الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دونالد ترامب وسونامي التغيير في اميركا

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

2017 / 1 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


المقدمة
المصير والتخطيط الاستراتيجي ومستقبل الولايات المتحدة الامريكية هو بيد نخبة سرية وربما البعض منهم معروفين , هؤلاء يضعون دراسات وابحاث منها مرحلية ومنها بعيدة المدى ومدى التحقيق , منذ قيام الدولة الامريكية ارتكزت على ثوابت وقواعد وقوانين من الصعب تغييرها تم تثبيتها في الدستور , بعض القوانين بقيت جامدة لم يتم البت فيها لتعديلها واصلاحها لكي تتماشى وهذا العصر الذي شهد انقلاب شامل في جميع الاتجاهات العلمية والاجتماعية والمعلوماتية واهمها التغييرات التي حصلت في العالم من الناحية الجيو سياسية وتقدم الديمقراطية في بلدان وتراجعها في اخرى , اضافة الى هذا الانتشار الكبير والهائل للارهاب في اغلب دول العالم ومنها اميركا واوربا والشرق على حد سواء .
من الصعب تغيير مادة دستورية من خلال الكونكرس ومجلس الشيوخ والرئيس بسبب وجود انقسامات وخلافات بين الاعضاء وتوجهات الحزبين الديمقراطي والجمهوري وتناقض الاستطلاعات وعدم دقتها لان الشعب الاميركي يقول شيئا ويطبق شيئا اخر في عمليات حسم القرار او الانتخابات , العقبة الاخرى والاهم في عدم احداث التغيير المطلوب هو مدى قابلية وتاثير الرئيس الامريكي على الشارع والشعبية التي يتمتع بها لكي يقوم بما هو مطلوب لخدمة اميركا والصالح العام , اسوا مرحلة واتعسها كانت السنوات التي جاء بها اوباما ليحكم الدولة الاولى في العالم , سواء عن قصد او بدون قصد اوصل اوباما اميركا الى الحضيض والرجل المريض الغير قادر على اتخاذ ابسط القرارات التي تخص العالم واميركا .
نحن لا نؤمن بنظريات المؤامرة , قيل ان المخططين الاستراتيجيين والمؤسسات السرية التي بيدها وضع الدراسات والابحاث المستقبلية لاميركا قد اتت باوباما ولم يكن بذلك الرجل المعروف كثيرا لا في اميركا او العالم , بل اتو به لكونه يحمل عدة مواصفات لكي يتم تسويقها للعالم مستقبلا ولا ندخل في التفاصيل الدقيقة هنا .
بعد ان كانت كل التوقعات الامريكية والاستطلاعات المحلية تؤكد فوز السيدة كلينتون في الانتخابات الاخيرة , حدث انقلاب 180 درجة وسببه كانت مراكز ومقرات الاستطلاع الفاشلة التي لم تقرا النفسية الامريكية الغاضبة من الادارة الاوبامية , لهذا جاء الرئيس الجديد دونالد ترامب الذي هو يعكس الوجه الاخر لتوجهات سلفه اوباما في جميع التفاصيل التي تم التخطيط لها قبل سنوات عديدة وهو سونامي التغيير المرتقب المنتظر والمخطط له للقضاء على البيروقراطية والجمود والتخلص من اصحاب الفكر الجامد المتعشعش في مجمل الدوائر الامريكية واحالتهم الى الراحة والتقاعد واستبدالهم بنخبة اكثر انفتاحا وتفهما للواقع الامريكي وخاصة كل شخص جاء به اوباما في الداخل الامريكي او في السفارات والدوائر التابعة لاميركا في الخارج .
دونالد ترامب والصلاحيات
منذ عام 1787 للرئيس الامريكي صلاحيات واسعة يعطيها له الدستور على المستويين الخارجي والداخلي وعملية الحسم تكون بيد الرئيس , الرئيس هو المسؤول الاول للسلطة التنفيذية والقائد الاعلى للقوات المسلحة وله الحق في فرض حالة الطوارئ والتعبئة وحفظ النظام وتعيين المستشارين والمكتب التنفيذي وتعيين الوزراء والقضاة في المحكمة العليا واتخاذ قرارات ووقفها في عملية العقوبات في الجرائم وغيرها .
للرئيس حق الفيتو وابرام المعاهدات وتعيين السفراء وارسال قوات عسكرية خارج اميركا لمدة 30 يوما واذا زادت المدة يجب ان يحصل على موافقة الكونكرس اما عملية اعلان الحرب هي محصورة بيد الكونكرس ايضا .
خلاف الفكر الجامد مع ترامب
قبل رحيل ادارة اوباما قام بوضع عدة عراقيل اما الرئيس الجديد لكي يشغله ويشغل ادارته الجديدة في البيت الابيض بهذه الطرهات والخزعبلات الشيطانية التي هي معروفة من قبل السياسيين ولا داعي لذكرها , لكن من اهمها كان الخلاف الذي حصل بين قادة الاستخبارات حول دور روسيا في الانتخابات لصالح ترامب , من وجهة نظرنا هي كذبة وخداع قاموا بها حفنة من اتباع ومؤيدي الحزب الديمقراطي انتقاما حيث قالوا ان القرصنة لم تؤدي الى تغيير نتائج الانتخابات بل هي عملية اختراق ليس الا , في هذه الحالة ان الذي يجب ان يحاكم ويحاسب هي هذه الاجهزة الامنية والمخابراتية التي تحافظ على الامن القومي الامريكي بحيث فشلوا في صد قرصنات اطفال من الهواة على اجهزة الكومبيوتر الحساسة في اميركا , ومن الناحية الثانية يعرفون حق المعرفة بانهم لم يبقيهم في مناصبهم بعد توليه الرئاسة في 20 من هذا الشهر 2017 , النخبة التي كان ينوي ترامب تغيرهم هم مدير الاستخبارات جيمس كلابر ومارسيل ليتري وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات ومايكل روجرز قائد القيادة الالكترونية .
باعتراف هؤلاء حيث قالوا بالحرف الواحد / ان القرصنة لم تنجح في تغيير نتائج فرز الاصوات في الانتخابات / , اذن لماذا هذه الهجمة على الرئيس الوطني دونالد ترامب بهذه القباحة ? , اذا كنتم حريصي على السرية المعلوماتية للدوائر الحساسة في اميركا عليكم ان تحافظوا عليها وان تتخذوا كل الاجراءات المطلوبة لعمليات الاختراق والقرصنة , لا تلام روسيا او غيرها لهذه العمليات لان لكل دولة مصالحها وطرقها للنيل والحفاظ على امنها القومي والوطني من الاخر , ان الذي يجب ان يحاسب ويعاقب هو انتم عندما فشلتم في منع روسيا او غيرها من عمليات القرصنة .
التغيير السونامي
التغيير قادم لا محال في اميركا , الرئيس الامريكي ال 45 دونالد جون ترامب سيقوم بهذا التغيير الشامل حيث اختار الجنرال جيمس ماتيس وزيرا للدفاع الذي كان ينتقد دائما الادارة التي كان يراسها السيد اوباما وموقفه من ايران الداعمة للارهاب , كما انه كان قائدا لقوة خاصة في افغانستان 2001 وشارك في حرب العراق ومعارك الفلوجة .
ترامب اختار وزير الخارجية ركس تيلرسون وهو رجل اعمال لخامس اكبر شركة من حيث التسويق ولديه علاقات مع بوتين ومع لايغور سيتشين زعيم الحرس للكريملين الذي يقال انه ثاني رجل وشخصية بعد بوتين , السيد ترامب ستكون له مواقف متشددة مع ايران وسطوتها ومع دول الخليج وعلى راسهم مملكة الشر الاولى في العالم السعودية الوهابية , السيد ترامب سيعيد النظر مع اليابان في جميع العلاقات العسكرية خاصة والاقتصادية , اليابان تستغل الولايات المتحدة منذ عدة عقود بخدعة عدم ارسال جنودها الى الخارج , السيد ترامب سيشدد على الشركات الامريكية التي لديها فروع ومصانع في الخارج وسيحاول اعادتها الى الارض الامريكية , بدا الخوف يدب في بعض الشركات وعلى سبيل المثال حيث الغت شركة فورد هذا الاسبوع خطة لبناء مصنع في المكسيك بمبلغ 1.6 مليار دولار في المكسيك .
انتقد ترامب ايضا كوريا الجنوبية والمانيا لانها لا تساهم بمبالغ كافية في الحماية التي توفرها اميركا لهم ولدول اخرى كالسعودية والخليج واليابان , في اليابان يوجد فقط 47 الف جندي اميركي لحمايتها اضافة الى جنودها في اوربا والكويت والبحرين والشرق الاوسط , اخيرا يعتقد الكثير ان العالم سيتغير لاول مرة بعد استلام دونالد ترامب رئيس اكبر دولة في العالم وسيعيد هيبتها وسمعتها ومكانتها والى الوضع الصحيح والمهم وهو عدم التدخل في شؤون الدول وارسال جنود للحروب العبثية ورفع بعض الاسماء والمصطلحات العدمية والغير قابلة للتحقيق في الشرق الاوسط والدول العربية خاصة وهي الديمقراطية وحقوق الانسان لان تلك الدول وشعوبها هي المسؤولة الاول والاخير عن مستقبلها وليس لااميركا ولا اوربا ولا من حق اي دولة التدخل في شؤون الدولة الاخرى وهذا اصبح من الماضي .
ونتمنى ان يحصل هذا في اوربا وجميع الدول الغربية وان تاتي وجوه جديدة وطنية التي هي اشد حزما وحرصا على امنها وامن شعوبها وان تهتم باوطانها ومستقبلها فبل كل شيئ وعدم التدخل والحروب تحت شعارات مزيفة التي انتجت قيم متوحشة وارهابية ومجرمة منذ ان بدا عهد الاستعمار والاحتلال وتدخلات الحلف الفاشل الاستعماري الناتو بشن حروب هنا وهناك وكما حصل في افغانستان وليبيا والعراق وسوريا وغيرها , الكلمة الاخيرة نقولها الدول التي تتدخل في شؤون الدول الاخرى هي انظمة ودول غير شريفة وليس لديها كرامة ولا اخلاف ولا مبادئ سواء كانت غربية او شرقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي