الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرقع والجدل حول إستقلال السيدات وتغيير النظرة لهن

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2017 / 1 / 11
المجتمع المدني


شعارنا : حرية -- مساواة -- أخوة

البرقع هو لباس أزرق سماوي أفغاني يغطي كل جسد السيدات .و يوضع فيه أمام العينين غالبا ثوب أبيض شفاف شيئا ما ترى السيدات من خلاله الوسط الخارجي دون أن يرى الآخرون بالمطلق أي ملامح لوجهها .
هذا التعريف نظري.لأنه و إن كنت قد رأيت أشخاصا يتحركون داخل هذا اللباس الأفغاني في فيديوهات أخبار و عبر الأنترنيت ، فلا يمكنني أن أجزم أو أن أشهد بكل تأكيد أن الذين رأيتهم يتحركون داخله هم نساء سواء في أفغانستان أو غيره حتى لوكان معهم أطفال .
وحينما أقول السيدات فأنا أقصد سيدات أنفسهن اللواتي يملكن قرارهن الشخصي لتدبير أمورهن وفق إرادتهن الحرة و لا يحتجن إبتداء من سن الرشد لوصي يملي عليهن ما يأكلن أو يشربن أو يلبسن أو يفعلن .و بالتالي فهن حُرات و مستقلات .
و السيدات لسن فقط شقائق الرجال بل يتفوقن عليهم قليلا بكثير من الأمور وفق معلومات العلم العصري الذي إهتم بتكوين جسم الإنسان أي وفق معلومات البيولوجيا و بالتجارب المقارنة التي أجريت في هذا المجال .
و البيولوجيا كعلم عصري أي ينتمي لعصرنا و بالتالي لم يتح للغابرين الذين غبروا منذ 14 قرنا هو نتيجة لتشغيل العقل البشري الذي حسب إعتقادنا وضعته القدرة الإلهية العظمى بمشيئتها العتيدة في الإنسان.
معلومات البيولوجيا ، و ليس معلوماتنا نحن، و تجارب مقارنة أجريت في بريطانيا تقول :
1- أن السيدات أكثر ذكاء من الرجال . هذا لا يعني أن الرجال أغبياء .(آخرون منذ القديم يقولون أنهن ماكرات و يستعملون مصطلحا قدحيا وكأن المكر خاصية نسائية فقط )
2- أن الذخيرة الوراثية على شكل صبغيات هي أكثر إكتمالا عن النساء منها عند الرجال .ذلك لأن الفرق بين الصبغيات الجنسية الذي هو XX عند النساء و XY عند الرجال كما تمت ملاحظته بالمجهر يبين نقص في المادة الوراثية عند الذكور بالنسبة للإناث .فالصبغيين X X عند الإناث متماثلان تماما و طويلان بينما الصبغي Y عند الذكور صغير بالنسبة للصبغي X المشابه للصبغي X الذي يوجد عند النساء .و بالتالي فالذكور ليسوا ذكورا لأنه عندهم شيء زائد بل لأن عندهم شيء ناقص و هي المادة الوراثية.
3- أننا كبشر لا نرث العضيات الخلوية لآبائنا الذكور حينما نكون على شكل بيضة ناتجة عن الإخصاب أي عن دخول نواة الحيوان المنوي (الخلية الجنسية الذكرية) للبويضة (الخلية الجنسية الأنثوية) ، و إنما نرث العضيات الخلوية لأمهاتنا .(العضيات الخلوية هي بنيات خلوية توجد في جسم الخلايا الحيوانية (السيتوبلازم) منها النواة و الريبوزومات و الشبكة السيتوبلازمية الداخلية و جسيمات غولجي و الميتوكوندريات وغير ذلك مما يوجد داخل غشاء خارجي هو الغشاء السيتوبلازمي و لكل منها دور أساسي و محدد في حياة كل خلية )
4- أن وجود براعم أثداء عند الذكور غير مستعملة يعني أن الخلية التي تكَون منها الذكور هي خلية أنثوية تم إستعمال الجينات الأنثوية الخاصة بصنع الأثداء (الذخيرة الوراثية) للتعبير عنها في المرحلة الجنينية .لكن تحول الجهاز التناسلي الأنثوي الذي كان في الجنين الذي كان مصيره أن يكون ذكرا لجهاز تناسلي ذكري حال دون إستكمال تأنيثها.
5- هذا يعني أن كل ذكر و أنثى يتكوننان أولا و كأنهما إناثا بأجهزة تناسلية أنثوية فقط .ثم بعد ذلك يتحول الجهاز الأنثوي عند الذكور في الرحم الأموي عبر تغييرات جوهرية كإنسداد الفرج و نمو القضيب و نزول ما كان سيكون مبيضين إلى أسفل ليكونان خصيتين و إنسداد الرحم الخ ليكتمل الجهاز التناسلي الذكري في رحم الأم بعد ثلاثة أشهر من الحمل.
6- أن مستوى الكفاءة القصوى للجهاز المناعاتي أقوى عند النساء منه عند الرجال .و لا يتقوى الجهاز المناعاتي للرجال كثيرا إلا بعد الزواج بعدة أشهر.و هذا يعني أن الأمل في الحياة عند النساء أكبر منه عند الرجال.و لذلك نجد أكثر المعمرين عبر العالم هن نساء و ليسوا رجالا .
و حتى لا أطيل في تفاصيل الفرق بين السيدات و الرجال كي لا يصاب القارئ بالملل فيبدو لي أن الفكرة قد وصلت حول هذا الفرق بهذه النقاط الست المهمة ليُكَون بعض الذكور الذين يجهلونها فكرة عن حقيقة الهوية البيولوجية للنوع البشري المتطور على كل الثدييات الاخرى بالعقل و التكوين الجسدي الملائم له وهو المشي على القدمين و ليس على اربع قوائم و الذي يرتكز في التكوين الأولي على الجسم الأنثوي ، الذي شاءت إرادة القدرة الإلهية العظمى أن يتكون هذا الكائن داخله ، و ليس على الجسم الذكري .
هذه المعلومات لم ترد في اي كتاب قبل حلول البيولوجيا العصرية التي بدأ عصرها منذ قرن و نصف فقط و بالتالي لا يمكن تجاهلها .لأن العلوم العصرية كنتاج للتطورالبيولوجي عبر الزمان وللعقل الذي وضعته القدرة الالهية العظمى في الانسان وفق مشيئتها السابقة الوجود هي في الواقع علوم إلهية .و تجاهل معلومات البيولوجيا هو تجاهل للإرادة الإلهية كما إستدلينا على ذلك بالعقل. أما تسمية ما يسمى علوم الدين بأشرف العلوم فهذا إنحراف في العقل .
و النتيجة بالنسبة للدين المسيحي اليهودي انه كان على كاتب الرواية الثانية للخلق في سفر التكوين من الكتاب المقدس ، حتى لو افترضنا ان الناس تكاثروا بزنى المحارم فقط إنطلاقا من شخصين انثى و ذكر راشدَين هما حواء و آدم ، أن يقول أن آدم خرج من حواء أي أنها سبقته في الوجود وليس العكس .نفس الشيء بالنسبة للاقدمين الذين نقلوا الرواية عن هذا الكتاب في تفاسيرهم ثم قالوا أن السيدات ضلع أعوج .فهم في الواقع ومجازا ذلك الضلع الناقص من المادة الوراثية كما بيننا بمعلومات البيولوجيا و ليس هن .
و لذلك فقد وجب على من يعيش من الذكور اليوم في حضرة القرن 21 عصر العلم و التكنولوجيا ان يغيروا نظرتهم لأنفسهم و للهوية الإنسانية ككل ويحترموا النساء و حريتهن و استقلالهن كشبيهات لأمهاتهم ولا ينظروا لهن نظرة القوي للضعيف او نظرة العدو لعدوه أو السيد لعبيده. فقد خرجوا كلهم من نساء وفق ارادة إلهية عتيدة .ولولا تلك النساء اللواتي حملنهم و ما أدراك ما الحمل وولدنهم و ما ادراك ما الولادة و المخاض و قمن برعايتهم حتى بلغوا أشدهم لكانوا اليوم نسيا منسيا .
فالجنس هو آلية لتكاثر و إستمرار النوع البشري تدفع له الهرمونات التي خلقها الله في الجسم البشري دفعا مثلما تدفع اخرى للاكل والشرب و غير ذلك .و بالتالي فمن الخطأ و الجهل تأليه البشر أو اعتبارهم ملائكة او شيطنة الجنس و ذمه و جعل السيدات هن حاملات هذا العبء و تنجيسهن لدرجة اعتبارهن نجاسة يجب حجبها تماما بواسطة البرقع عن الانظار في نظرة تملكية استعبادية ووصائية فجة و عنصرية عدائية تلغي المساواة القانونية بين الجنسين و الحرية لهن في المجتمع المعاصر مجتمع العلم و النور في القرن 21 ما دامت هذه ارادة الله.

و كخلاصة لكل هذا نقول أن البرقع الذي ينبغي إزالته بالتعليم ووسائل الإعلام و الحملات التحسيسية و التتويرهو هذا البرقع الذي يغطي عقول الساكنة و المصنوع ليس من ثوب أزرق سماوي أفغاني يخص النساء و إنما من حبر أسود كتب مالا يحصى من الكتب الصفراء التي تعج بالافكار الهدامة والخاطئة عن الكائن البشري و عن السيدات والتي يدمن عليها بعض الرجال المهووسين بالإمارة ولو على الحجارة .
إنه برقع يلبسه هؤلاء الرجال و يرون العالم من خلاله و ليس النساء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في


.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ




.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا


.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم




.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية