الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام كرم المرأة

محمد الحداد

2017 / 1 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نسمع هذه الجملة كثيرا من رجال الدين، وهذا مفهوم، حيث بالضرورة دفاعهم عن دينهم مصدر رزقهم، ولكننا نسمعه من العامة، ونجد مبرر لهم أنهم ضمن ثقافة القطيع، فلم يعرفوا غير ما أتاهم به آبائهم ومجتمعهم من تقليد وتراث.
ولكن الأسوأ أن نسمع هذا الحديث من متعلمي الأمة وأصحاب شهادات عليا في الطب والهندسة والاقتصاد ووو، وأسوأ الأسوأ أن نسمع هذا الحديث من النساء أنفسهن، فعجبا من مظلوم يعتبر نفسه قد كسب كل حقوقه، وعندما تطلب تحرره ينعتك بالإباحية، وأنه لا يحتاج لتحرر، لأن الإسلام قد حرره، ولا أدري مم حرره، قد يكون حرر البعض في الماضي، ولكن في القرن الحادي والعشرين يقوم الإسلام بتحرير الناس، مم!!؟ هل من العبودية، أم الاستغلال الجنسي، أم ماذا؟ فلنرى مم حرر الإسلام المرأة.
لنأخذ نصوص لآيات قرآنية لنجد هل بها تحرير للمرأة أم تكريس لعبوديتها للرجل.
نبدأ أولا بعمر المرأة، فلم يأت نص قرآني يحدد أصغر عمر للأنثى كي تتزوج، ولكن كتب التراث وعلماء السنة والشيعة اتفقوا ان يكون أصغر عمر للأنثى هو 6 سنوات على أساس عمر عائشة حين تزوجها محمد، وحينما تناقشهم أن الانثى بهذا العمر لا تصلح للعملية الجنسية وحتى لو كانت بعمر 9 سنوات كما يدعون عند دخول محمد بعائشة، وأن محمد اعتدى على طفلة صغيرة، يجيبون أن الفتاة في ذاك الزمن تكبر بأسرع منها الآن!!!؟
اذن لم تطلبون تطبيق نفس الصيغة ما دمن لا يكبرن كالسابق، هذا أولا، وثانيا أو ليس هذا الدين يصلح لكل زمان ومكان كما يدعون، وأو ليس محمد على خلق عظيم بالنص القرآني، اذن كيف يقوم بعمل خاطئ من الأساس وهو يعلم أنه سيكون سنة متبعة من بعده، إلا اللهم لا علم لمحمد أن هناك الآلاف ممن سيقومون بنفس فعلته، وهنا تجب عنه النبوة والرسالة.
هذا كان بالنسبة لعمر الفتاة، ونأتي الآن للتعدد، فالكل يعلم أن الإسلام حلل تعدد الزوجات، وحدد العدد بأربعة كحد أعلى في آن واحد كزواج بعقد، وترك العدد مفتوحا لملكات اليمين، أي السبايا: حيث حسب نص الآية 3 من سورة النساء:
وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك أدنى الا تعولوا
وكل النساء تعلم مدى الضرر النفسي والمعنوي عدا المادي في التعدد، فنحن لا نملك مزرعة تسمين وتوليد عجول، أو مزرعة تكاثر دواجن، حتى نترك لفحل واحد أن يلقح عدة أناث، ويترك لهن العناية بالأطفال، فأين الود والرحمة والحب من هكذا زيجات، وهل تصلح في قرننا الحالي!!؟
أما ملكات اليمين، فحدث ولا حرج، فللرجل أن يملك مئة، ألف، مليون، مليار، لا حدود للعدد، حيث جاء التالي في آية 25 من سورة النساء:
ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات والله اعلم بايمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن باذن اهلهن واتوهن اجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات اخدان فاذا احصن فان اتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وان تصبروا خير لكم والله غفور رحيم
يتعارض نص الآية أعلاه مع حقوق الإنسان، فأولا اعتبر ان الزواج والذي يسميه نكاح نعتا للعملية الجنسية فقط، وكأن لا شيء آخر يربط بينهما، وأن يكون هذا النكاح بإذن اهل البنت، أي ولي أمرها، وبالتالي فالمرأة هنا ناقصة الأهلية، وهي ليست ولية نفسها، بل الذكر من أهلها حتى لو كان أخا صغيرا.
والالعن أنه يعاملها معاملة العاهرة حيث وجب على الناكح دفع أجر لهن، أي أجر استعمال فرج المرأة، أو ليس هذا ما تفعله القحبة (عذرا للكلمة) بأن تستلم أجرا على استعمال فرجها والتمتع به.
ثم أن النص لا يساوي بين النساء، فالنساء عنده بالنكاح حسب هذه الآية درجتان، واحدة حرة، ولكنها ليست حرة بالكامل حيث ما زالت تحت وصاية الولي، والأخرى جارية مملوكة، حقوقها نصف حقوق الأولى، وعليها عقوبة نصف عقوبة الأولى، فهل بعد كل هذا يعتبر تحرير للمرأة أيا كانت، أم على هذه المملوكة أن تحاول بكل الطرق كي تصبح حرة، والتي هي أساسا ليست حرة!!؟
أما ناحية الإرث فقد جاء التالي في الآية 12 من سورة النساء:
ولكم نصف ما ترك ازواجكم ان لم يكن لهن ولد فان كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها او دين ولهن الربع مما تركتم ان لم يكن لكم ولد فان كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها او دين وان كان رجل يورث كلالة او امراة وله اخ او اخت فلكل واحد منهما السدس فان كانوا اكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها او دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم
واضح جدا من الآية أن الزوج يرث من زوجته بعد موتها ضعف ما ترثه هي من بعد موته، فهل في هذا تحرير للمرأة باعتبارها نصف رجل!!؟
حتى في الشهادة تعتبر شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، حيث نجد التالي في نص الآية 282 من سورة البقرة:
يا ايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا ياب كاتب ان يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فان كان الذي عليه الحق سفيها او ضعيفا او لا يستطيع ان يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامراتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى ولا ياب الشهداء اذا ما دعوا ولا تساموا ان تكتبوه صغيرا او كبيرا الى اجله ذلكم اقسط عند الله واقوم للشهادة وادنى الا ترتابوا الا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح الا تكتبوها واشهدوا اذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وان تفعلوا فانه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم
فتطلب الآية وجود شاهدين من الرجال، أو رجل وامرأتان، ولم يزد ليقول أربع نساء كحالة أخيرة في الشهادة، والنص لم يشكك بشهادة الرجل، ولكن أكد على ان سبب شهادة المرأتان هو إذا نسيت احداهما، فمن البداية هناك شك وعدم ثقة بالمرأة، أيا كانت هذه المرأة من مكانة علمية أو أدبية أو اجتماعية، فهي تبقى ناقصة بالشهادة، بينما لم يقبل النص ان يذكر أحد الرجلين الآخر إذا نسى، فهل بعد كل هذا نسميه تحرير للمرأة.
وأخيرا هناك نص قرآني يتحدث بتعجب أن امرأة تصبح ملكة وحاكمة على شعب، حيث جاء التالي في الآية 23 من سورة النمل:
اني وجدت امراة تملكهم واوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم
ولم يأت أي نص يتعجب من حكم رجل أو معتوه لأي شعب آخر، فهل بعد هذا يبقى أي قليل من الشك أن النص وصاحبه لديه إحساس ونظرة دونية للمرأة، جعلته يضع تشريعات تحط من قدرها وقيمتها، والمصيبة أن هناك من يطالب بصلاحية النص لكل زمان ومكان، وأنه عابر لكل الأزمنة والأمكنة لأنه نص الهي حسب الزعم.
كل هذا ولم أتطرق لأي حديث عن محمد والتي تمتلئ بها كتب التراث من مثل أن المرأة مبطلة للصلاة اذا مرت أمام المصلي، وغيرها كثير، بسبب التشكيك بأن الحديث موضوع، او مشكوك فيه، أو غيرها.
كما أني لم أشر الى الآية 43 من سورة النساء:
يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم ان الله كان عفوا غفورا
بسبب أن البعض سيقول أن النص لا يهين المرأة بمقارنتها بالغائط، ولكن يعني الأسباب الموجبة للوضوء، مع أنه كان يمكن صياغة النص بطريقة أخرى تجنب النسوة مقارنتهن بالغائط، أم صعب ذلك!!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع كل حرف في هذا المقال
لينة محمد ( 2017 / 4 / 20 - 09:07 )
تحية طيبة و بعد
مقال ينسف تكريمها بل يوضح مقدار إهانتها عبر الآيات و بالنص الصريح الدين يصادر العقل و ربما اذا أختفت الأديان يتحرر الأنسان من كاهل العبودية القبيحة بأسم كل ما هو مقدس

تحياتي و أحترامي


2 - عوفك من السنة والشيعة- اقصد رجال الدين
عبد الحكيم عثمان ( 2017 / 4 / 20 - 13:04 )
سيد محمد الحداد تحية
عوفك من تحديد سن زواج الفتاة من قبل علماءدين السنة والشيعة وعوفك من زواج محمد من عائشة
رغم ان الزواج في الاسلام ليس فريضة كما العبادات- تعال للاسر الاسلامية الان من سنة ومن شيعة متى يزوجون بناتهم وفي اي عمر
وعوفك من آيات تعدد الزوجات فهو ايضا ليس فرض على المسلم كما العبادات ولايعاقب تاركه وعدم الملتزم به ولايثاب الملتزم به تعال اليوم الى تعدد الزوجات هل تراه متفشي بين المسلمين سواء كانوا سنة او شيعة
هذا المهم وهذا مايتم مناقشته
لك التحية

اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح