال الرئيس ماو : " إنّ الحزب الشيوعي هو حزب سياسي يعمل لمصالح الأمّة و الشعب " ( 14- " خطاب فى المجلس النيابي بمنطقة حدود شنشى – قانسو – نينغشيا " ) ، و تدلّ هذه التعاليم بجلاء على طابع حزب بروليتاري ، إنّها تعكس وحدة مصالح الحزب و مصالح البروليتاريا و الشغّالين . إنّ تـأسيس حزب من أجل المصلحة العامة أو تـأسيسه من أجل المصالح الخاصّة الفرديّة ، خطّ تمايز بين الحزب السياسي البروليتاري والحزب السياسي البرجوازي . و متى أسّست البروليتاريا حزبها الخاص فلِتسقط تماما البرجوازية و كافة الطبقات المستغلّة ، و لتقضي على كافة أنظمة الإستغلال و لتناضل فى سبيل التحرير التام للبروليتاريا و الإنسانيّة قاطبة ؛ و هذا يعنى تأسيس حزب من أجل المصلحة العامة ، من أجل الثورة ، من أجل الشعب . لكن جميع الأحزاب السياسية البرجوازية و التحريفية تهدف إلى العكس ، إلى الحفاظ على مصالح الطبقات المستغِلّة ، و حماية النظام الفظيع لإستغلال البرجوازيّة للبروليتاريا و الشغّالين : و هذا إنشاء حزب من أجل المصلحة الخاصة ، من أجل تحقيق المصالح الشخصيّة لحفنة من الناس ، وهو يساوى خدمة الطبقات المستغلّة . و من يوم تأسيسه ، ناضل حزبنا بلا هوادة من أجل المصالح الأساسيّة للبروليتاريا ، من أجل تحقيق المثل الأسمى : الشيوعية . زمن الثورة الديمقراطية ، قاد الرئيس ماو الحزب برّمته و الشعب بأسره على طريق إفتكاك السلطة عبر النضال المسلّح ؛ و قد أطاحوا بالجبال الكبرى الثلاثة " (15) التى كانت تسحق الشعب الصيني و أسّسوا الصين الجديدة . و فى مرحلة الثورة الإشتراكية ، مرّة أخرى بإتّباع نظريّة الرئيس ماو حول مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا ، قاد حزبنا البروليتاريا والشعب فى بلادنا لإنجاز الثورة الإشتراكية على الجبهات الإقتصاديّة و السياسية و الإيديولوجيّة . وبوجه خاص ، الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى التى أطلقها و قادها الرئيس ماو شخصيّا، هي التى سمحت بتعزيز لم يسبق له مثيل لدكتاتوريّة البروليتاريا . و على المستوى العالمي ، إتّخذ حزبنا المتمسّك بالأمميّة البروليتاريّة بكلّ الأحزاب و المنظّمات الماركسية - اللينينية الحقيقيّة فى العالم و عارض بصرامة التحريفيّة المعاصرة التى تمثّلها زمرة التحريفيين المرتدّين السوفيات . و طوال الخمسين سنة من وجوده ، كان تاريخ حزبنا تاريخ قتال من أجل المصالح الأساسيّة للبروليتاريا و للشغّالين من أجل تحرير الإنسانيّة قاطبة . و يبيّن كلّ ما أنف بجلاء أنّ حزبنا حزب سياسي بروليتاري .
الحزب طليعة البروليتاريا
حزبنا حزب البروليتاريا لكن بعض الأشياء تميّزه عن مجمل هذه الطبقة . يتكوّن الحزب من قسم من البروليتاريا ، قسمها الأكثر تصميما و الأكثر قتاليّة : إنّه طليعة البروليتاريا . و قد شرح الرئيس ماو بوضوح :
" يجب أن يكون الحزب متكوّنا من العناصر المتقدّمة من البروليتاريا ، يجب أن يكون منظّمة طليعية ، ديناميكية ، و قادرة على قيادة البروليتاريا و الجماهير الثوريّة فى معركتها ضد العدوّ الطبقي " . (16)
حزبنا طليعة البروليتاريا لأنّه متكوّن من العناصر المتقدّمة من البروليتاريا . لا يمكن لكلّ عناصر البروليتاريا أن تدخله والشيء نفسه بالنسبة للعناصر الثوريّة ، فقط العناصر المتقدّمة الأكثر تصميما فى صفوف البروليتاريا و كذلك الذين يدلّلون على ولاء لا حدود له للمهمّة التاريخيّة للبروليتاريا بوسعهم الإنخراط فيه . طبعا ، فى حزبنا ، لا توجد عناصر من البروليتاريا فحسب ، بل توجد فيه أيضا عناصر من الطبقات الإجتماعيّة الأخرى . إلاّ أنّ هؤلاء الثوريين الذين ليسوا من أصل بروليتاري لا يلتحقون بالحزب بصفتهم ممثّلين لطبقات أخرى ؛ لا يُسمح لهم بالإنخراط إلاّ شرط تحويلهم عن وعي لنظرتهم إلى العالم و تبنّيهم الإيديولوجيا البروليتاريّة و تخلّيهم عن موقعهم الطبقي السابق بعد دراسة الماركسية – اللينينية و فكرماو تسى تونغ و المشاركة فى الحركات الثوريّة الثلاث ، و علاوة على ذلك ، يجب أن تتوفّر فيهم الشروط المطلوبة من العناصر المتقدّمة من البروليتاريا . و هكذا ، القبول بهؤلاء الرفاق و الرفيقات ، بعيدا عن تغييره للطابع الطليعي البروليتاري للحزب ، بالعكس يخوّل له توسيع صفوفه و رفع روحه القتاليّة .
و حزبنا طليعة البروليتاريا كذلك لأنّ قاعدته النظريّة التى تقود فكره هي الماركسية – اللينينيّة فكر ماوتسى تونغ . ومثلما عبّر عن ذلك الرئيس ماو : " لقد كان حزبنا منذ ميلاده حزبا قائما على أساس النظرية الماركسيّة - اللينينيّة "( 17- " حول الحكومة الإئتلافية ، " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ، المجلّد 3 ، صفحة 363) . طوال النضال الثوري المديد ، إستعمل الرئيس ماو إستعمالا صحيحا الماركسية خدمة للممارسة العملية للثورة الصينيّة ؛ و هكذا ورث الماركسية – اللينينية و دافع عنها و طوّرها . و أثناء هذه المرحلة التاريخيّة من تطوّر الثورة ، رسم الرئيس ماو على الدوام خطّا و سياسات صحيحة لحزبنا ، و قد إنتصر فى كلّ مرّة على الخطوط الإنتهازيّة و الأعداء الداخليّين و الخارجيّين ، و قاد قضيّة الثورة من إنتصار إلى آخر . و بالضبط لأنّ حزبنا قد إعتمد دائما على الأساس النظري للماركسية – اللينينيّة فكر ماو تسى تونغ ، و إتّبع الخطّ البروليتاري الثوري للرئيس ماو ، إستطاع أن يحافظ على طابع طليعة البروليتاريا و أن يصبح النواة القياديّة للشعب الصيني بأسره .
حسب الماركسية – اللينينية ، لأجل تحديد إن كان حزب ما حقّا حزبا سياسيّا بروليتاريّا ، إن كان طليعة البروليتاريا ، لا يجب ببساطة أن نأخذ بعين الإعتبار الأصل الإجتماعي لأعضائه ، و إنّما يجب بالأخصّ النظر فى ما هو فكره القائد و ما هو برنامجه و خطّه . و مثلما يشير إلى ذلك لينين : " لمعرفة إن كان حزب ما حقّا حزبا سياسيّا عمّاليّا ، لا يجب النظر ببساطة إن كان متكوّنا من عمّال ، بل يجب كذلك النظر إلى من يقوده ، و ما هو مضمون نشاطه و تكتيكه السياسي . وحدها هذه العناصر الأخيرة تسمح بتحديد إن كان هذا الحزب حقّا حزبا سياسيّا بروليتاريّا . " ( 18- " المؤتمر الثاني للأمميّة : تدخّل حول مسألة الإنخراط فى الحزب العمّالي فى أنجلترا " ) . يجب أن يكون الفكر القيادي لحزب سياسي بروليتاري حقيقي هو الماركسية – اللينينيّة و فقط على هذا النحو بإمكانه التعرّف على قوانين تطوّر المجتمع و تحديد خطّ ماركسي – لينيني ليغدو طليعة تقود البروليتاريا و الجماهير الثوريّة فى النضال ضد العدوّ الطبقي و يقودها إلى النصر . و إذا إبتعد أبدا عن الماركسية – اللينينية ، يعنى ، إذا خان البروليتاريا ، مهما كانت المصالح الطبقيّة التى يدّعى الدفاع عنها ، مهما كان الإسم الذى يتزيّن به ، مهما كانت مكوّناته ، ليس بمقدوره بأيّ حال أن يكون حزبا سياسيّا بروليتاريّا ، و أقلّ من ذلك طليعة البروليتاريا و إنّما على العكس يغدو حزبا سياسيّا برجوازيّا ، حزبا تحريفيّا . لقد خانت تماما طغمة المرتدّين التحريفيين السوفيات الماركسية – اللينينيّة و رغم أنّها لا تزال تتظاهر بيافطة " الحزب الشيوعي " ، فإنّ حزبهم صار فى الواقع حزبا تحريفيّا ، حزبا فاشيّا ، يخدم مصالح برجوازية جديدة إحتكارية بيروقراطية .
و حزبنا كذلك طليعة البروليتاريا لأنّه يمتلك تنظيما وإنضباطا صارما . إنّه فيلق متقدّم وفى نفس الوقت منظّم و على كلّ عضو أو عضوة أن ينتمي إلى واحدة من منظّماته و أن يعمل بها عن وعي ، و عليه أن يطبّق قرارات الحزب ، لأجل أن تتشكّل جماعيّة منظّمة و منضبطة ، فيلق قتال مركزيّته قويّة . و بالذات بفضل هذا التنظيم و هذا الإنضباط الصارمين ، إستطاع حزبنا أن يضمن تطبيق خطّ صحيح و كذلك الإنتصار على عدوّ قويّ و يقود الثورة إلى ظفرها العظيم .
" الحزب الشيوعي الصيني هو حزب البروليتاريا السياسي ، وطليعة البروليتاريا . " تعبّر هذه الجملة من القانون الأساسي بصورة صحيحة عن طابع حزبنا و علاقاته بالبروليتاريا و ما يميّزه عنها . ما يربط حزبنا بالبروليتاريا يؤسّس طابعه الطبقيّ : تشكّل البروليتاريا القاعدة الطبقيّة للحزب ؛ و ما يميّز حزبنا عن البروليتاريا يؤسّس طابعه المتقدّم : إنّه طليعة البروليتاريا . و طالما وُجدت طبقات و أحزاب سياسيّة فإنّ الإختلافات بين الطليعة الذين هم أعضاء فى الحزب و المنظّمات الأخرى للبروليتاريا ، بين الذين هم أعضاء فى الحزب و الذين ليسوا أعضاءا فيه لن تضمحلّ . و إنكار هذه الإختلافات يعنى الحطّ من الطليعة المتقدّمة لمنظّمات الحزب و يعنى الحطّ من دور الطليعة النموذجي لأعضاء الحزب . لكن لا يتعلّق الأمر بالنظر إلى هذه الإختلافات كلّ بمعزل عن الآخر . لو إنفصل الحزب عن الطبقة و المنظّمات الجماهيريّة الثوريّة الأخرى ، لو إنفصل أعضاؤه عن الجماهير التى لا تنتمى إلى الحزب ، فإنّ ذلك كذلك بإمكانه أن يفسخ طابع طليعة البروليتاريا التى لدى الحزب و يُفقد أعضاءه دورهم كعناصر متقدّمة من البروليتاريا و حالئذ يكفّ الحزب عن أن يكون حزبا سياسيّا بروليتاريّا .
و إليكم ما يعلّمنا إيّاه الرئيس ماو : " الحزب طليعة البروليتاريا و أرقى شكل من أشكال التنظيم البروليتاري ، يجب أن يقود كافة المنظّمات الأخرى مثل الجيش و الحكومة و الجمعيّات الجماهيرية ." (19) يجب أن يقود الحزب كلّ المنظّمات الأخرى للبروليتاريا و إلاّ لن يحقّق قتال البروليتاريا الظفر .
من أجل خوض النضال المظفّر ، لا تحتاج البروليتاريا إلى تأسيس حزبها السياسي الثوري الخاص و حسب ، بل تحتاج كذلك أن تتسلّح بكافة المنظّمات الضروريّة لخوض النضال الثوري بنجاح : أجهزة دول ، قسم للشؤون العسكريّة ، نقابات، رابطة شباب ، حرس أحمر و حرس أحمر صغار و تنظيمات جماهيريّة ثوريّة أخرى . و هذه الأقسام و المنظّمات المتباينة غاية فى الأهمّية بالنسبة للثورة و البناء الإشتراكيين لإنجاز المهمّة التاريخيّة للبروليتاريا و تحقيق الشيوعيّة ؛ لا يمكن الإستهانة بها . فهذه الأقسام والمنظّمات تسمح بإستنهاض البروليتاريا و الجماهير الثوريّة العريضة ، و توطّد و تعزّز المواقع البروليتاريّة على جميع الجبهات . و خدمة لقضيّة الإشتراكيّة يجب إذن أن نجعل هذه المنظّمات الثوريّة تنهض بدورها بالتمام ؛ لكنّها لا تستطيع أن تنهض بهذا الدور النشيط الذى ينبغى أن يكون دورها بتوجّه صحيح إلاّ إذا وضعت تحت قيادة الحزب ، تحت قيادة خطّه الماركسي – اللينيني .
إنّ تعزيز قيادة الحزب هو ضمان أساسي لتعزيز دكتاتوريّة البروليتاريا و تحقيق الظفر لقضيّة الإشتراكية . و من واجب جميع المنظّمات الثوريّة البروليتاريّة أن توضع تحت القيادة الموحّدة للحزب ، و لا يمكن لها أن تتذرّع بخصوصيّاتها لتتحرّك بإستقلاليّة عنه . و إن غابت قيادة الحزب أو إن لم تخضع له ، فإنّ هذه المنظّمات تتعرّض إلى خطر فقدان توجّهها ، و لخطر أن يتمّ تضليلها ، و السيطرة عليها و إستعمالها من قبل البرجوازية ؛ و تحت التأثير المفسد لتيّارات التفكيرالبرجوازي و التحريفي ، من الممكن أن تتحوّل إلى أدوات بيد البرجوازيّة ضد البروليتاريا . لهذا ، يقف الذين يرفضون قيادة الحزب فعلا إلى جانب البرجوازية و يعارضون البروليتاريا ؛ و هم بالفعل يضعفون دكتاتورية البروليتاريا و يقاتلونها .
الحزب أرقى شكل من أشكال تنظيم البروليتاريا و ينبغى أن يتولّى قيادة كلّ شيء (20) ، هذا مبدأ ماركسي جوهري فى بناء الحزب . و العلاقات بين الحزب و المنظّمات الجماهيريّة الأخرى هي علاقات قائد و مقادين . و هذا الموقف و هذا الدور القياديّين للحزب السياسي البروليتاري يتحدّد بطابع هذا الحزب و مهامه ؛ هذه المصالح الأساسيّة للبروليتاريا هي التى تتطلّب ذلك ، إنّها حقيقة ماركسية – لينينيّة دلّل عليها النضال الثوري عديد المرّات.
النضال من أجل الحفاظ على الطابع البروليتاري للحزب
حول مسألة طابع الحزب ، كان دائما صراع الخطّين على أشدّه صلبه . فقد بحث كافة قادة الخطوط الإنتهازية على الدوام و بكلّ الطرق عن إفساد طابع الحزب السياسي البروليتاري خدمة لهدفها الإجرامي ألا وهو تخريب الثورة البروليتارية . فى تاريخ الحركة الشيوعية العالمية ، نشر التحريفيّون القدامى ، برنشتاين و كاوتسكي (21) ، كلّ أنواع العبثيّة و بذلوا كلّ جهودهم كي يصيّروا الحزب البروليتاري حزبا إصلاحيّا ، حزبا إنتهازيّا ، تحريفيّا و هم الذين تسبّبوا فى إفلاس الأمميّة الثانية . و قد لبس التحريفيّون المعاصرون – خروتشاف و بريجناف و أمثالهما – لبوس التحريفيين القدامي و هم ينفثون هراءهم عن "حزب الشعب بأسره " و يدّعون أنّ "حزب الطبقة العاملة قد تحوّل بعدُ إلى طليعة الشعب السوفياتي و أنّه أصبح حزبا للشعب بأسره " ؛ و يعلم الجميع أنّهم أفسدوا طابع الحزب السياسي البروليتاري فحوّلوا الحزب الشيوعي السوفياتي الذى أسّسه لينين إلى حزب تحريفي ، حزب فاشي . وهذا درس جدّي للغاية بالنسبة إلى الحركة الشيوعية العالمية . و فى حزبنا ، كان الصراع حول مسألة طابع الحزب كذلك حادا للغاية . كان المخادع و الخائن للطبقة العاملة ، ليوتشاوتشي ، يبثّ فى كلّ مكان أنّ " الحزب حزب الجماهير ، حزب الشعب " مستهدفا هكذا إفساد طابع الحزب . و لين بياو ، هذا الطموح و المتآمر و المعادي للثورة ذو الوجهين و الخائن للوطن ، مضى أيضا فى هذا الإتّجاه باحثا عن تغيير خطّ الحزب و برنامجه ، مظهرا شيوعية قمامة و كان يأمل أن يجعل من حزبنا الماركسي حزبا تحريفيّا ، أداة لإعادة تركيز نظام معادى للثورة . و قد سحقت الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و حركة نقد لين بياو و إصلاح أسلوب العمل (22) التى أطلقها و قادها الرئيس ماو شخصيّا ، سحقا عميقا مؤامرات المجرمين ليوتشاوتشي و لين بياو اللذان كانا يسعيان إلى تغيير طابع حزبنا و إعادة تركيز الرأسمالية ؛ و قد خرج الحزب من ذلك مطهّرا ، أصلب عودا و أكثر حيويّة من أيّ زمن مضى . و يبيّن لنا صراع الخطّين داخل الحزب بصفة عميقة أنّ صيانة طابع الحزب مسألة ذات أهميّة ، مرتبطة بمصير الحزب و الدولة و متعلّقة بإنتصار الثورة أو هزيمتها . بناء حزبنا بالإعتماد دائما على الماركسية – اللينينيّة و فكر ماو تسى تونغ و كشف و إحباط مؤامرات التحريفيين صيانة لطبيعة الحزب ، هذا هو ضمان أن نحافظ دائما على طابعه البروليتاري .
و بالنسبة للشيوعي و الشيوعية ، فى النضال من أجل الحفاظ على الطابع البروليتاري للحزب ، أهمّ شيء هو تعزيز الروح البروليتارية للحزب . يجب أن نفهم أن بناء حزب سياسي ماركسي – لينيني و صيانة طابعه البروليتاري مهمّة تقع على عاتق كلّ عضو و عضوة من أعضائه . يشبه الحزب الجهاز و أعضاؤه الكثيرون بمثابة خلايا ، و كلّ خليّة جزء من الجهاز و كلّما كانت روح الحزب أقوى لدى كلّ عضو و عضوة ، كلّما إرتفع وعيه بالصراع الطبقي و صراع الخطّين ، و سينهض بشكل أفضل بدوره النموذجي و سيحافظ بشكل أفضل على الطابع البروليتارية للحزب . و من أجل تعزيز روح الحزب البروليتارية ، على الشيوعي و الشيوعية أن يقرأ و يدرس بإستمرار و يجتهد ليدرك موقف و وجهة نظر و منهج الماركسية ، يجب أن يربط النظرية بالممارسة و يميّز بين الخطّ الصحيح و الخطّ الخاطئ و يعزّزالقدرة على التمييز بين الماركسية الحقيقيّة و الماركسيّة الزائفة . يجب أن يبقى فى ذهنه على الدوام الخطّ الأساسي للحزب و مبدأ " الأشياء الثلاثة التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى لا يجب القيام بها " (23) و يجب كذلك أن يتجرّأ على خوض صراع بلا رحمة ضد الخطوط و النزعات الخاطئة . لهذا ، يجب أن ينغمس بنشاط فى ممارسة الحركات الثورية الكبرى الثلاث ، و يغيّر قدرة فهمه للعالم من أجل الإنخراط التام فى الحزب على المستوى الإيديولوجي و التدرّب على أن يكون مقاتلا صلبا فى سبيل الشيوعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي