الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَنْ بدأ المأساةَ .. يُنهيها

امين يونس

2017 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


في أغنية " متى ستعرفُ " لنجاة الصغيرة ، وردَ : .. مَنْ بدأ المأساة يُنهيها .. مَنْ فتحَ الأبواب يُغلقها .. مَنْ أشعل النيرانِ يُطفيها .
أيها السادة ، ان حكومة أقليم كردستان، هي التي بدأتْ المأساة ، حين أغمضَتْ عينيها عن الفساد المتفاقم يوماً بعد يوم . هي التي فتحتْ أبواب التحايُل وإنتهاك القوانين . هي التي أشعلتْ نيران التفرُد بالسُلطة وإحتكار كُل شئ . إذن ، هي التي تتحمل مسؤولية مُعالجة الأمور ، وليس جماهير الموظفين والمعلمين والمتقاعدين والطبقة الفقيرة . وعندما نقول الحكومة ، يجب ان ﻻنتردد في الإفصاح عن : مَنْ هي الحكومة ؟ ان ﻻنتهيب من الإشارة بوضوح إلى الذين كانتْ جميع مفاصل السلطة الفعلية بيدهم ، منذ ربع قرن ولحد اليوم : أنهم الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني . قد يقول قائِل ، ان الأحزاب الأخرى أيضاً شاركتْ في الحكومات ، دعونا نكون صادقين وﻻ نخدع أنفسنا … فليسَ هنالك وزيرٌ واحد من الأحزاب الأخرى كانَ لهُ أي دَور في صُنع القرار ، ﻻ وزراء الإتحاد الإسﻻمي وﻻ الجماعة الإسﻻمية وﻻ الحزب الإشتراكي وﻻ الحزب الشيوعي ، بل وﻻ حتى وزراء حركة التغيير … بل كانتْ هنالك مساعٍ مُستمرة لعرقلة مُحاوﻻتهم أي وزراء التغيير ، لإحداث إصلاحات حقيقية ، إلى أن وصل الأمر إلى طردهم من الحكومة ، فالحزبَين الحاكمَين لا يتقبلون أي تقليصٍ لإمتيازاتهم الهائلة . وقد يقول أحدهم : ان " حجم " سُلطة الحزب الديمقراطي ، أكبر وأوسع من حجم سُلطة الإتحاد الوطني ، فمن الغُبن أن تتساوى مسؤوليتهما عن الأزمات الحالية . قَد يكون هذا الأمر صحيحاً جُزئِياً وقد تكون سيطرة الحزب الديمقراطي أقوى في هذا المجال أو ذاك … لكن في " اللحظات الحاسمة " جميعها ، وقفَ الإتحاد الوطني ، من الناحية العملية ، مع الحزب الديمقراطي ، وأصبحَ حجر عثرة في طريق أي إصلاحٍ جذري . وليسَ هذا فقط ، بل ان الإتحاد الوطني ، تمّلَصَ من الإلتزام ببنود إتفاقه الأخير مع حركة التغيير في السليمانية وحلبجة … وأثبتَ مرةً اُخرى بأنهُ ﻻيختلف عن الحزب الديمقراطي ، في وقوفه ضد أيِ تخّليٍ عن جزءٍ من السُلطة . لهذا فأن الإتحاد يتقاسم مسؤولية الأزمات الحالية في أقليم كردستان مع الحزب الديمقراطي .
ان شطب مئات آﻻف الفضائيين " البنديواريين " والمتقاعدين المزيفين ، سوف يُساهم فوراً في تقوية الميزانية ، وليسَ فرض المزيد من الضرائب على الفقراء والمسحوقين ، وليس بتأخير وتقليل رواتب المعلمين والموظفين الصغار . أن إعادة آﻻف الدونمات من أراضي الدولة التي إستولى عليها المقربون من حِزبَي السُلطة ، خارج القانون ، سوف يُعيد الهيبة للدولة ، وليس هدم أكواخ الفقراء المتجاوزين على بضعة أمتارٍ في المناطق الطرفية .
مَهْما تقاعَسَ حِزبا السُلطةِ ، عن تنفيذ وعودهما المتكررة في إحداث إصلاحات حقيقية ، ومهما أجّلا ذلك كسباً للوقت وإطالةً لبقائهما في السلطة بالشروط الحالية … فأن هنالك إستحقاقٌ بإنتظارهما ، ﻻيستطيعان الهروب منهُ ، وحقيقةٌ ساطعة ﻻ يمكنهما إغماض عينيهما عنها ، وهي : ان الشَرخ الحاصل ، بين الفئة الحاكمة من الحزبَين وما يتبعها من طبقةٍ طُفيلية مُستفيدة ، من جهة ، وعموم جماهير الشعب ، من جهةٍ أخرى … أصبح واسعاً إلى درجةٍ كبيرةٍ ﻻتُحتمَل . وأن تغيير بعض الوجوه في السلطة ، لا يكفي … بل المطلوب هو ، تغيير فلسفة الحُكم في الأقليم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في يوم من الايام
علي عدنان ( 2017 / 1 / 13 - 17:49 )
دكتور كريم صديق منذ السبعينات كان يسكن كركوك ثم انتقل مع عائلته الى احد المجمعات نتيجة سياسة التعريب لنظام البعث
التقيت به صدفة في تسعينات القرن الماضي في بغداد
وكان حديث ذو شجون عن وضع كردستان وعن الوطن بشكل عام
قال لي وهو حزين- اتدري ياصديقي ان مسعود يحصل على مايريد ه من كل الاطراف التي لها مطامع في وطننا؟؟؟ فصدام ونظام البعث يعتبره الشريك الاساسي له فيما تعتبره تركيا الابن المدلل
واستمر يعدد الدول ومنها اسرائيل
اقول ان الايام اثبتت عمق تحليل وصدق كلمات صديقي كاكه كريم وهاهو الحزب الدمقراطي الكردستاني ومالكه مسعود وبطانيته يصولون ويجولون في تحويل كل كردستان الى ضيعة لهم

اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE