الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضيتنا وبينالي

جواد البياتي

2017 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


قضيتنا وبينالي
جواد البياتي
بينالي هو الاسم الرسمي غير العربي للمهندس البحري " بن علي يلدرم " رئيس الوزراء التركي من اصول كوردية .
بعد ان غادرت تقاليد الاستقبال الرسمي زمنها بمد السجادة الحمراء بدءا من سلم الطائرة وحتى مقصورة التحية ، حضر بن علي كما يحلو لنا نحن الشيعة تسميته الى القصر الرئاسي في المنطقة الخضراء ليستقبل استقبالا رسميا من قبل الدكتور حيدر العبادي وحكومته ، جاء الرجل وعلى ملامحه اعلى درجة من الجدية البعيدة عن لغة المجاملات الدبلوماسية ، تدلل على ذلك غياب الابتسامة الباهتة التي تعارف عليها اهل الصنعة . كان بينالي يحمل معه قضية واحدة فقط جاء ليتفاوض عليها بشكل مباشر وهي وجود مقاتلو حزب العمال الكوردستاني المعارض على الاراضي العراقية ، لكن الاوراق الاخرى التي طرحت في اللقاء لم تكن سوى ذر الرماد في العيون لمنح الزيارة طابعا دبلوماسيا شكليا ، مثل بحث قضية وجود القوات التركية على الاراضي العراقية ، وقضايا اخرى تتعلق بالقضايا التي تهم المصالح المشتركة بين البلدين ، التي هي من اولويات التربية السياسية ووظيفتها ، وبالتأكيد يتفهم السيد يلدرم مالذي تحكمه العلاقات بين الامم في الوقت الحاضر .
ومهما كانت درجة سرية المباحثات لكن ذلك لم يمنع من تسرب الكثير منه المعلومات عنها فرئيس الوزراء التركي جاء بأفكار السلطنة كما يبدو بإعتبارها تملك ادوات ضغط متعددة ليس اخرها المياه .
ان التناقض الذي حمله معه السيد بينالي واضح وغير مبرر عندما ربط قضية تواجد القوات التركية في الاراضي العراقية بوجود مقاتلو حزب العمال فيها ، وكان بالامكان استثمار القنوات الدبلوماسية المشتركة لوضع حد وحل لهذه المشكلة التي اصبحت تسبب الارق للحكومتين التركية والعراقية ، فهي ليست اعصى من مشكلة تسرب المقاتلين الاجانب وزرع دولة الخرافة على الاراضي العراقية واغراق العراق في بحر من الدماء وهدر الاموال وتدمير الاقتصاد الوطني والتخلف وتأجيج الطائفية والمذهبية داخل البلد فضلا عن احتضان المؤتمرات التي تدعو الى التحريض والفتنة وتكريس المحاصصة .
ان وجود الكتيبة العسكرية النظامية التركية في مكان معلوم من ارض العراق يتطلب لها حماية ، وهذا يعني ان هناك من يتربص للانقضاض عليها او ايذائها وليس هناك سبب اكثر من كونها متواجدة في ارض غريبة والحكماء من السياسيين يجب ان يدركوا ما يمكن ان يقوم به غير الحكماء وبالتالي سيؤدي ذلك الى مشكلة كبيرة قد يصعب حلها . خاصة وان هناك الكثير من العوامل المهيئة لمثل هذه المغامرات من الطرفين .
ان يلدرم او بينالي الرئيس السابع والعشرين للحكومة التركية والذي جاء بعد انتخابه رئيسا لحزب الدالة والتنمية في مؤتمره الاستثنائي في 22 ايار / 2016 قد اعلن صراحة بأن من أهم مهامه هي تعديل الدستور لضمان صلاحيات اكبر لرئيس البلاد ، وهذا يعني بداية الزحف الى الخلف نحو تهميش المبادئ التي جاء بها كمال اتاتورك باني تركيا الجديدة . والذي سيتركها تحت رحمة نظام سياسي شمولي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في جامعات أميركية على وقع الحرب في غزة | #مراسلو_سكا


.. طلبوا منه ماء فأحضر لهم طعاما.. غزي يقدم الطعام لصحفيين




.. اختتام اليوم الثاني من محاكمة ترمب بشأن قضية تزوير مستندات م


.. مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدات بـ95 مليار دولار لإسرائيل و




.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنبني قوة عسكرية ساحقة