الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع أقطاب التحالف الحكومي !!

حميد طولست

2017 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صراع أقطاب التحالف الحكومي !!
من تابع التطورات المتسارعة لمسار مشاورات تشكيل الحكومة المنتظرة التي قادها السيد بنكيران ، لاشك يلاحظ أنه رغم ما أثاره ذلك من جدل عارم بين عامة الناس قبل نخبهم السياسية ، جراء تركيز العملية على عدد المقاعد الوزارية أكثر من تركيزها على قيمة البرامج والتصورات والأفكار، وما أنتجته من أعطاب آلية في المشهد السياسي ، بسبب البلوكاج الذي كان وراءه تسابق بعض زعماء الأحزاب واقتتال قادتها على المناصب ، لم يكن من المتوقع أبدا أن يتبنى حزب العدالة والتنمية مثل هذا السيناريو التراجيدي الذي سلى البعض ، وأثار ضحك البعض الآخر، وآلم بعضا ثالثا ممن تابعوا بعين راصدة بلاغ الاستغناء والتخلي عن حزب الاستقلال وزعيمه شباط ، الذي أصدره بنكيران ، ضدا فيما قطعه من عهود إشراكه في التوليفة الحكومية ، رغم سعي شباط وحزبه واستعداده لمساندة الحكومة المقبلة، حتى دون المشاركة فيها ، حافاظا منه على شعرة معاوية مع حزب العدالة والتنمية.
السيناريو الذي أثار ضجة عارمة لدى الكثير من الفيسبوكيين بما فيهم "البيجيديين" أنفسهم ، الذين خرج عدد من قياديي شبيبة الحزب ، للانتفاض في وجه أمينهم العام ، للتعبير على رفضهم واعتراضهم على قرار الاستغناء -عمن كان إلى الأمس القريب حليفاً وداخل الحكومة – على اعتبار أنه بلاغ هزيمة سياسية ، ونقض للعهد، واستحلال للفراق ، وتأبين للتحالف بين العدالة والتنمية والاستقلال .
وفي هذا الخضم ، تبقى النكتة المضحكة المبكية هي في مستوجبات الإسقاط والتبرم بكل مدلولاتها التي جاءت في لغة المدونين الذين وضعوا أخنوش في موقع المسؤول عن البلوكاج الجديد ، لاختياره الموقف التاريخي المتمثل في الصمود والوفاء على العهد ، الذي طالبوا رئيس حزبهم بالالتزام به نصا ومضمونا ، والذي أرادوا من السيد أخنوش اقتراف نقيضه في حق حلفائه الاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري ، وإبعادها عن المشاركة في الحكومة المقبلة، وكأن المصلحة الوطنية مخالفة -حسب المفاهيم التي جرى السطو على مدلولاتها بشكل أو بآخر- للالتزام بالعهود والمواثيق ، وأن أخلاق الالتزام السياسي والوضوح القيمي تعاكس مصلحة الوطن ؟ وأن الخيانة أصبحت قيمة القيم السياسية، الأمر الذي لم يزد أخنوش إلا صمودا في دفاعه عن استقلالية قراراته الحزبية ، والتزاما بعهوده وتمسكا بحلفائه ، الذين أبدوا رغبة في المساهمة في تشكيل أغلبية حكومية تتماشى مع مضامين الخطاب الملكي ، الأمر الذي اعتبره السيد أفتاتي انقلابا على العملية الديمقراطية وعلى قواعد الاشتغال والشرعية المختزلة -في نظره - في إجبار الأحزاب على القبول بحكومة من ثلاثة أحزاب هي الأحرار والبيجيدي والتقدم والاشتراكية ، دون مناقشة للتطورات أو ترتيب للنتائج ، بدعوى المصلحة الوطنية ..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتهى الكلام
عبد الله اغونان ( 2017 / 1 / 11 - 18:14 )

يراجع مقال الصحفي الألمعي

توفيق بوعشرين

جريدة / أخبار اليوم

اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا