الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (21)

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2017 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لقد أثبتت مقولة يوسف سلمان يوسف ـ فهد «ليس لكل إنشقاق أن يصنع الضعف ولن يكون أية وحدة مصدراً للقوة» صحتها فيما لو قيمنا بموجبها مألات التصدع الذي حصل في سجن نقرة السلمان بشهادة معظم من عاصروا الحدث، حيث لم يتطرق أحداً منهم إلى حدوث أية إحتكاكات أو مظاهر سلبية أو علاقات فوضوية خلال تواجد المجموعتين، الأقلية والأكثرية معاً، في هذا السجن الصحراوي، توصلت إلى هذا الاستنتاج من خلال إطلاعي على كتابات معظم من عاصروا الحدث. وفي تصوري كان حسقيل قوجمان أكثرهم موضوعية ومصداقية ودقة أثناء كتابته حول الموضوع، وهو يبدو بوضوح من القلائل، إن لم يكن الوحيد مع الأسف، الذي تتوجه بوصلته دائماً حسب قناعاته والمباديء التي يؤمن بها وليست تحت تأثير دوافع أو نزوات أخرى :
(في أواسط سنة 1951 ظهرت حركة انتقاد داخل اللجنة العليا حول سياسة المنظمة وتقرر أن يتوجه كل من الاتجاهين الى جميع الأعضاء ويشرح فيها وجهة نظره  وأن يمنح كل شخص فرصة اختيار الجانب الذي يستحسنه وأن تنقسم المنظمة بدون صدامات وبصورة سلمية الى منظمتين. كان أحد الاتجاهين بقيادة سالم عبيد النعمان والاتجاه الثاني بقيادة حميد عثمان. وقد اتجهت الأغلبية الساحقة نحو حميد عثمان ولم ينضم الى سالم عبيد النعمان سوى حوالى عشرين عضوا من مجموع 250. وجرى الانقسام بدون تصادم وبقيت بين المنظمتين علاقات عادية وتبادل ادبيات عادية وادبيات ماركسية، اي ان الكتب المتوفرة اصبحت مشتركة قابلة للتبادل.
الفترة الثانية في سجن نقرة السلمان
كانت هذه الفترة الثانية في نقرة السلمان من أروع الفترات في تاريخ السجون. فقد دأبت القيادة الجديدة على رفع مستوى الاعضاء السياسي والنظري. وظهر أن المنظمة كانت تحوز على عدة كتب نظرية احتفظت بها سرا في الفترة الأولى. فقد ظهر كتاب تأريخ الحزب البولشفي وترجمت ثلاثة فصول منه الى العربية استنسخت بعدة نسخ للسماح لمن يريد مراجعتها بالحصول عليها متى شاء. وبدأ تدريسها في حلقتين قام بالتدريس فيهما ... وظهر لأول مرة كتاب الرأسمال باللغة الانجليزية.....
بعد فترة قصيرة لم تدم اكثر من ثلاثة أو أربعة اشهر بعد الانقسام تقرر اعلان اضراب عن الطعام في جميع السجون السياسية ...  اشتركت المنظمة الثانية ايضا في الاضراب. ونجح الاضراب عن الطعام فحصلنا على حق الانتقال من نقرة السلمان الى السجون السياسية الاخرى. وكنت في الوجبة الاولى التي انتقلت الى سجن الكوت لأن المنظمة قررت أن تنقل ذوي المحكوميات الطويلة أولا. )حسقيل قوجمان ذكرياتي في السجون العراقية
http://www.ahewar.org/debat/---print---.art.asp?t=0&aid=10914&ac=2

هكذاكانت العلاقات بين المنظمتين في سجن نقرة السلمان، ولكن العلاقات إنقلبت رأساً على عقب بعد إنتفاضة تشرين الثاني/1952بدءً في سجن بغداد المركزي وبالذات بين جماعة عزيز محمد، ذَكَرَهُم بهاءالدين في مذكراته ب«العناصر المخالفة» ص176، الذين كانوا من الممتنعين عن الإعتراف بقيادة بهاءالدين نوري - باسم. وبين إثنين من أعضاء لجنته المركزية (سليم الجلبي و صادق الفلاحي)

لا نستشف من المصادر المدونة التي تمكنا الأطلاع عليها بأن العلاقات الحزبية الطبيعية بين الذين أسماهم بهاءالدين ب«الجماعات المخالفة» وبين قيادة الحزب قد تشكلت، لربما كانت متوترة طوال الوقت بسبب عدم إعتراف هذه المجموعة بالقيادة الجديدة للحزب. والدليل على ذلك في مغزى كلام عزيز محمد خلال مقابلته مع الدكتور سيف أرحيم القيسي:
(انشقاق راية الشغيلة عام 1953
بالرغم من سنوات الاعتقال في السجن، إلا أن صلة التنظيم الحزبي في داخل السجن مع الخارج أصبحت متيسرة بعض الشيء عبر عوائل السجناء التي كانت تنقل لنا أخبار الحزب وما يدور في داخله من أفكار و أراء، لاسيما بعد أن أصبح بهاء الدين نوري سكرتيرا
للحزب الشيوعي. وطفت على السطح بعض آلأراء التي نقلها لنا عدد غير قليل من السجناء بعد انتفاضة 1952 .لقد طرحت قيادة بهاء الدين نوري فكرة إسقاط النظام وحق الكرد في الانفصال، وهو أمر لم يكن موجودا في الميثاق الوطني للحزب عام 1945 .وهذا ما دفعنا إلى إرسال رسالة إلى بهاء الدين نوري من داخل سجن بغداد المركزي موقعة بحرف (م) وهو الحرف ألاول من اسمي الحزبي - مخلص. وتضمنت الرسالة على أن الحزب يميل إلى التياسر كثيراً. إن هذه الرسالة هي حق من حقوق العضو الحزبي في إبداء الملاحظة كما نص عليه النظام الداخلي. وكان رأينا هو الدعوة للنضال من أجل تطوير النظام الملكي إلى نظام ديمقراطي. ولكننا فوجئنا بعد إرسال الرسالة بقرار طردنا من صفوف الحزب، وحوربنا من خلال التشهير بنا على صفحات جريدة القاعدة بشكل غير منضبط وبأسلوب انتقائي. لقد كان هدفنا الحفاظ على وحدة الحزب، ولكن بهاءالدين نوري وباعترافه لجأ الى سكين البتر دون إعطاء أية فرصة للنقاش. وبعد قرار الطرد شكلنا تنظيماً بعد أن شعرنا بأننا مغبونين من قبل قيادة الحزب، وأصدرنا جريدة باسم "راية الشغيلة". وسميت المنظمة بهذا الأسم، أي المدافعين عن حقوق العمال والفلاحين . وقد اعتبرنا هذا التنظيم ، الذي سُمي بالإنشقاق، انتشالاً للحزب من قيادة منحرفة. لقد سببت هذه العملية تصدعاً في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وتنظيماته. وقد أبدى الكثير من اعضاء الحزب الشيوعي تعاطفا مع أراءنا، ولا سيما اعضاء المنظمات الحزبية التي أعلنت بدورها انضمامها إلى تنظيم راية الشغيلة لكونه يمثل المسار الصحيح للحزب الشيوعي. واعتبرنا قيادة بهاءالدين منحرفة عن التعاليم الشيوعية.)
من النص الذي أوردنا أعلاه لا يُقِرُ عزيز محمد ولا ينفي بصورة صريحة ومباشرة فيما إذا كان هو و جماعته قد إعترفوا بقيادة بهاءالدين نوري و أعتبروها شرعية قبل أن يرسل رسالته الى بهاءالدين نوري بتوقيع "م":
(صلة التنظيم الحزبي في داخل السجن مع الخارج أصبحت متيسرة بعض الشيء عبر عوائل السجناء التي كانت تنقل لنا أخبار الحزب وما يدور في داخله من أفكار و أراء، لاسيما بعد أن أصبح بهاء الدين نوري سكرتيرا للحزب الشيوعي. وطفت على السطح بعض آلأراء التي نقلها لنا عدد غير قليل من السجناء بعد انتفاضة 1952.....)
نستشف مما ورد أعلاه بأن المعلومات من داخل تنظيمات الحزب لم تكن تصلهم عن طريق الرسائل الحزبية من مسؤولين حزبيين مخولين عن طريق مراسلين حزبيين، وانما تصلهم معلومات شفاهية عن طريق أطراف أخرى، ولم يذكر عزيز محمد وفيما إذا حدث تبادل للرسائل الحزبية بين مسؤول منظمتهم وبين سكرتير الحزب بهاء الدين نوري - باسم منذ بدء بهاءالدين بإعادة التنظيم في نهاية عام 1949 ولغاية الرسالة التي وقعت بحرف واحد فقط (م)، وفيما إذا تبلغوا بالتعميم الحزبي الذي صدر بتأريخ 12أيار 1950 الذي ألزم كل الأعضاء، حتى الرفاق القدامى منهم، أن يكرروا طلب الانتماء الى الحزب والمرور بفترة اختبار جديدة وماذا كانت ردود أفعالهم، هل إعترضوا على ذلك؟
إذا كان من بين شروط العضوية في الحزب الشيوعي العراقي بموجب النظام الداخلي : أن يقبل برنامج الحزب وأنظمته، أن يشارك شخصياً في إحدى منظمات الحزب.
على ضوء ذلك يبرز السؤال: هل يمكن إعتبار عزيز محمد ومن وقفوا إلى جانبه أعضاء في الحزب الشيوعي في تلك الفترة؟ أو كانوا هم يمثلون الحزب الشيوعي الحقيقي والأخرون شيء أخر؟ إذا كان الأمر كذلك لماذا جرى تسمية ماحدث بالإنشقاق وليس حزبين شيوعين بإتجاهين مختلفين؟ إتجاه يحاول الإقتراب من إتجاه فهد وحزبه الشيوعي و أخر بإتجاه خالد بكداش وعزيز شريف وحزبه«حزب الشعب».
وردت عبارة« أزمة راية الشغيلة » في مقال آرا خاجادور ( من هو سلام عادل؟ 2) ولم يعتبره إنشقاقاً كذلك، ويستشف من الفقرة الأولى من نفس المقال بأنه وضع اللوم كلها على قيادة بهاءالدين:( إن سلام عادل درس بعناية أخطاء الرفيق بهاءالدين نوري (باسم)، خاصة فيما يتعلق بوحدة الحزب، ورسم سياسة تقوم على تأكيد أهمية وحدة الحزب والحفاظ على كوادره والعناية بهم، ومنع أي تفريط)
وينهي أرا خاجادور مقاله أنف الذكر بما يلي:
(هكذا هي مسيرة العلاقات بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب الشعب، التي مرت بالكثير من حالات المد والجزر، وإنتهت على يد الرفيق سلام عادل بإنضمامهم أو إندماجهم أو توحدهم مع الحزب).
ولكن بأي إتجاه؟
في بقية مقال أرا خاجادور الذي أشرنا إليه العديد من الفقرات يستوجب الوقوف عندها، سنتطرق إليها في مقالنا القادم حول الموضوع الذي يُحتمل تأجيل نشره إلى أواخر شهر أذار القادم بسبب سفري بعيداً عن مكان إقامتي في السويد خلال هذه الفترة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس