الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيسا أحماتوفا/ شاعرة شيشانية

أمين شمس الدين

2017 / 1 / 10
الادب والفن


رئيسا أحماتوفا أديبة وشاعرة معروفة جيداً في بلادها الاتحاد السوفييتي (روسيا الاتحادية)، ولا سيما في موطنها جمهورية الشيشان- إنجوش (جمهورية الشيشان حالياً) ذات الحكم الذاتي.
ولدت رئيسا عام 1928م بمدينة غروزني. أنهت دراستها العليا في كلية الآداب بموسكو، وترأست لسنوات طويلة رابطة الكتاب في غروزني. وفي عام 1958م صدرت مجموعتها الشعرية الأولى بلغتها الشيشانية، ومن حينه اكتسبت شهرة، ونالت مؤلفاتها بالغ الاعتراف من القراء.
صدر لها مراراً كتب باللغة الروسية وبلغات بعض شعوب الاتحاد السوفييتي الأخرى.
إبداع رئيسا أحماتوفا مشهود له في أوساط قراء الكتب السوفييتية، ويعود سبب ذلك إلى أنها تكتب عن أفكار صافية، نيّرة، وعن أعمال وآمال الجبليات الحديثة. كما تعزّ كتاباتها على الجميع.
وفي السنوات الأخيرة ظهر إنتاجها الأدبي من شعر ونثر في جمهورية شيشان- إنجوش وفي موسكو، مثل: "يصدح حظي جيداً". ورئيسا تكتب كذلك عن الوجدانيات أفكاراً صائبة صافية عن شعبها في هذا العصر الحديث.
وهي لا تحصر كتاباتها في موضوع واحد. وعندما تكتب عن شعبها تتناول أيضاً القوميات الأخرى. فالشعوب مرتبطة ببعضها في الآمال والرغبات والطموح.
ليس عند أحماتوفا اليوم أية امرأة على هامش الحياة. وهي نفسها سائرة في مقدمة الطريق. ومعظم قصائدها عن وطن الأجداد والأعمال البطولية والنضال.
أما موضوع أشعارها الرئيس - مصير النساء الجبليات، وشعور الترابط بين إنتاجها الأدبي ومعاناة معاصريها ومشاعرهم فيخلب لبّ القارئ.
كتاباتها وإبداعها تملأ حيّزاً كبيراً بين شعراء وأدباء الشيشان دائماً. والأرض التي أخصبتها الشمس الساطعة بحرارتها ودفئها فلا بد أن تنبت وتنتج إذا ما غُرِسَت فيها الشتلة الطّيبة وبُذِرَ الحَبُّ السّليم.
وتكاثف السُّحب في عنان السماء مهما دفَعَتها الرّياح العاتِية، وفرّقتها تقلبات الطبيعة فلا بدّ أن تهطلَ على الزّرْعِ فتُنْبته، ولا بُدّ للغرس أن يَثْبُتَ أمام الأعاصير، لأن البذرة سليمة، والغرس طيب. فلا تستطيع تلك الأعاصير القضاء عليها، ولا يمكن أن تحجبها عن مطر السُّحب.
ومثل البذار التي تبذرها في الأرض تكون الأفكار السليمة عند الشاعر والأديب، فتنام صافية وادِعة على الورقِ والقرطاسِ. وهكذا تنتقلُ إلى الآخرينَ بذلك الصفاء والنقاء والقوّة. ونجد الجواب عن شِعرِها وأدبها فيما مَرَّ من حديث.
إن أشعار أحماتوفا في معظمها مزيج من الفلسفة الواسعة، العميقة. والدّارسون يفهمون أشعارها جيداً، وهي في طليعة الأشعار والأفكار، وهي دائمة الاستعداد للكتابة في الخير والحُبّ والسّلام. وهي أولى نصيرات بنات جنسها الجبليات الشيشانيات.
لقد حملت رئيسا أحماتوفا تَرَكَتها الصعبة سنين طويلة دونما كَلَلٍ أو مَلَلْ، بِرَوِيّة وشجاعة. وهي تفكر باستمرار، وتنشر ما في صدور الأمهات والأخوات، وإن كان في السنوات الأخيرة تغلب على كتاباتها شؤون الحياة والمعيشة والسلم والخير الذي لا ينضب، مع الغوص في الاتجاهات الفلسفية:

أنا لا أقول:
أن تغفر عن كل شيء
وأن تصبحَ نهما لكلّ شيء
فالإنسان الطيب أيضاً
ينبغي أن يكون على استعداد
للصراع من أجل الخير ضد العسف
ولا يستطيع أحد أن يَرُدّ الظلمَ
إلاّ بالنضال العنيف..
يا وطن الأجداد.. أي شيء
يمكن أن يُقاس بعظَمَتك وجمالك!!
ومن أوجد العظمة والرّوْعة..؟!
بماذا يمكن أن نثمّنه
فكلّ شخص هنا نجم
حُبّ.. قلبي هو موطني

رئيسا أحماتوفا لا تعتبر المرء إنساناً وطنيّاً ما لم يُخلِص للوطن كل الإخلاص:

أنا ماضية.. بكبرياء
رافِعَةً الهامَة
لا أتطلّعُ إليكَ.. إلى الوراء

وما نُشِر في جريدة "البرافدا" السوفييتية من إنتاجها يُعتبر خطوة متقدِّمة في الإبداع:
من قلبِ شعب
طالَما.. تحمّل المشقّات
أما الآن.. فخذي يا موسكو العزيزة
ثناءنا!
أنا- ابنتك أخصّ..
ابتساماتي السعيدة إليكِ
أحيّ الألم الذي مضى
أوقرُ الحزن الذي انقضى
معاناة.. كم كنا
في حاجة للاتعاظِ بها
في طريقنا.. إلى السّمو
أمّا مسيري في الظلامْ
فسأذكره الآن..
سبيلي.. التي بحثتُ
عنها بكلّ مشقّة
أباركها وأجلّها اليوم

والشاعر الحق، هو الذي يُدرِك ما يجوش في خاطر شعبه، ويتحدّث بكلمة عمّا يُكنّه ويُعانيه، ويُظهر ما يرفع من معنويّات أُمّته وأفكار شعبه.
فالشعب الذي وصل الآن إلى النُّور وعرف طريقه، أصبحت أفكاره مضيئة سامية. ومن حقّها في ختام الكلمة أن تفوه بهذه الفقرات:

إن الأرض الشيشانية- الإنجوشية
التي تحمّلت أصعب المشقّات
وعانتْ ما عانتْ..
كيف تطوّرت وازدهَرت
وأصبحت لا تُعرَف بهنائها
وأنا ابنة تلك الجِبال
التي سمَتْ وصعَدت إلى القمّـة
وما أقوله ليس عن نفسي فحسب
وحديثي عن لسان زميلاتي..

وهذه قطرة من معين رئيسا أحماتوفا، صاحبة الحِكمة:

ما أتحدّثُ عن نفسي فباسمِ أخواتي
أنا حقل محروث أُسرِعُ في الغرس
صدر لرئيسا دواوين الشِّعر التالية: نجمي، لقاء، أشعار، على حافة النهر، يصدح حظّي، تماس..الخ
--------------------------------------------------------------------------------------------
* أديب وكاتب وشاعر ومؤرخ، عضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب العرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
أمين شمس الدين ( 2017 / 1 / 10 - 14:28 )
خطأ مطبعي- الموضوع بقلم/ الأستاذ شمس الدين عبد الرزاق/ * أديب وكاتب وشاعر ومؤرخ، عضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب العرب.

اخر الافلام

.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي