الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأخطاء القاتلة ؟ ( 4/20 )

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2017 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في ظل الروايات الأربع التي نشرناها في الحلقات السابقة لكلٍ من: آرا خاجادور، زكي خيري، حسقيل قوجمان و عزيز سباهي، وتبين بأنها لا تلتقي في العديد من التفاصيل والإستنتاجات، لا بد من الباحث الموضوعي عن الحقيقة، أن يحتار في حيرة من أمره، ويغوص أكثر في الأعماق للتحري عن الأسباب التي كانت كامنه وراء ما حدث وفيما إذا كان كل هذا العدد من الشيوعيين، بمستويات فكرية مختلفة، وكذلك الأعمار والإنتماء الديني والقومي، ومن جميع أنحاء العراق، سُذَجاً لدرجة تنطلي عليهم " آحابيل حميد عثمان" الذي كان يعيش بينهم ومثلهم حسب ما ورد في رواية عزيز سباهي، أو كانت عوامل موضوعية، وليست ذاتية بحتة، دفعت بكل هؤلاء لتوحيد الرأي والموقف للمضي بعملية التغيير بطريقة واعية وغير فوضوية لتأسيس منظمة سجنية بديلة تختلف طبيعتها من حيث الشكل والجوهر مع المنظمة التي كانت قائمة بزعامة سالم عبيد النعمان.
قبل أن نغوص أكثر، في التفاصيل والبحث من خلال المصادر والوثائق، ننقل أولاً ما نشره بهاءالدين نوري عن حيثيات بدايات عمله بصفة المسؤول الأول للحزب الشيوعي العراقي:

(منذ أن وصلت العاصمة غدوت مسؤولاً عن ح.ش.ع. دون أن أكون قد فكرت بشيء من هذا القبيل أو بحثت عنه و دون أن يكون لي عمر حزبي طويل أو تجربة سياسية تؤهلني لمثل هذا المنصب. كنت شاباً في الثانية والعشرين من عمري ولم أكمل بعد أربع سنوات من عمري الحزبي ولم أملك من الثقافة النظرية والتجربة النضالية ما يؤهلني لمثل هذا المركز القيادي. يضاف الى ذلك أن الظروف التي توليت فيها القيادة، كانت بالغة الدقة والتعقيد بسبب النكسة العميقة التي اصيب بها ح.ش.ع. في 1948-1949. ومع ذلك قبلت المسؤولية دون تردد. كنت أملك الحماس الثوري والجهادية العالية والإخلاص العميق لقضية الشعب والشيوعية. وقبلت المسؤولية في وقت كان قبوله مخاطرة بحياة المناضل، بعد أن كان الخصم الوطني والطبقي قد أفلح في كبس وتحطيم المراكز القيادية، الواحدة تلو الاخر، خمس مرات متعاقبة بين تشرين 1948- حزيران 1949، وفي إعدام أبرز قادة الحزب وسجن الألوف من كوادره وأعضائه واسقاط العناصر الهزيلة سياسيا وتسخير البعض منها لخدمة الأجهزة القمعية - أمثال مالك سيف ورفيق چالاك وجاسم الطعان و صبري عبدالكريم و ..الخ. وقد صمد القليلون ممن قبض عليهم ضمن هذه المراكز القيادية. وكان ضمن الصامدين - حسب معلوماتي - ساسون دلال و حميد عثمان ومهدي حميد. تأتى عليّ أن أشكل سادس مركز قيادي في غضون ثمانية أشهر وفي ظروف إمكانات شحيحة وصعوبات كثيرة وجراح عميقة. وقد حالفني الحظ ولم يتمكن الخصم من تحطيم المركز القيادي الجديد الذي شكلته، رغم أنه وجه إليه ضربة قوية كادت تحطمه.
كانت السجون والمنافي مليئة بالشيوعيين والمعنويات هابطة لدرجة قياسية والحركة الثورية تعيش في جزء عميق. وقد إبتعد عن الحزب وعن كل نشاط سياسي معظم أولئك الذين كانوا يتقدمون الصفوف ويهتفون بأعلى أصواتهم في أيام النهوض بعد وثبة كانون. وصل الوضع الى ما أغرى الحاكمين بأن يتأملوا في اختفاء كل نشاط شيوعي في العراق لعشر سنوات على الأقل - كما صرح بذلك مدير الشرطة العام آنئذ علي الحجازي.) مذكرات بهاءالدين نوري- الطبعة الأولى 2001ص 79-80
ويضيف بهاءالدين نوري:
(وتمكنا من إقامة الصلات مع منظمات السجون الشيوعية. وأعدنا الصلات مع منظمات كانت مقطوعة في بعض المحافظات كالبصرة والحلة وكركوك وأربيل وخانقين وغيرها، وأصبح مايرد من الاشتراكات والتبرعات الشهرية كافياً لتغطية نفقاتنا المتواضعة.) المصدر السابق ص87

إلا أن ما ذكره صلاح الخرسان، في ص71 من كتابه يخالف مع ما ذكره بهاءالدين نوري بنجاحه في إقامة الصلات مع منظمات السجون:
(واجهت قيادة"باسم" معارضة قوية من داخل التنظيم تمثلت في كتلة سجناء نقرة السلمان التي أعلنت عام 1950 عن رفضها الآذعان لتلك القيادة، وقد مثلت تلك المعارضة ثقلاً نوعياً نظراً لأن عدد السجناء الشيوعيين في تنظيم نقرة السلمان كان يوازي أو يفوق عدد أفراد الحزب الشيوعي خارج السجن.
ضمت لجنة المعتقل في عضويتها كلاً من:
1-المحامي محمد حسين أبو العيس.
2-المحامي سالم عبيد النعمان.
3ا-لمحامي نافع يونس.
4-يوسف هارون زلخا.
5-النقابي علي شكر. ) صلاح الخرسان صفحات من تأريخ العراق السياسي الحديث«الحركات الماركسية» 1920-1990 ص71

أما عن "إنشقاق في منظمة سجن نقرة السلمان" يكتب بهاءالدين حول ذلك مايلي:
(لم تزال جراح الحزب تنزف، رغم إحراز بعض النجاحات في تضميدها، حين وردنا، عام 1950، نبأ حدوث إنشقاق في منظمة سجن نقرة سلمان. يبدو أن مشاكل غير قليلة واجهت السجناء الشيوعيين هناك وأن مسؤول المنظمة سالم عبيد النعمان والبعض من مقربيه كانوا ذوي سلوك بيروقراطي وأحياناً استفزازي تجاه رفاقهم. فيما كان حميد عثمان المسجون من حزيران 1949 قادراً على استغلال نقاط ضعفهم لممارسة التحريض ضدهم وتهيأة الاجواء للانقسام أو ما سموه «التطهير» لقد تمكن حميد من حشد الغالبية الساحقة من شيوعيي السجن ضد النعمان. فيما أبى هذا الأخير وبعض من ظلوا من موالين له حتى النهاية أن ينزلوا من بغلتهم ويقروا بأنهم غير مقبولين من غالبية قاعدتهم. كان النعمان، كأغلب المسؤولين الشيوعيين، أو جميعهم تقريباً، في بلدان كالعراق، متمسكاً بكرسي المسؤولية ولا يتزحزح عنه ما لم يزح عنه. فكان الانقسام. كان نفر قليل من الكوارد القديمة« أمثال محمد حسين أبو العيس و نافع يونس ويوسف حنا..الخ»مع سالم..
كان زعيم المنشقين حميد عثمان المصدر الأول للمعلومات التي وصلتنا حول الحادث. وكان المفتاح في أيدينا، أو في يدي شخصياً، لاقرر من بغداد المنتصر ومن الخاسر في السجن. ولم اتردد كثيراً في التحيز إلى حميد عثمان والأغلبية ضد سالم ومن بقى معه. كان موقفنا هذا نقطة القوة الرئيسية لدى حميد عثمان. فالحزب يؤيده ضد الطرف الثاني وكفى. وعبثاً حاول الطرف الثاني إقامة صلات وتنظيمات له خارج السجن.) مذكرات بهاءالدين نوري ص113-114

هل التزم بهاءالدين نوري بالأمانة في تدوين شهادته والموضوعية في روايته؟

نترك الجواب على هذا السؤال للقاريء، بعد أن يقرأ ماورد في كتاب حنا بطاطو الذي أعتمد على وثائق حزبية نُشرت من قبل بهاء الدين نوري شخصياً، والتي تُظهر، بدون لبس، بأن أصل الخلاف ومنبعه كان بين بهاء الدين نوري ومنظمة السجن في نقرة السلمان بزعامة سالم عبيد النعمان بسبب عدم إعتراف المنظمة بزعامة بهاءالدين للحزب، ويضعه بهاءالدين بدوره، حاله حال الأخرين، برقبة حميد عثمان :
(وفي تشرين الثاني صدرت صحيفة داخلية جديدة اسمها «الانجاز». وأخيراً، وفي شباط 1950, عادت إلى الظهور صحيفة الحزب القديمة « القاعدة». في الوقت نفسه، أعلنت سياسة «التراجع المنظم»، وبدأت حملة إعادة بناء الحزب تحت شعار « إحياء مبادىء الرفيق فهد»3. وللتخلص من نفوذ «العدو الطبقي» وتطهير الصفوف من « ضعفاء الإرادة والانتهازيين والعناصر التافهة الأخرى»، كان على كل الاعضاء، وحتى الرفاق القدامى، أن يكرّروا طلب الانتماء إلى الحزب والمرور بفترة اختبار جديدة4. وأكثر من هذا ، وتحقيقاً لشروط سلامة أكبر، فقد أُلغي نظام الخلايا مؤقتاً وحلّت محلّه الاتصالات الفردية بحيث اصبح الحزب اتحاد أفراد وليس اتحاد تنظيمات.. وبالعلاقة مع ما هو جارٍ، ترافقت إجراءات إعادة الإحياء بوصول حوالى مائتي شاب عراقي خلال العام 1950إلى روسيا لتلّقي تدريب منتظم على ممارسات العصيان والثورة، هذا إن كان بالإمكان الاعتماد في هذه المعلومة على رسالة مرسلة من المفوضية العراقية في موسكو الى وزارة الخارجية في بغداد5.) حنا بطاطو - الكتاب الثاني ص321-322
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- خطة مركز الحزب المعنونة « مرحلتان أساسيتان في تأريخ حزبنا»، موجودة في حافظة للشرطة مؤلفة من تسعة مجلدات. و«القاعدة»، السنة 8, العدد 1 بتأريخ شباط 1950.
4- تعميم حزبي داخلي مورخ في 12أيار 1950.
5- مدخل مؤرخ في 10آب 1950 في ملف الشرطة العراقية المعنون «مهدي هاشم». وحول هذا الأخير أنظر الجدول 4-2 )
----------------------------------
(جدول 4-2:
مهدي هاشم : الهوية؛ أم عربية وأب تركي - أذربيجاني/ الدين-شيعي /تأريخ ومكان الولادة-1908ـ النجف/معلم ابتدائي. عامل لاسلكي. مساعد رئيس محطة في السكك الحديدية العراقية/ التعليم-ثانوي في النجف. دورة في تشغيل اللاسلكي/الأصل الطبقي - الطبقة الوسطى الدنيا. ابن فلاح تحول في ما بعد الى مؤمن( رجل دين )/ تأريخ أول علاقة بالحركة الشيوعية( والعمر)-1929(21)/ الانتماء السياسي السابق--/ من مؤسسي الحزب الشيوعي. فقد جنسيته العراقية 1937. رئيس لجنة المضربين في حزب «تودة» الايراني 1949. حكم بالاعدام غيابياً في إيران. مذيع في إذاعة موسكو 1953-1958)حنا بطاطو الكتاب الثاني، ص 68-69








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE