الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلعثم هيهات المأوى في زمن افتراس الرغبات

فياض اوسو

2017 / 1 / 10
الادب والفن


تلكأت خطوات الهرم الفصول في تلفظ الصقيع، لدقات التغير المنبعثة من شرارة الطوق المهداة لقلوب كانت تهمسُ حروف شعارات الحرية داخل ابطان نصوصهم، أو يتزينون اكباد مستقبلهم، بما سيؤول إليه طنين الامتناع عن البوح بالفرح القادمْ، على طبق من شرعية الاحلام في احشاء اجتماعاتهم الحزبية، أو بعضٍ من الخلوات الاجتماعية، كلما استدارتْ الطاولات للنقاش العميق.
بعد انتظارٍ طويل، ها قد امطرتْ افق تفكير البعيد، بعد ان حَبُلتْ بالغيوم على هيئة عروسة تستقبل بالطبل و الزمر، تمجيدا للرعد والبرق في ربيع طال تمرد شتاءهِ، في وجه سماء اعتادَ على حجب الشمس بالغربال، من قبل اولياء الامور و اوصياء الشعوب، في غفلة من إرادة الابرياء، لم يبقى سوى تسمية العريس و البدء بإجراءات النكاح الشرعي وفق الاصول و مقتضيات الجهاد، و هنا ابتدأ المشوار.
مشوار الف ميل لم يبدأ بعد، فالخطوة متلعثمة بجدار بُني من اساس فكري متين، محشوٍ بطلاء تعصب فريد من نوعه، و مختلط بعشوائيات المرجع و متعدد المنبع بروافد لا تحصى بالأنماط، ناهيك عن تهكر للأيديولوجيات فرخت من جديد، عبر اجندات من طراز وطني رفيع المنكب و عفيف المهبل، لسوق حركات ارتجالية تعبر عن الحالة الثورية في إثارة النعرات الانفعالية وقت الجماع على رأي يلم شمل الجموح، ويضاجع افكار بعضهم البعض في اطروحة المصالح العليا للوطن.
سقطت مفاهيم الانسانية بصفقة المفاعل النووية، او ما شابهَ ذلك في دهاليز مطابخ القرارات السياسية، و الحشود العسكرية التي اخترقت الغلاف العرف الدولي، للانفراد بنزوات المصالح الدولية و الاقليمية لا تأبه بالعبث المترسب و المتشظى المفضي الى الافتاء بالكرامة و مبدأ الحياة و الممات ايضاً، إلى ان ساد قانون الافتراس للرغبات و نحر الانفاس المخالفة لشهيق المعتقد و زفير السبطانة.
الكل اجتمع على الاهدار بالمأوى، المأوى بكل تفاصيله و معانيه و ابعاده و قياساته اللامحدودة، لكل فئات العمرية و الاجتماعية و الطبقية و اللامنتمية كنقطة ضعف لبني بشر، بعد أن فتحت صفحات التاريخ على مصرعيها و انكشفت عيوب الجغرافيا في جسد المسمى بالوطن البار، كلما سُردتْ على الاذهان الضالة قصص الاشجار وامتدادات الجزور و ظلال الغصون، و الانفتاح التقني للابتزاز و كأن الحكاية محبوكة بزيل مقطوع، او جزع زعفران التأويل لترقيع الخط المفتوح مع حوريات جهنتهم.
حتى باتت الكلمات الضالة تبحث عن المأوى لها تحفظ ماء معانيها على اوراق تستخدم لغايات في نفس اصحاب العروسة لم تحط الترحال بعد في بؤر العرسان المتآكلة للخيبات، تفرش اتعاب الاجيال عرشاً لدخلتهم الى ان وصلت دفعة جديدة من سبايا الاعجم عن ارث غرائزهم الى مخدع اللعبة التي تعلن فيها الفائز هو الارحم.
جاري البحث عن المأوى في اصقاع الخليقة في الداخل و الخارج، للنازح واللاجئ للقال و القيل في الحابل بالنابل لكل من هب ودب، مأوى لأجسادهم و اولادهم، لا بل مأوى لأفكارهم و معتقداتهم لأمنياتهم واحلامهم في احسن الاحوال.
انفجرت الخلية بلمح البصر، و بات العراء ضارياً يتصدع المارة الى الانطواء، لتخلوَ المساحات للفلاء و التبارز الاقوياء، اصبحت الايام معدودة لكل شيء وكل لحظة تأكل من الاعمار في الفراغ الباهت، كلما تعطّس للوجود معنى خالي من التموضع و الاستقرار الى ان اصبح الانتظار سيد الاحكام.
ها قد عولم فيروس الانتظار، و الانكى هو المجهول الذي يخرط دماغ الجنين بأي ذنب قد اُولدُ و تجهل الحبلى بالجنسية التي تقبل على ذمتها ان يرقي المولود الى مستوى النسق المعتاد على الديمومة، على مبدأ ان الانسان هو محور الحياة و غاية الوجود من العدم.
الاصعب ان تبقى الكلمات في رحم المعاني اسفل كل نص، تبحث عن متنفس لحروفها المكبلة بالتفاؤل المنمق للضحك على ذقون القراء بكلمة الامل بدل الألم، دون وضع علامات الترقيم لزلات قلوبهم، في نصوص الوجع يصعب الخروج منها بسهولة الى ان تصل الى اضطرار القواعد لغمض جفون القلم اسعافياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني