الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحة توقعاتك

كمال تاجا

2017 / 1 / 15
الادب والفن


صحة توقعاتك

حين تحب
تجنح للإنفرد
إلى جذع شجرة
لتسمع الزقزقة قبل أن يفرد
العصفور شدوه
وتسبق منقاره
في نقر الأغصان
و تتنصت على حفلات الحفيف
وقبل أن تهز الأفنان
وتهف بأسماعك نداءات
تخفيف الوطء
وقبل أن تتكئ إلى جذع
و تفرد أضلعك على بساط
من السندس الأخضر
وكأنما الطبيعه تبسط كفها
وهي تتقرب منك
وكل شيء من أصابع خفية
تتوجه نحوك
وكأنك الشخص الوحيد الباقي
على قيد الحياة
في هذا المحيط الحيوي
ويصبح العالم ملك يديك
بعد أن تخطيت كل مسافات النأي
على طلة الأفاق المتناوبة
والاتساع يعرج نحوك
كسبل ممتدة إلى ما لا نهاية
-
وليصبح البشر جميعاً
الحيز المتبقي للأختناق
بلفظ الأنفاس
وأنت البدء بالانتشار
-
حياتكم الباقية
على شفا حفرة
و المائلة
على منحدر
وغير الثابتة على حافة
عيشكم المتسارع
إلى منزلق
نحو انهيال
إلى هاوية
دق أعناق متهافتة
وعن كل ما يغيب الصواب
كما في دوامة
كراهية
بعضنا بعضاً
-
وأنت من شدة الغوى
تطحن بذور الأخيلة
في طاحونة تخيلاتك
وبرحى متهاونة
من التفتت
-
وتترك الغواية
تستمتع بارتشاف نبيذ لذيذ
خمرته لفترة طويلة
في خوابي نفسك
-
وأنت تحاول أن تتبع
صحة جدوى
التقاط أنفاسك
باستحقاقك العيش
في هذه الحياة
-
ودون أن تضرب مواعيد
عما يدور بنفسك
كنت تنبت أطياف
خارج الظلال
تدخل في شق
كل باب موارب
ولتجد أنك تعيش بالخلاء
وبلا مأوى
منجرفاً إلى ما لا نهاية
كأبن آوى
تصطاد طرائد الوحشة
في غياهب الظن
وتضع الخلسة
وفي موضع
ترخيص عواطف
وتنقاد دون أن تدري
لنزع براقع الخواء
عن صحة توقعاتك
-
وتصفف النجوم
على طبق نظراتك
كحلوى نفيسة
لترى كل شيء مشتعل
والبدر مضيء
والنهار كانون ملتهب
وبين كل نبضة شغف
وغوى
تقع على أوهام
عشاق منجرفين
مع أطياف
فتيات أحلام
إلى ما لا نهاية
في تقلبات الشغف
-
وحين يعركك الغوى
تطوف حول شرفة
وتتابع أضواء نافذة
ولا تنسى موعد انصراف
وتسمع صرير أبواب
لم تفتح بعد
وترفع غلالة
تتبع ستارة
تبحث عن طيف يتوارى
وخيال تقبض عليه
بكلتا مقلتيك
-
وترى وجه من تهوى
في سحنات كل الإنوثة الطاغية
وصوتها يزقزق
على صدح كل العصافير
والحفيف يرقص طرباً
في ناظريك
وطلة ملاقاتها
سارحة على تعابير الفرح
وترى البشاشة شاهدة
وأنت تتقلى
بتنور الشغف
وتتحرق بلهيب الغوى الطازج
واللهفة يشتد ساعدها
في عضدك
والتكشيرة تعدو
على انفراج كل الأسارير
-
وحين تتزوج تنسى
المصابيح مضاءة
ومصاريع النوافذ مهملة
وتتعامى عن شق
درفة نافذة مواربة
والستائر غير مسدلة
وأنت خارج السياق
والوداع أقفل راجعاً
ودون تعليق
على نبأ عاجل
في محصلة
لا داع لوجودك

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في


.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/




.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي