الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر ال23 للاتحاد العام التونسي للشغل وصراع الكتل

محمد علي الماوي

2017 / 1 / 21
الحركة العمالية والنقابية


المؤتمر ال23 للاتحاد العام التونسي للشغل وصراع الكتل
ينعقد المؤتمر الثالث والعشرون للاتحاد العام التونسي للشغل على امتداد اربعة ايام-من 22 الى 25 جانفي الجاري- في احد نزل الضاحية الشمالية للعاصمة-تونس-
وقد دأبت البيروقراطية, منذ عقود,على تقديم قائمة وفاقية واحدة, غير ان هذه المرة ,وعلى عكس العادة ,ونظرا للوضع السياسي العام وللتجاذبات السياسية والانشقاقات المتعددة صلب الائتلاف الحاكم وخارجه ترشح مايقارب 26 نقابيا للمنافسة على مقاعد المكتب التنفيذي ال13 وينقسم المرشحون الى قائمتين :قائمة يقدوها الطبوبي المكلف بالنظام الداخلي والمروّج عنه انه منحاز الى النهضة مع عضو آخر وتضم 9 عناصر من المكتب الحالي وهي مدعومة من قبل الامين العام الحالي-العباسي-وتحضى بتوافق سياسي من قبل الاحزاب الحاكمة اما القائمة الثانية فيقودها قاسم عفية عضو المكتب التنفيذي مكلف بالعلاقات الدولية...والذي عبر عن خلافه مع الطبوبي حول تقييم النشاط ومسألة تطبيق القانون والتعامل الديمقراطي ...وذلك حسب بعض تصريحاته.
ومهما كانت نتائج الفرز فان "ماكينة" البيروقراطية النقابية المحنكة في حبك الدسائس واستعمال كل الوسائل للتأثير على النواب ستنجح في فرض أغلبية عناصر المكتب التنفيذي الحالي مع مترشح او اكثر من القائمة المنافسة والتي تنتمي هي الاخرى الى البيروقراطية.
الاتحاد والبيروقراطية النقابية
ان تاريخ الحركة النقابية في تونس هو تاريخ صراع بين خطين: خط وطني وخط مهادن وتجسّد تجربة محمد علي الحامي داخل جامعة عموم العملة التونسية هذا التوجه الوطني بينما كرّس القناوي التجربة الثانية للجامعة نزعة الحياد النقابي الذي كان يعني التخلي عن النضال الوطني مما جعل هذه النقابة تولد ميتة.
وكان ميلاد الاتحاد العام التونسي للشغل في 20 جانفي 1946 الخطوة الجديدة التي خطتها الحركة النقابية الوطنية فساهم الاتحاد في النضالات الوطنية كما ساهم في الكفاح المسلح اعدادا وانجازا مما جعل فرحات حشاد يدفع حياته ثمنا لذلك وقد واصل الاتحاد نضاله الاجتماعي في العديد من المناسبات ورسم اهدافا نبيلة بحيث نقرأ في النظام الداخلي الحالي- وهو نتاج لصراع مرير-ما يلي
الاهداف
الفصل الثاني
تتمثل أهداف الاتحاد العام التونسي للشغل في :"
توحيد وتنظيم جميع الشغالين بالكفر والساعد والمتقاعدين منهم على النطاق الوطني
العمل من اجل النهوض بأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والارتقاء بوعيهم والدفاع عن مصالحهم المعنوية والمادية
إنشاء إقتصاد وطني إشتراكي مستقل متحرر من كل تبعية. وتحقيق توزيع عادل للثروات الوطنية بما يضمن طموحات جميع الشغالين والفئات الشعبية.
الدفاع عن الحريات العامة والفردية وترسيخ الديمقراطية واحترام حقوق الانسان.
دعم الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي والإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب من اجل الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة العربية وبناء التكامل الاقتصادي والعمل على تحقيق الوحدة العربية وخدمة قضاياها..."
غير ان البيروقراطية النقابية تضع هذه الاهداف في سلة المهملات وتستخف بطموحات القواعد العريضة وتطبق في الغالب سياسة النظام الرجعي بما ان اعضاء الهياكل القيادية كانت دوما تنتمي الى الحزب الحاكم على غرار مصطفى الفيلالي وعبد الله فرحات والمسعدي واحمد بن صالح والبشير بلاغة والحبيب عاشور الذي اجبر تحت الضغط القاعدي وتصاعد النضالات سنة 1977-78على الاستقالة من قيادة حزب الدستور.
ثم بعد انقلاب 7-11-1987 وبعد صراعات عدة بين المدافعين عن مفهوم النقابة المساهمة- من بينهم الطيب بكوش آنذاك -والنقابيين الوطنيين المتمسكين بمفهوم النقابة المناضلة,وقع تصعيد السحباني الذي زج به في السجن-فيما بعد- بتهمة الفساد المالي وهو الان على راس نقابة موالية-اتحاد عمال تونس وخلفه جراد الذي زكى ترشح بن علي للانتخابات الرئاسية سنة 2004
ولم يحد العباسي الامين العام الحالي والذي سيترأس المؤتمر عن تقاليد البيروقراطية النقابية بحيث شارك في كل محطات الحوار "الوطني" ووافق على وثيقة قرطاج التي افضت الى تشكيل حكومة "الوحدة الوطنية"-حكومة الشاهد-وسيقع مكافأته من خلال تعيينه في بعض المواقع.
تبين هذه النظرة السريعة ان البيروقراطية كانت دوما تمرر سياسة الائتلاف الحاكم بطرق ملتوية وان النظام تمكن من ترويض القيادات المتعاقبة اما عن طريق المحاكمات او باعتماد سياسة الاغراء والضغوطات او باقرار التعددية النقابية (5 اتحادات متواجدة على الساحة-آخرها الاتحاد النقابي للعمال التونسيين 24 ديسمبر 2016) وهكذا نجح النظام في تهرئة الهياكل القيادية وضرب مصداقيتها لدى القواعد العريضة بهدف تحويلها الى هياكل فوقية طيّعة في حالة حصار دائم بين احتجاجات القواعد وتهديدات السلطة.
وستثبت اشغال المؤتمر الحالي الذي يحضره ما يقارب 550 نائبا ان طبيعة البيروقراطية لم تتغير وان الصراع الدائر بين القائمتين ليس بصراع برامج بل صراع من اجل الموقع مرتبط بهذا الشق او ذاك في الائتلاف الحاكم اما المزايدات الكلامية والتظاهر برفض الاخوان-النهضة-فهو مجرد خطاب شعبوي لكسب الاصوات اذ هناك من يتعامل سرا او جهرا مع النهضة وهناك من يرفض النهضة خدمة لاحد شقوق النداء حتى وإن تظاهر باليسارية لاستمالة اليسار الليبيرالي او بعض القوميين المتواجدين كنواب.
لذلك فان القوى الثورية عامة مدعوة الى تعرية اللغة المزدوجة للبيروقراطية بكتلها اليمينية المفضوح او اليسارية الانتهازية المقنعة كما انه من واجبها التحلي بالصمود ومواصلة النضال ضد المشاريع الرجعية والزحف الاخواني من جهة وفضح اليسار الانتهازي الذي يعمل على تخريب الحركة الشعبية من الداخل .
وفي هذا الاطار لابد من اعادة الاعتبار للعمل النقابي المناضل من خلال الارتباط بالقواعد العمالية والنشاط داخل الاتحاد- رغم الحصار البيروقراطي- كمعارضة رافضة لمفهوم "النقابة المساهمة والمساومة" لان الاتحاد هو اتحاد الشغالين وليس اتحاد البيروقراطية النقابية المتمعشة من النشاط النقابي وان الحركة النقابية المناضلة هي التي صنعت تاريخ الاتحاد من خلال تقديم العديد من الشهداء على امتداد العقود الماضية.
محمد علي الماوي
تونس- 20 جانفي 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإسرائيليون يتعاملون مع الشهيد -زاهدي- أنه أحد أركان غرفة ا


.. لماذا يلوّح اتحاد الشغل في تونس بالإضراب العام في جبنيانة وا




.. الشركات الأميركية العاملة في الصين تشكو عرقلة المنافسة


.. الشركات الأميركية العاملة في الصين تشكو عرقلة المنافسة




.. صباح العربية | أرقام ستصدمك عن استقالة الموظفين حول العالم