الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


* الخالق العظيم ليس إلهاً وأكبر من أن تعبّرعنه لغة أوأن تحيط به أسماء وصفات !

محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)

2017 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شاهينيات 1300
* الخالق العظيم ليس إلهاً وأكبر من أن تعبّرعنه لغة أوأن تحيط به أسماء وصفات !
يقف الإنسان محتارا لو فكر للحظات فقط كيف يتحوّل ما يتناوله من طعام وشراب إلى لحم ودم وعظام وطاقة فعّالة تسيّر الحركة والفعل في جسمه . فماذا لو فكر الإنسان في خلق الكون الشاسع غير المتناهي والكائنات التي لا تحصى ؟ بالتأكيد لن يجد غير العجز وسيهرب سريعا من التفكير في الأمر ويستسلم لجهله . المشكلة أن هذا الإنسان نفسه وفي زمن غير بعيد بل قريب جدا مقارنة بعمر الكون وعمر الخالق نفسه ، أي بعد اختراع اللغة منذ حوالي ستة آلاف عام على الأكثر راح يفكر في الخالق ويبتدع له أسماء وصفات ويعتبر ما فكر فيه صحيحا بل حقائق مطلقة لا تقبل الشك والجدل ! ولو أننا أحضرنا سومريا أو بابليا إلى زمننا، وقلنا لهما إن إنكي ومردوخ ليسا خالقين أوإلهين، لربما نعتانا بالكفر والإلحاد . والأمر نفسه ينطبق على أكثر من عشرة آلاف دين سائدة في عالمنا اليوم ، تقدم مفاهيمها المختلفة بما يقرب من سبعة آلاف لغة ، وتطلق على الخالق ما يقرب من سبعة آلاف اسم ، ويتجاوز الأمر ذلك إلى تصور مفاهيم وتشريعات تعزى إلى الخالق ، تعتقد معظم الأديان والعقائد أنها حقائق مطلقة ! دون أن يدرك الجميع أنه لا علاقة للخالق العظيم بكل هذه الإجتهادات البشرية ، وأنه أكبر من كل الأسماء والصفات أن تحيط به ، وأكبر من كل المفاهيم والتشريعات.
بعد هذه المقدمة ماذا يمكننا أن نطلق على الخالق العظيم في زمننا ؟ هل يفي تعبير الخالق العظيم بالامر ؟
أنا شخصيا أشك وإن كنت لا أجد تعبيرا أفضل من ذلك ، رغم أنني أحيل الإسم إلى الذكورة دون الأنوثة ! ويمكن استحضار تعابير من نوع : القدرة الخالقة ، أو العظيمة ، أو الطاقة الخالقة ، أو المطلق الأزلي، أو طاقة الطاقات ! أو القدرة المطلقة ! أو الطبيعة!! وتحضرني هنا آية في القرآن ترد في ثلاث سور احتار علماء المسلمين في تفسيرها " فسبح باسم ربك العظيم " (الواقعة 74) فهل العظيم اسم أم صفة . فإذا كان اسما فينبغي أن تكون الآية دون حرف الباء في باسم " فسبح اسم ربك العظيم " أو " سبح ربك باسمه العظيم "
ولو عدنا إلى اسم الألوهة " الله " المعروف في العربية الذي جاء في زمن قريب جدا من زمننا بعد تطوره عن أسماء سابقة كإيل واللات ، فهو يقتصر على المسلمين والدين الإسلامي ولا تأخذ به الأمم الأخرى وتطلق على القائم بالخلق أسماء بلغاتها .
بعد هذه المقدمات يمكن القول إن الخالق الموجود منذ مليارات السنين الأزلية لا يرى نفسه إلهاً ولم يطلق على نفسه أياً من هذه الأسماء مهما كانت . وأنه لا اسم له ، لكنه قد يتقبل أولا يتقبل إطلاقها عليه إذا ما كان يعلم بها ، كونه مصدر خلق الكون والكائنات ويسري بطاقته العظيمة فيهما . ولا شك أنه خلق الإنسان ليفكر إلى أن يصل إلى الحقيقة ولو نسبيا . وقد يأتي يوم يدرك فيه الإنسان ماهية الخالق وأن ماهيته جزء من ماهيته ، وأنه وجد ليكون فاعلا إيجابيا في عملية الخلق القائمة بينه وبين الخالق ، لتحقيق قيم المحبة والخير والعدل والجمال وبناء الحضارة الإنسانية . حضارة المستقبل .
يتبع : هل يعرف الخالق لغات وهل لديه لغة خاصة لا يعرفها البشر ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجهل المقدس
emad.emad ( 2017 / 1 / 17 - 06:09 )
كل ما نجهل سببه نقول سبحان من فعل هذا
دليلنا كتاب مجهول وجد من 2000 سنه او كتاب مجهول اخر من 1400
وكلاهما يكذب الاخر

اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #