الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين في العراق ونموذج الفاتيكان

سمير عادل

2017 / 1 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في المقال الافتتاحي السابق "العمال والاسلام الحاكم" أشرنا الى معاداة الايديلوجية الاسلامية بشكل سافر للعمال، وتحدثنا عن قمع الطبقة العاملة الساعية من اجل الحصول على حقوقها الاساسية في ظل الاسلام السني في السعودية والاسلام الشيعي في الجمهورية الاسلامية في إيران.
في هذا المقال نشير الى ان الدين لم يبق مثلما قال ماركس قبل اكثر من قرن ونصف هو افيون الشعوب بل أمسى قاتل الشعوب كما اشار أحد القادة الشيوعيين. لا نتحدث اليوم عن الدين وما فعل حملة رايته من جرائم في العالم، بل دعونا نتحدث عما يجري اليوم في ظل حملة رسالة الدين في العراق. فقتل العمال والبسطاء من الناس في المناطق التي ترزح تحت نير الفقر عبر التفجيرات الارهابية بزعامة داعش وتواطئ القوات الامنية، له دلالات سياسية عميقة. وعندما تقمع الحكومة اناس محتجين في ساحة التحرير قتل ذويهم عبر التفجيرات الانتحارية التي تقوم بها داعش وخرجوا للمطالبة بالحماية من الحكومة، تكشف دون اية مواربة عن قباحة الوجه الشيعي والوجه السني للدين. وكأن هناك تنسيق وتفاهم غير رسمي وهو كذلك بين داعش السنية وحكومة العبادي الشيعية.
بعبارة اخرى فقد امسى امن وسلامة الجماهير ورقة بيد حملة راية الدين لتحقيق مصالحها الحزبية والسياسية. ومن يجادل بأن الدين براء من هذا الارهاب سواء ارهاب الاسلام السني المعارض او ارهاب الاسلام الشيعي الحاكم، فعليه ان يصل الى نتيجة بأنه يجب اقصاء الدين عن حياة الدولة والمجتمع اذا اراد ان ينفذ بجلد عقيدته الدينية.
لنتخيل ماذا لو أقصى الدين عن الدولة والمجتمع في العراق؟ ماذا لو نقلنا كل القادة والشيوخ والملالي والائمة الاسلامين الى حدود جغرافية معينة بقدر مساحة دولة الفاتيكان، وهناك نعطي حرية لكل هؤلاء بأن يدلوا بدلوهم، وليس هذا فحسب بل سنعطي الحرية لهم بفتح فضائية خاصة بهم يسطروا كل تفاهاتهم واكاذيبهم ونفاقهم ودجلهم، فقهم وفلسفتهم؟.
لا يحتاج الرد على هذه الاسئلة، الكثير من العناء، فيستتب الامن والسلام، ومقدمة لسيادة تعريف البشر على اسس هويتها الانسانية. اذ ان الذريعة الطائفية، الهوية الطائفية التي تثبت حقانية الاطراف المتقاتلة تتفرغ من محتواها وتبطل مفعولها، وتتحول الى مادة للسخرية يتداولها المجتمع.
العمال بالدرجة الاولى، لهم المصلحة بالتخلص من الدين وايكال مسؤوليته الى شأن خاص بالافراد. لان دولاب القتل لم يسحق الى الان الا العمال، سواء عبر الابادة العشوائية لهم في التفجيرات الارهابية او سواء عبر تزييف وعيهم الذي زرعته العصابات الطائفية من داعش وتجنيد المئات من الشباب للموت في حرب غير مقدسة، حرب ليس سوى الدفاع عن الاوهام والاكاذيب والعدالة المفقودة. حرب من اجل ان يتحول ابو بكر البغدادي والقرضاوي واردوغان والجولاني والملك سلمان الى امراء وملوك وخلفاء، بينما لا يأكل العمال والكادحين الا الحصى والرمل مثلما يحدث للعمال في ظل الجمهورية الاسلامية في ايران.
ان الدين اصبح اكثر الأيديولوجيات الخطيرة في التفريق بين العمال بالدرجة الاولى ومن ثم بين البشر بشكل عام في العراق. وان ديمومته واستمراره مرتبط بدعم كل القوى المتحاربة فيما بينهم له. فاذا كانت القومية هي الترياق المفضل للبرجوازية في صراعها لتزييف وعي العمال وزجهم في اتون حربها القذرة في القرن العشرين، فأن الدين احل محل القومية ليلعب دورا اكثر وحشية واجرامية من كل تاريخ القومية منذ بزوغ فجرها قبل اكثر من قرنين من الزمان. واذا اخذنا العراق نموذجا، ففي ظل النظام البعثي كان يعرف العراق بجزء من الامة العربية، لان العرب هم الاكثرية السكانية حسب تصنيف القوميين العروبيين، وهكذا ابيد الناطقين بغير اللغة العربية، وسميت نسف ٣٠٠٠ قرية كردية واخفاء ١٨٠ الف شخص بعمليات الانفال تيمنا بسورة الانفال القرآنية. وبعد غزو واحتلال العراق تبادل الادوار بين القومية والدين، ليعرف العراق بأنه دولة شيعية جعفرية حسب ديباجة الدستور العراقي لان الشيعة يمثلون الاكثرية السكانية حسب الجماعة الجديدة التي استولت على السلطة. وتحت عنوان "يالثارات الحسين" شكلت العصابات الطائفية لتبيد عاثري الحظ من الذين ولدتهم امهاتهم بهويات سنية.
ان حرب داعش لا تنتهي بل تأخذ اشكال واسماء طائفية جديدة تكيف نفسها كما تكيف البكتريا اوضاعها مع المضادات الحيوية، كما ان سعي التحالف الشيعي في فرض اجندته السياسية الطائفية لا تنتهي ايضا. وكذلك سعي تحويل العراق الى دولة الخلافة الاسلامية، او الى الجمهورية الاسلامية لن يتوقف ابدا. وان ثمن تلك المساعي البربرية هو حياة العمال واسرهم، حياة النساء، حياة التحرريين، حياة الطلبة الذين انتفضوا في الديوانية ضد اسلمة الجامعات وتدخل عرابي الدين.
لا يمكن ايقاف تلك المساعي الا عبر النضال من اجل اقصاء الدين عن حياة المجتمع، وبغير ذلك فكل الاحاديث حول مؤتمر بغداد او التسوية السياسية او المصالحة الوطنية او المصالحة المجتمعية، هي مماطلة للتضليل من اجل اعادة انتاج سلطة نفس القوى الاسلامية. وان محتواها الحقيقي هو عقد صفقة سياسية مشبوهة تقوم بها القوى الاسلامية الحاكمة على تقديم تنازلات للاطراف القومية، من اجل خلق ظروف لترسيخ سلطتها وادامتها في النهب والسرقة.
ان الطبقة العاملة في العراق هي اكثر اقسام المجتمع بحاجة الى فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، لأنه الوسيلة الوحيدة في ابطال مفعول هذه العبوة الناسفة لوحدتها وايقاف دولاب القتل في صفوفها. ان اولى الخطوات نحو الامن والسلام والحرية هو في اقصاء الدين بشكل قانوني وسياسي عن حياة المجتمع مثلما اقصي في اوربا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل ماتطلبه ممكن ؟
بارباروسا آكيم ( 2017 / 1 / 15 - 19:51 )
منذ إِنشاء الدولة العراقية سنة 1921 الى حد هذا اليوم كان الدين ( الإسلامي ) تحديداً هو عنصر إستقطاب في الدولة والمجتمع ولعبة التوازنات وضرب المكونات ببعضها.. كإستخدام الدين لضرب حركة مار شمعون وثورة الآشوريين .. الخ
وقبل هذا مع ظهور النظام الملكي الذي تم تسويقه على أَنَّه بقايا سلالة الصحراوي

حتى ولادة جمهورية العراق الخالدة ، فإبتدأت ولأَول مرة في تاريخ العراق تتشكل هوية وطنية جامعة.. وتقلص مفهوم المناطقيات والطوائف والتوازنات العرقية
ولكن تكالبت كل القوى من كل حدب وصوب .. من الإخوان المتأسلمين في الموصل الى آل الحكيم في النجف وفي أَعلى القمة تربع القوميون الفوضويون
الآن : هل يمكن إِقامة فاتيكان يجمع رجال الدين المسلمين ويبعدهم عن السياسة؟
أَخ سمير .. غير ممكن !
لماذا ؟
لأَنَّ الإسلام مختلف
حسن البنّا قالها بكل وضوح وقد كان مصيباً : الإسلام دين ودولة .. مصحف وسيف

تحياتي وتقديري


2 - نعم يا اخي
سمير عادل ( 2017 / 1 / 15 - 20:02 )
نعم ايها الاخ العزيز ممكن.


3 - الدين قاتل رهيب والله رهيب انت بشر غير عادي
علاء الصفار ( 2017 / 1 / 16 - 15:24 )
لا ههه مقولة عالمية الدين قاتل للشعوب!
اوربا لها دين!
اسرائيل لها دين صهيو ني! امريكا لها بوش صليبي جائه الله في المنام فدعاه ان يغزو افغانستان!
لماذا لا يحق لايران ان تكون شيعية جعفرية طالما السعودية وهابية(هي فصيلة يهود ية صهيو نية) اقرأ كتاب ناصر السعيد الشيوعي الذي قامت منظمة التحرير الفلسطينية للسعودية فتم تقطيعه بعد أن فضح حكام السعودية و علاقتهم بامريكا واسرائيل.لا ننسى كيف رقص بوش الاب والابن مع ملوك السعودية و اسسوا القاعدة, و قاموا على ليس بقتل عمال افغانستان بل تحويل افغانستان الى دولة اشباح في عصر حجري! لا اعرف كيف تتعاون القوات الامنية في العراق مع داعش؟ ان ذر الرماد من خلال التباكي على عمال العراق,ضحايا امريكا وداعش! لا يخدم الفكر الماركسي! للعلم ان رجال الدين في الغرب هم من قاد ثورة التنوير أبحث عن سبينوزا وغاليلو و دارون فسترى ان هؤلاء كان يؤمن بالله والدين, وانتصر لشعبه و دون انحيازك للسنة في العراق اصحاب الحظ العاثر الذين ولادتهم امهاتهم كما ولدت صبحة صدام ابن العو جة, فقاد حملات الانفال ههه! الانفال وحلبجة كانت فاشية قومجية. اما ايران فكانت ثورة شعب حظه شيعي ههه!ن


4 - اوربا راسمالية منا فقة لم تقصي الدين عن المجتمع
علاء الصفار ( 2017 / 1 / 16 - 23:32 )
اوربا العظيمة لم تفصل الدين عن المجتمع و صاحبنا يريد من العرب ان يجرؤا اكثر من اوربا,ههه !ان السلطة البرجوازية توقفت عن النضال الثورية فتفاهمت مع البابا, فهم فصلوا الدين عن سلطة الدولة,لكن الراسمالية تأخذ دعمها من الكنيسة, فهكذا لعب البابا دور جبار في اسقاط بولونيا ومعاداة الاشتراكية,اي ان البابا والكنيسة عكارب سياسية يعملون خلف الكواليس, أي ادارة سياسية شيطا نية.راجع مقولة ماركس حول الدين التي تنتهي بعبارة الدين افيون الشعوب, ولا تنحاز للسنة الوهابية ولا تعادي الشيعة! فالشعوب العربية تبقى مسلمة و لم ولن تكن في يوم مما شيوعية,هذا هو الواقع! ان حرق المراحل لا يتم الا على يد المشعو ذين, سواء دينيا أم سياسياً! ويقال أكعد عوج واحجي عدل, ولا تحرف مقولة ماركس!بل يجب تحديد الامبريالية والرجعية الوهابية _الصهيو نية,هي اعداء العمال العرب والايرانيين, وهم مسلمون (شيعة وسنة),رغم انف الصها ينة واقلامها.انظر كيف يناقش السياسي في امر الدين والشعوب :
https://www.facebook.com/naceur.ahmad/videos/818313948280830/
رفقاً بالشعوب المسلمة! يهو يابو المستحة *الله مكبر غلاك * انت بشر غير عادي* رهيب والله!ن


5 - الاعمال الارهابية للقاعدة و داعش ليست من الدين
علاء الصفار ( 2017 / 1 / 17 - 14:40 )
الارهاب الحالي باسم الدين هو سمة الهجمة الامريكية على افغانستان والعراق وسوريا ووو,من اعوان امريكا هو السعودية واسرائيل وقطر, أي الهجمة صهيوعية,ولهذا الهجوم عقل سابق في المؤامرة مع عقل جديد اي تلاقح الامبرياتلية مع الاسلام الوهابي والحركة الصهيوهية الحديثة متمثلة بحركة وعد بلفور (سايكس _ بيكو), لذا بعد سقوط السوفيت اعلنت امريكا الهجوم على الشعوب المسلمة من اجل نهب العراق و ليبيا و سوريا وايران, لكن حظور الروس القوي افشل المخطط الصهيو_ امريكي.اليوم تتحرر حلب والموصل والرقة,فعجزت امريكا من التلفيق على سوريا كما لفقت على العراق و تم غزوه, ان اخوة العمال العراقيين والايرانيين والسوريين,هي اليوم اقرب للتحقيق, فالجميع بدء يعرف ان السعودية عميل اسرائيل بامتياز, لذا ان نضال العمال يمر بالحرب على القاعدة وداعش اداة الرجعية العربية والحركة الصهيوجية ههه, لذا يجب احترام الدين الاسلامي كما تحترم العلمانية في الغرب الدين المسيحي! رابط مهم يعكس شكل الهجوم الامبريالي على العراق وايران وسوريا.عمال إيران مع عمال العراق معادون للصهايعة !ن
https://www.facebook.com/adel.alfayli/videos/1033825143347415/


6 - رد بالصور في افتراء:ان الدين قاتل للشعوب
علاء الصفار ( 2017 / 1 / 18 - 10:33 )
الامبريالية و مطيتها السعودية الوهابية واسرا ئيل الصعيونية هي بربرية عصر العولمة والقرن الامريكي للغزو والنهب للعراق والتدمير لسوريا وافغانستان وليبيا (شعوب مسلمة).ايران بالمرصاد لامريكا واسرا ئيل, لا يهمني ان ايران اسلامية خرافية, كما لا يعنيني ان اسرا ئيل يهو دية خرافية ما يهمني ان ايران معادية للسعودية وامريكا واسرا ئيل,ما يهمني ان تتحرر الموصل و حلب من داعش حتى على يد ايران بقائدها سليماني ام بالشياطين, ما جاء في المقال هو طرح معادي للشيعة وايران و العمال في العراق و سوريا و ايران, لذا لنرى من هم اعداء العرب و العراق :انظر!

https://www.facebook.com/a.hs.alqasimi/posts/1713192635581497

https://www.facebook.com/1377437509239865/photos/a.1378009815849301.1073741829.1377437509239865/1539079819742299/?type=3
https://www.facebook.com/abdulridaalhameed/posts/1247552071993493

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1207029542725548&set=a.117128065049040.21585.100002555403326&type=3

حقائق يتهرب منها المقال:آكيم . ب يلعب به فيرفع ويكبس
اخيراً سقط قناع حلفاء امريكا و اسرا ئيل ههه!ن

اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية