الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوبيا د. محمد البرادعي

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2017 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


زادت في مصر هذه الأيام الحملة الإعلامية الشعواء على د. محمد البرادعي. قد يرجع هذا لتزايد ظهور الرجل الإعلامي، ‏كما قد يرجع لارتفاع نبرة الحديث عما يتصوره البعض من انتخابات رئاسية قادمة عام 2018.‏
البرادعي من أكثر الشخصيات المصرية من حيث اختلاف الناس حوله، وحول دوره السياسي. تفيض وسائل الإعلام ‏والتواصل الاجتماعي بسيل لا يكاد ينقطع، وإن اشتد أحياناً وهدأ أخرى، يحمل تمجيدات وتخوينات، مدح وسباب ‏بذيء.‏
هل البرادعي رسول الليبرالية والحرية والحداثة لمصر؟
أم هو العميل الممول، لحساب أمريكا وإسرائيل وقطر وتركيا وبلاد تركب الأفيال والمرسيدس؟
كنت من أوائل من تحمسوا للبرادعي قبل ثورة 25 يناير 2011. وبدلت عنوان كتاب لي باسم "مصر وحلم الثورة ‏الخضراء"، ليصير "البرادعي وحلم الثورة الخضراء"، صدر أوائل عام 2010، وأثار ضجة حينها. حيث تنبأت فيه بثورة مصرية قادمة، رأيت أن البرادعي يمكن أن ‏يؤدي فيها دوراً، كأيقونة ورمز للشباب الساعي الساعي للحرية والحداثة. وتضمن الكتاب تحذيرات للبرادعي من أخطار ‏محدقة بمسيرته ومسيرتنا معه. لكن سقط وسقطت معه النخبة المصرية في كل وليست بعض مما حذرته منه، وأهمه ‏وضع يده وأيديهم في يد عصابة الإخوان المسلمين.‏
والآن هذا ما عرفته عن د. محمد البرادعي بداية وانتهاء:‏‎
‎ - ‎لدى البرادعي كأغلب النخبة المصرية نزعات عروبية ومتأسلمة، لونت عمله بهيئة الطاقة الذرية. لكن ثقافته ‏بالعموم ليبرالية، متأثرة بالقيم الإنسانية للشعوب الغربية التي عاش بينها‎.
‎ - ‎كانت شهرته العالمية والمحلية بما تسبغه عليه من حماية مرشحة له، لينافس في انتخابات رئاسية رئيساً جلس على ‏كرسيه لثلاثين عاماً‎.
‎ - ‎عندما جاء لمصر محاطاً بآمال أن يكون أيقونة وقائداً للتغيير، أثبت بسلوكياته وتعاملاته أنه لا يصلح لا لقيادة ‏جماهير ولا لريادة صفوة. فقدرته على التواصل والتفاعل محدودة جداً. كما لو واحدة من سيدات الروتاري، الغير قادرة ‏على التعامل مع نساء شبرا وبولاق‎.
‎ - ‎فكر الرجل الذي أعلنه بلا مواربة مضاد تماماً لأيديولوجيا الإخوان المسلمين. لكنه انتهج ذات الليبرالية البرجماتية ‏الحمقاء التي تنتهجها إدارات الدول الغربية، والتي تعتبر الإخوان المسلمين فصيلاً سياسياً وطنياً لابد من مشاركته في ‏الحياة السياسية‎.
‎- ‎يمكن اعتباره رجل مبادئ سامية مطلقة، لكن نظرته العملية السياسية بالغة السذاجة، وتصل في بعض الأحيان إلى ‏حد الغباء‎.
‎ - ‎كان صدق الرجل وطهارته النسبية وراء نظرته المزدرية لكافة صنوف وشخصيات النخبة المصرية، التي لم يرها ‏أكثر من حثالات‎.
‎ - ‎يعيب البرادعي نرجسية جعلته يتمحور حول ذاته، مشابهاً من يزدريهم من نخبة هي الأخرى تتمحور حول الذات لا ‏حول المبادئ‎.
‎ - ‎يُحَمِّل البرادعي نفسه فوق ما يطيق بالاستمرار في توهم قدرته على أن يكون إماماً لعملية تغيير سياسي حقيقي في ‏مصر. فلا هو أهل لإمامة، ولا مصر أهل لأي تغيير إيجابي‎.
‎ - ‎الخلاصة الآن أن البرادعي نمر من كرتون، يرعب نظاماً "بيخاف من خياله‎"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالعكس
معلق قديم ( 2017 / 1 / 12 - 23:09 )
أوافق معظم المقال فالبرادعي رغم بعض أفكار عروبية اسلامية قومجية علقت به بفعل النشأة يبدو لي انسانا متمدنا ليبرالي النزعة منفتح العقل والذوق لكن ليسمح لي الأستاذ كمال غبريال بالاختلاف معه حول هذه العبارة التي أراها متناقضة مع الشخصية المرسومة:
(((- ‎يُحَمِّل البرادعي نفسه فوق ما يطيق بالاستمرار في توهم قدرته على أن يكون إماماً لعملية تغيير سياسي حقيقي في ‏مصر)))

البرادعي أول من فهم أنه لا يستطيع اصلاح الخلل العميق في عقلية الملايين لسببين: أولهما لأنه لا يملك كاريزما فكيميائه لا تتفاعل مع مزاج ملايين الرعاع والغوغاء وثانيا لأن معظم من التف حوله كانوا إما (عيال) وإما فاسدين فأحس بالاحباط...فلو كان (((يتصور نفسه إماما للتغيير))) لما رحل

كانت مؤهلاته الشخصية تصلح للتأثير في مجتمع مصر في منتصف القرن العشرين (أو آخر القرن 21 مع كثير من التفاؤل..) لكنه عاد ليجد (مصر التي في خاطره) ونخبة الأربعينات المحترمة قد زالت عن آخرها واستفحل الرعاع في كل موقع فآثر الرحيل كالفارس


2 - أدى الكلام المظبوط
ركاش يناه ( 2017 / 1 / 12 - 23:37 )

أدى الكلام المظبوط
_________

البرادعي نرجسى ساذج ... بيزهق من ليالي الانس فى فيينا ... فيرمى علينا فنجان هباله من موسم لموسم

و إن كانت قياداتناالفكرية و السياسية من عينة البرادعي ، فما حاجتنا اذا لاعداء خارجين ليتآمروا علينا

دى مصيبة سودة يا جدعان

....


3 - عندما يصبح الكل مرعوبا من الكل
Magdi ( 2017 / 1 / 13 - 22:11 )

‎كانت شهرته العالمية والمحلية بما تسبغه عليه من حماية مرشحة له، لينافس في انتخابات رئاسية رئيساً جلس على ‏كرسيه لثلاثين عاما
ً‎.
تعليق: البرا دعى ليس مشهورا بل لايكاد يعرفه احدا فى فرنسا بل من الصعب نطق أسمه ( بسبب حرف العين الذى يصدر من الحنجره قوية عندنا وضعيفة عند الفرنسيين ) .من لا يسير فى الطريق الضيق ترسمه مراكز القوى (التى تتنصت بعضها على بعض ) مصيره الفصل (مستشار هشام جنينه ) أو النفى ( فريق أحمد شفيق ) أو التشهير..الكل أصبح مرعوبا من الكل .كل واحد لم يعد ينظر ابعد من رزق عيشه فى بلد الفساد والإيمان.ما الحل؟ مستبد يسيطر على الجميع ، -ليفيتان
الغول الذى تصوره هوبز ، الذى يضع حدا لحرب الجميع ضد الجميع ؟ ناصر مثلا .بالطبع لا فلن تعود عجلة التاريخ إلى الوراء...الحل الوحيد لن يأتى من فوق وانما من تحت كما حدث فى الثورة الفرنسية 1789 أى فى القاعدة الشعبية ، فى الغالبية العظمى المكونه من الأقباط والمسلمون والعلمانيون .لو أتحد الأقباط والمسلمون ( حدث فى 1919) كما يتحد القلب مع الرأتين - سبيكة واحدة - لتغير مجرى التاريخ..حل بسيط ولكن صعب المنال لأسباب لا تخفى على مفكر مثلكم.
-

اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء