الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفارة الإمارة في قطاع الميناء المُنتظر

علاء داوود

2017 / 1 / 10
الصحافة والاعلام


هكذا تبدأ الدول بتمزيق أخرى إن اعتبرنا أن بعض الأماكن على هذه البسيطة تُسمى في عُرف البعض دولا، فهذا التمزيق تماماً ما يحصل الآن في قطاع غزة المحاصر، والذي يُراد له أن يكون خالياً من أيدولوجيته المقاومة، فها هي حكومة الشذوذ القطري تشرع في البدء ببناء السفارة الخاصة بقطر على أراضي قطاع غزة، بهز الرأس من الحكومة هناك فرحاً ورغبة ً وانتشاء، نعلم ويعلم الجميع أن قطاع غزة جزء أصيل من التركيبة الفلسطينية، ولكن لماذا الآن ؟؟ ولماذا وسط هذا التزاحم المُريب حول السلطة بين أطراف السلطة ؟؟ إن جاز لنا التعبير، إذا قطر ومشاريعها الموبوءة تبدأ من جديد في تمزيق الجسم الفلسطيني، من خلال مشروع بناء سفارة قطرية ( على أرض فلسطين المُحتلة ) في قطاع غزة.

إن الشروع بتطبيق هكذا قرار من شأنه فتح الأبواب مجدداً أمام التطلعات الإسرائيلية لشن المزيد من الهجمات والتي لا نشكك أنها أي الحكومة الإسرائيلية جزء أصيل في هذا المشروع القطري، ماذا تريد قطر من فلسطين ؟؟، بعد أن لعبت الدور الأساسي في تدمير سوريا واليمن واللعب على زعزعة الأمن في مصر، هذا ما تأتي به سلطة قطاع غزة بتفردها بالقطاع، وسط صمتٍ خجول من سلطة الضفة بتفردها أيضاً بالضفة الغربية، التساؤل الغريب لذاكرة حركة حماس، هل تلاشت من ذاكرة المقاومة حادثة اغتيال الشهيد أحمد الجعبري ؟!، يومها لم تكن إلا مركبة ( سيارة ) مُهداة من بغل قطر الشقيقة آنذاك لرأس الهرم في العملية التبادلية للأسرى وقتها المقاومة في غزة، ونال الشهيد الجعبري خلاصه عبرها، فكيف إذا كانت الهدية سفارة مُجهزة بكافة الإحداثيات للخلاص ؟؟، سؤال برسم مُعطيات المقاومة.

إن في تطلعات الصغيرة قطر نحو المنطقة الكثير من علامات الإستفهام، فما أن بدأت بعض اللقاءات الخجولة من هنا وهناك بين سلطتي الأرض الفلسطينية، حتى انهالت العطايا والمكرمات من جديد، أين ألباب ذوي القرار، ولماذا يُفترض بنا كفلسطينيين التعامل دائماً بمبدأ حسن النوايا المسمومة أصلاً، وقبول الشقيقة حماس بفتات العواصم ما عاد مقبولاً على أرضية أن التفرد مبدأ كريه وباطل لا نرتضيه فلسطينياً.

عودة الى الذاكرة الحاضرة التي لا يُمكن لنا تجاهلها، ولعل العبث بها يوقظ بعضاً من عقولٍ ذاقت حلاوة هرم السلطة رأساً، القذر أردوغان ربما كان على موعد عشاء رومانسي مع زوجته أمينة خانم، فيقرر الإنسحاب من مؤتمر دافوس الإقتصادي في سويسرا عام 2009 بحجة تباكيه وولولته ( يا الله ) على ضحايا الحرب المسعورة على قطاع غزة آنذاك، وتلك المسرحية الهزلية بين تلعثم المجحوم بيرس، وتردد عمرو موسى وانتصار السلطان في تلك المشادة الواهية، والتغني تعظيماً وفخراً بسيد و صاحب الحدث، لكن لم ينطق كل من تغنى بأم المعارك وقتها، حين أعاد رئيس الوزراء التركي العلاقات مع اسرائيل وتشكيل الألوية والبدء في أضخم مناورات عسكرية مع الجيش الإسرائيلي، الذي ارتكب المجازر في قطاع غزة ذاتها، ولماذا الإبتعاد ؟؟، ألم يقتل الزعيم الإسلامي ( الحنون ) شعب سوريا بتعاطيه الجلي مع دولة العهر والشذوذ الإسلامية ( داعش )، لماذا نُغمض أعيننا عن الحق ؟!، لماذا نحترف الخرس وسط الضوضاء المُتكالبة على أرضنا من عربٍ وعجم ؟!.

أخوتنا في سوريا واليمن ومصر والبحرين وليبيا وتونس ولبنان، هم فقط من يقدرون على تضميد الجراح، أردوغان الكريه وأمينته وتطلعاته الى العصر العثماني المُتجدد وقرود قطر وعُهر موزتهم ومتكرشي آل سعود وكنوزهم النفطية والذهبية، لن يزيدوا أرضنا وأطفالنا إلا عذابا، نحن على أرض مُحتلة وهؤلاء القتلة هم شركاء في سفك الدم على الأرض العربية، والصمت لا يعني الحِكمة في جميع الأحيان، فعلى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية البدء بالخروج عن صمتها، والتعاطي مع هكذا مؤامرة قد تكون المسمار الأخير في نعش الأخوة وأرضهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان