الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعضاً من الشدو يصلح الحال

كمال تاجا

2017 / 1 / 12
الادب والفن


بعضاً من الشدو
يصلح الحال

إذا لم تقنع نفسك
بأنك - أنت الشدو
الذي يزقزق بالأسماع

وإن النغم يمتد بالأذهان
كرونق أخاذ
والوقع اللذيذ
يتنقل بسرعة مدهشة
على سكك تقلب المزاج
في رقصة خلجات
من حسن الإصغاء
على أوتار اللهفة المشتدة

وإذا لم تحيك للترنم
حرير المشاعر
مع رهيف الأحاسيس
حتى يخلع عن جلده
رجفات محتدة
لعواطف جياشة

إذا لم تنسج
أثواب الطرب المزركشة
لترتديها الأشياء الجرداء
حسب الطلب
لتبهج ناظرينا

وإذا لم تناشد الآخرين
بالإصغاء
إلى عزف سينفونيات
خلودك للراحة
كلحن رائع
يصدح
في حفل منعقد
بين الأشجار
تتوكأ عليه النضارة
وهي تتناهض في كل مكان
لتشرح النفوس

وإذا لم تسارع بإمساك الترنح
لحظة ميل الجانب
لتوقع بالثمالة
في حالة طرب
فلحنك نشاز
على أوتار مقطعة
وصوتك أخرس

وإذا عجزت عن أن تترك
البعض منهم مترنمين
ما فيه الكفاية
فلماذا يزقزق العصفور
على الشجرة
وينهمك الطير
بترديد أغاني
تطري اللب
لتذوب النفس
بعذوبة الهديل
على أسماع
فل طربها

فالإنصات
مع حسن الإستماع
يجعل لكل نقلة موسيقية
وقعها الحسن
في نفوس مطوية
كنصلة سكين
اخترقت قلوب ضعيفة
فقدت حماسها
في وقفة شجب
أو سقطة عجز
أو زلت قدمها
من على تخطيّ فشل
لتلهبها
وتستعيد نشاطها
كرة أخرى

لولا النغم السارح
بفضاء الإنصات
لكانت الطبيعة جرداء
متيبسة في إطار
كلوحة صامتة
وقطرة الطل جامدة
لاتطالها التربة
والندى متقاعس
والبرعم طأطأ متراخياً
والعصافير تسقط
كسهام
فل عزمها
بين الأشجار
لتدفن زقزقتها
في عبابها

لنكتشف من أننا
عندما لا نحرك ساكناً
كرعشات مذوبة للب
تصبح حواسنا صماء
ونحن نتكلم بلغة الإشارة
دون أن ندرك
مساحة كافية للصوت العذب
و نطويّ وقعه بالمهجة
في كل تعقب
لزفرة تعب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..


.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما




.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى