الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق _ وثبة كانون الثاني/ 1948: شعلة في سماء النضال العراقي..!

باقر الفضلي

2017 / 1 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


العراق _ وثبة كانون الثاني/ 1948: شعلة في سماء النضال العراقي..!

تمر في هذه الأيام، الذكرى التاسعة والستون لأشمل وأعمق وثبة للشعب العراقي في كانون الثاني /1948 ، ضد مستغليه من المستعمرين، وممثايهم من الشركات النفطية، التي دئبت على نهب موارده النفطية ، وتكبيله عن طريق مستغليه من الحكام العراقيين يوم ذاك؛ أمثال نوري السعيد وصالح جبر، لتؤكد للمجتمع الدولي بأن الشعوب مهما، طال وقت إستعبادها، لا تستسلم لواقع حال الإستغلال والإستعباد، ولا بد أن تنهض يوماً لتعيد المياه الى مجاريها، وتمسك بيدها مقاليد أمورها..!

فمن عاصر تلك الوثبة العصماء، يدرك بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ دروسها الغنية ، وما ألهمته وتلهمه للأجيال القادمة من عبر ودروس لا بد منها، في حفظ إستقلال البلاد وسيادتها؛ ولا يسع المرء هنا إلا إستذكار تلك الأيام الخالدة في التأريخ، حينما الهمتنا وعندما كنا في ريعان الصبا، أن نشارك من سبقنا في السن يومذاك، في المظاهرات التي إنطلقت في مركز محافظة ذي قار، بل وساهمنا في الإعداد لها وتنظيمها الى جانب معلمينا في المدرسة،ومع كل من ساهم منهم في إدارة المظاهرات وقيادتها، وترك الدوام في المدارس والإنخراط في صفوف المظاهرات الى جانبهم؛ إنها حقاً كانت أياماً لاتنسى في حياة المرء مهما طال أو قصر به الزمن..!


فبعد ثورة العشرين، سجلت وثبة كانون الثاني /1948، الحدث الذي لا ينسى في تأريخ العراق الحديث، ولقنت الإستعمار وتابعيه، الدروس التي تفهمهم ما يعنيه أن ينتفض الشعب، وأن يحقق من وراء ذلك ، كل ما يمت بصلة لمعنى السيادة، وبأن الشعوب أجدر بأن تبني إستقلالها وتصون ثرواتها بإيديها، وهكذا تمكن الشعب العراقي المجيد وبعد عشر سنوات وبمبادرة قواته الباسلة ان يفجر ثورته الخالدة في الرابع عشر من تموز/ 1958 ، بقيادة القائد الوطني الزعيم عبد الكريم قاسم وصحبه الأماجد..!

فقد سطر الشعب العراقي في إنتفاضته الجبارة هذه، الكثيروالكثير من دروس النضال وفي مقدمتها التعبير عن وحدته الوطنية ،وثباته في الصمود بوجه جبروت الطغيان والإستعمار، ومشاركة كل طبقاته وفي مقدمتها الطبقة العاملة، في النضال الذي عم كل المدن العراقية، بدء من بغداد، وسائر المدن العراقية الأخرى..!

إن إستذكار وثبة كانون الثاني/ 1948 يعيد للأذهان فطنة الشعب العراقي وجدارة نخبه الوطنية المثقفة في قيادة نضال الشعب، وإستلهام خبرته التأريخية؛ وإن مرور تسع وستون عاماً على تلك الإنتفاضة الشعبية، إنما يعيد للأذهان في هذا الوقت العصيب الذي تسجل فيه قواته الوطنية الباسلة اليوم، آيات البطولة في تصديها لقوات الإرهاب في شمال الوطن، وإستعادة المساحات التي إغتصبتها القوات المعادية، وتثبيت سيادة وإستقلال الوطن، ووحدة ترابه، ليثبت للعالم أجمع، بأن الشعب العراقي، لا يمكن أن يصبر على ضيم، أو أن يستكين لظلم مهما كان مصدره، أو أن يسترخص حتى ولا شبر من أرض الوطن المغتصب، وهو مستعد للفداء من أجل ذلك بأعز ما يملك، ولهذا تستذكر الشعوب مناسبات مآثرها التاريخية، لتستعيد قيمها وتستخلص من دروسها، العبر والمآثر..!


إنه وفي هذه المناسبة الخالدة، لا يسع المرء إلا إستذكار ذلك الإرث الخالد لوثبة الشعب العراقي المجيد، وتمجيد شهداءها الميامين، والتعرف على مآثرها الخالدة من خلال ما سطرته كتب التأريخ، وما دبجته أقلام الكتاب من المعاصرين لهذا الحدث الكبير، وبهذه المناسبة الجليلة، لا يسعه إلا تذكر الشهيدة البطلة " فتاة الجسر"(*) التي سقطت برصاص الحكم الملكي الرجعي في تلك الإنتفاضة الشعبية الخالدة، وأن يجد فيها درساً لا يمكن نسيانه؛ الإنتفاضة التي أسقطت معاهدة بورتسموث البريطانية، وأجبرت حكومة صالح جبر على الإستقالة؛ إنها الإنتفاضة التي طال دوي صداها كل إرجاء الوطن العراقي، وكتبت بدماء شهدائها، مطالب شعب، لن يرضخ لأي جبروت، وحقق ما يصبو اليه، بكل عز وإستبسال ، ونحن الذين عاصرنا أيامها الخالدة، قد ألهمتنا تلك الإنتفاضة الخالدة، كيف نسلك الطريق الذي خطته للأجيال اللاحقة، بكل ثقة وإفتخار..!(**)
المجد والخلود لأبطال وثبة كانون الثاني/1948 وشهدائها الميامين..!
باقر الفضلي/ 16/1/2017
_________________________________________________________
(*) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=395680
(**) http://www.iraqicp.com/index.php/sections/objekt/24403-27-1948








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مؤامرة
طلال السوري ( 2017 / 1 / 18 - 04:56 )
صدر قرار التقسيم بتاريخ 29/11/1947 وكان الشارع العراقي يغلي نتيجة ذلك --- فيما اعلنت بريطانيا نيتها سحب قواتها من فلسطين في ايار-مايو 1948 ومطابخ السياسة الدولية مشغولة بمناقشة قيام دولة اسرائيل والحكومات العربية تخشى رد فعل الشارع
توقيع معاهدة بورتسموث في 15كانون الثاني 1948 بعد 47 يوما فقط من قرار التقسيم وقبل اشهر قليلة عن اعلان تاسيس دولة اسرائيل في 14 ايار 1948ن---
فهل ارادت الحكومة العراقية ان تزيد الامر تعقيدا (تزيد الطين بلة ) على نفسها ؟؟؟؟ ام ارادت ان تعطي شيئ كبير بمقابل كبير
وكانت المعاهدة لصالح العراق والعرب وخصوصا الفلسطينيين
علمت المنظمات الصهيونية في لندن ببعض محتوى الاتفاقية فاوعزت الى حزب صديق الياهو ودلال ساسون باسقاطها في بغداد

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي