الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة

خوناف أيوب

2017 / 1 / 18
الادب والفن


( عودة )



الفجر يتساقط
مطر يلوح في فضاء المنفى
الطريق نور ..
لا حواجز
لا عسكر
الطريق سالك إلى الوطن
بيننا وبينه .. جدائل نهر
في وسط دجلة كدنا نغرق
الحقائب كبيرة
الوطن يمدَّ يديه
يرفعنا ويسحبنا بهدوء ..
حارس الحدود كردستان الغربية يحمل حقيبتي من النهر
يمسك بيدي
استند عليه
كتفه أحنُّ من غيمات كانون
الموظف الثاني يسألني باستغراب
بعد أن أدخل اسمي لقائمة القادمين
أنت أتيتِ قبل أربعة أشهر ؟
نعم .
الناس لايعودون للحرب بهذه السرعة
قالها لي بعلامات وجهه الجميل
وجه أبناء بلدي حقول سنابل
أغاني أمهات
مشاهد من الجنة.
الحافلة مليئة بالطين
اجلس وأنا أنتعش بتراب وماء البلد
قصص التراب لا يعرفها إلا من صافحوا المنافي
أتمدد بين الطين
أمسحهُ بيدي عن المقاعد
أستنشقهُ كالأكسجين
السائق يبتسم من المرآة
ربما يقول " مجنونة "
موسيقى الريف ترافق العائدين
حتى الغرباء يشعرون بنا
العودة لا تُكتب
لا تُرسم
ولا تُحكى
العودة شيء لم يُكتشف
فقط من عادوا يوماً يعرفونها
استراحة للمدخنين
الاستراحة مليئة بالصمت
"لِمَ يستريحون ؟ أسأل نفسي !
من يتعب على طريق العودة غير هؤلاء الحمقى؟ "
وصلت ..قامشلو عروسة المطر
مازال المطر
الشتاء ممتد من هولير إلى هنا ..
مطر .. مطر
حل المساء .. مطر أيها العالم
مطر !
صديقي يترك مدفئته والمازوت الذي اشتراه بالكثير من المال
المحروقات باهظة الثمن في الحروب
ربما لأن الناس أيضاً يحترقون في الحروب
صديقي يترك مظلته في منزله
يده والمطر ستكونان مظلتي
يدعوني لشوارع مدينتنا
أركضُ ..
أضحكُ في وجه كل ما مرّ من غياب
مطر .. مطر أيتها القذائف
مطر !
أنا هنا
أنا هنا أيتها الحرية المسجونة
أنا حرة من المسافات
أجلسُ في بحيرات شوارعنا المكسّرة
أبتسمُ لآلة التصوير
أمسكُ بيد الانتماء
لنا معاً الأن صورة تذكارية أيها الانتماء
الطقس عودة و أجنحة
الطقس صلاة
الطقس قامشلو
الطقس أنت يا وطن
يتبلل وجهي
لا أمسحهُ ...
مطر الوطن يمسح بكاء كل ما مضى
معطفي مليء بالمطر
العشب ينبت على كتفي
وجيبي امتلأ بالرمان
جيب صديقي دافىء جداً
لن أسأله عن السبب
فأنا أعرف ما السبب ،
السبب أن معطفه لم يغادر الوطن
من لم يغادروا وطنهم
هم مدائن دفء .



* خوناف أيوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه