الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنازلات أردوغان تكتيكية لم تغير مواقفه في دعم الإرهاب في سورية

عليان عليان

2017 / 1 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


تنازلات أردوغان تكتيكية لم تغير مواقفه في دعم الإرهاب في سورية
بقلم : عليان عليان
في الوقت الذي يقترب فيه موعد انعقاد مؤتمر أستانة في كازخستنان بناء على اتفاق موسكو – أنقرة ، تتملكني- كغيري من المتخندقين في خندق سورية العروبة في مواجهة الإرهاب- خشيةً كبيرة من دور الثعلب أردوغان في المرحلة القادمة لاسيما وأن انصياعه لمتطلبات وقف إطلاق النار، عبر إصداره التعليمات بهذا الشأن للفصائل المؤتمرة بأمر الاستخبارات التركية ، لا يعني التراجع عن ثوابت موقف نظامه التآمري على سورية.
إنها مجرد استدارة تكتيكية ارتبطت بمجموعة عوامل أبرزها :
أولاً : ميزان القوى الجديد الناجم عن الانتصار الإستراتيجي الذي حققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه في حلب ، والهزيمة النكراء التي لحقت بفصائل الإرهاب.
ثانياً : عدم قيام الإدارة الأمريكية بشيء يذكر لمنع انهيار جبهة الإرهاب في حلب سوى تحريك حلفائها في مجلس الأمن، لتقديم مشاريع قرارات كان الفيتو الروسي لها بالمرصاد.
ثالثاً : انحياز التحالف الدولي المزعوم بقيادة واشنطن ، لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وأداته العسكرية " قوات سورية الديمقراطية" على حساب تركيا من ثلاث زوايا هي :
1-أن واشنطن لم تضغط على الحزب لسحب قواته شرق نهر الفرات بعد سيطرته على منبج.
2- أن واشنطن تدعم بكل قوة الطرح الفيدرالي لهذا المكون الكردي انسجاماً مع مخططها لتقسيم سورية على أسس عرقية وطائفية، خدمة للكيان الصهيوني ولمخططها القديم الجديد " الشرق الأوسط الجديد ".
3- لأن واشنطن رفضت توسلات أردوغان بدعمه جوياً في معركة مدينة الباب ضد تنظيم داعش، الذي ألحق خسائر فادحة بالجيش التركي وقوات درع الفرات من الفصائل الإرهابية المؤتمرة بأمر أردوغان.
4- لأن تركيا – بعد أن فرضت عليها الوقائع السياسية التخلي عن داعش - أصبحت في مواجهة مفتوحة معه على كامل أراضيها ، خاصةً بعد أن نفذ هذا التنظيم سلسلة عمليات تفجيرية وانتحارية في أكثر من مدينة تركية.
وفي إطار هذه الاستدارة الانصياعية، يمكن رصد التنازلات التكتيكية التي أقدمت عليها حكومة أردوغان :
1- توقيع حكومة أردوغان على وثيقة مع موسكو – لم يجر نشرها، وذكر بنودها الدبلوماسي السوري السابق مهدي دخل الله ، في حلقة مع فضائية الميادين جمعته مع أحد رموز ما تسمى بالمعارضة السورية سمير نشار - وتتضمن عدة بنود من بينها : توقف تركيا عن تزويد الجماعات المسلحة في سورية بالأسلحة والذخائر ، وتسيير دوريات مشتركة روسية تركية لمراقبة الحدود السورية التركية ، ورقابة جوية روسية للحدود التركية السورية.
2- صدور تصريحات تركية تبدو وكأنها ذات طابع تنازلي ، أبرزها ما جاء على لسان المتحدث باسم رئاسة الوزراء التركية، نعمان قورطولموش، الذي قال لصحيفة "حرييت": "أنا أحد أولئك الذين يقرّون بخطأ سياستنا في سوريا... لن نصطفّ إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، ولكنّنا يجب أن نصحح أخطاءنا". وأضاف بشأن (مصير الرئيس الأسد) "يجب أن يتخذه السوريون على طاولة الحوار، ونحن يمكننا أن نلعب دور الضامن لذلك القرار ولا يحق لنا فرضه".
3- وفي إطار الربط بين سورية والعراق في مواجهة الإرهاب والأطماع التركية في حلب والموصل، لفت انتباه المراقبين الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لبغداد، وتوقيعة على بيان مع رئيس الوزراء العراقي بشأن استعداد تركيا لسحب قواتها من بعشيقة.
لقد استثمرت حكومة أردوغان حاجة موسكو إليها في عقد مؤتمر الأستانة بدون مشاركة أميركية وسعودية وقطرية، وعبر شطب مقولة "أن مؤتمر الرياض وهدهده رياض حجاب هو الممثل الشرعي لما تسمى بالمعارضة السورية" وذلك في موازاة الاستثمار الذكي من قبل القيادة الروسية لأزمة أردوغان المركبة بعد هزيمة أدواته الماحقة في حلب وتخلي إدارة أوباما عنه.
فالقيادة الروسية تلعبها بذكاء، لجرجرة أردوغان إلى ساحتها ، فنراها " تمكيج" الدور التركي وتزوق هزيمته، عندما تشيد بدوره في إقناع أدواته للخروج من المربع الأخير في حلب ، وعندما تجعله الشريك الرئيسي في اتفاق موسكو – أنقرة وعندما توجهه لإرسال رسائل تصالحية مع بغداد، ولحس تصريحاته بأن الموصل تركية .. ألخ
في ضوء تحليلنا للاستدارة التركية المرحلية ، يجب الانتباه والتأكيد أن هذه الاستدارة الأردوغانية ، لا تعني بالمطلق تخلي أردوغان عن ثوابت موقفه التآمري وأطماعه في الشمال السوري ، ناهيك أنها تصب في خانة الضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة، للتراجع عن مجمل مواقف إدارة أوباما ، حيث تستخدم أنقرة في هذا السياق وبشكل تكتيكي ورقة التحالف مع الروس، والتهديد بإغلاق قاعدة "انجر ليك ".
ولعل ما يؤكد تمسك أردوغان بثوابت موقفه التآمري وأطماعه في سورية ما يلي :
أولاً : أن أردوغان لم يتخل عن موقفه بشأن الرئيس بشار الأسد، ولم يتوافق مع موسكو في أن الشعب السوري وحده ، هو يقرر من يكون رئيسه في الانتخابات الرئاسية ، بل رهن مسألة الرئاسة للحوار السوري على طاولة المفاوضات ، لأنه بات متأكداً أنه في حال إجراء انتخابات رئاسية، فإن الرئيس السوري حتماً سيفوز بها .
ثانياً : أن أردوغان بإصراره على حسم معركة الباب وهزيمة داعش فيها عبر قواته وقوات درع الفرات العميلة التابعة له، يريد استثمار سيطرته على مدينة الباب ، لأنها تشكل خاصرة حلب الرخوة، وقد تهدد إنجاز حلب الإستراتيجي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن أردوغان لم يتراجع عن أطماعه في حلب.
ثالثاً : أن أردوغان بات يستثمر حاجة موسكو له لإبعاده عن واشنطن ، وراح يتصرف سياسياً كأنه المنتصر ، خاصة عندما يطالب قوات المقاومة " حزب الله "والحلفاء الإيرانيين بالانسحاب من سورية ، متجاهلاً حقيقة أن وجود الحلفاء في سورية جاء بناءً على طلب الحكومة الشرعية في سورية.
رابعاً : أن أردوغان في السياق العملي، لم يلتزم بتفاهماته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن عدم دعم الجماعات المسلحة ، ولا يزال يراهن على احتلال مدينة حلب ، فقد أكدت تقارير إعلامية وعسكرية حصول اجتماعات متتالية خلال الأسبوع الماضي ، بين ضباط أتراك وممثّلين عن فصائل ما يسمى "بجيش الفتح" في منطقة دارة عزّة في ريف حلب، بهدف الإعداد لهجومين الأول على مجمع 1070 شقة وجمعية الزهراء، والأخر على طريق أثريا - خناصر لعزل مدينة حلب وقطع الطريق بينها وبين دمشق، وأن حكومة أردوغان قدمت تأكيدات للإرهابيين بأنها ستزودهم بأسلحة جديدة ونوعية.
خامساً : أن أسماء أعضاء الوفد الذين بعثت بهم أنقرة إلى موسكو كممثلين للفصائل الإرهابية المسلحة في مؤتمر الأستانة، ينتمون في غالبيتهم إلى جماعة الأخوان المسلمين، الذين يقودون العديد من الفصائل الإرهابية في سورية.
ما تقدم يدركه الروس جيداً ، ويوصلون رسائل بخصوصه لأردوغان بشكل غير معلن ، وصمت الروس على سلوك أردوغان في هذه المرحلة تمليه بشكل رئيسي متطلبات إنجاح مؤتمر الأستانة ، لكن قيادات محور المقاومة في دمشق وطهران وحزب الله تدرك جيداً النوايا والتحركات الأردوغانية ، ولن نفاجأ في حال أقدم الجيش العربي السوري وحلفاؤه عشية أو غداة الأستانة، على قطع الطريق بشكل حاسم على الخطط التركية في الباب وإدلب وغيرهما من المناطق .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال