الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين عصا ترامب وجزرة اوباما

رحمن خضير عباس

2017 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بين عصا ترامب ، وجزرة أوباما
رحمن خضير عباس
يحتفل الأمريكيون اليوم بتنصيب رئيسهم الخامس والأربعين رونالد ترامب .وبغض النظر عن ردود الفعل للشارع الأمريكي بين رافض او مؤيد أومنزلة بين منزلتين ، فرونالد ترامب سيتسيد البيت الأبيض والإدارة الأمريكية لأربع سنوات قادمة على الأقل .
أنا – كعراقي- ارى بأن مرحلة أوباما ( الذهبية) كما يصفها البعض ، كانت شرا وبيلا على العراق . فكانت جزرته المعسولة قد تحولت الى سمّ على العراقيين ، ولايختلف عما فعله لنا سلفه الجمهوري جورج بوش ، الذي دمّر كيان الدولة العراقية من خلال حلّ الجيش والأمن والشرطة وترك البلد مقذوفا في التيه . كل ذلك بحجة إلحاق الأذى بصدام ونظامه .
اوباما كان وفيا لوعوده الإنتخابية فسحب القوات الأمريكية وترك فراغا أمنيا إستغلته القاعدة وداعش لتستولي على ثلث العراق . إنّ إنسحاب الجيش الأمريكي في ذلك التوقيت وفي ذلك المخاض العسير الذي كان العراق يعيشه لهو يعادل فداحة الغزو وتدمير الجيش . وحينما خرج الأمريكان وفق جزرة اوباما فقد تركوا عراقا تقوده كيانات سياسية ضعيفة ومنقسمة على نفسها ، كما أن مايسمى بالمقاومة طمعت في قضم محافظات العراق واحدة بعد أخرى كما حدث للموصل والأنبار . وهكذا بقيت النار العراقية تأكل بعضها .
وحينما سيطرت داعش على هذه لبقعة من العراق كانت إدارة أوباما غير صادقة في حربها ضد داعش ، بل أنّ كل المؤشرات على الأرض تشير أنّ وجود الأخيرة تسيطر على هذه الإجزاء سيخدم المصالح الأمريكية .
كما أنّ إدارة أوباما هو التي سعت الى مؤامرة خفض أسعار النفط . وتكريس هذه الحالة التي دمرت العراق قبل غيره لأنه يعتمد على النفط فقط . وهذا التخفيض أثر على دول أخرى كروسيا وإيران وفنزويلا . إن حكاية الحجارة النفطية التي سوقتها أمريكا هي سابقة لأوانها وذلك لكلفتها الباهظة . وعدم وجود حاجة ملحة اليها في الوقت الحاضر . وهكذا أصبحنا ضحية تدني الأسعار الذي در بالفائدة على الشركات الأمريكية . ومن الغريب أن كل المواد المصنعة والتي تعتمد على النفط لم تتراجع أسعارها . أسوة بالنفط ، مما يرحي بأنّ هذا التراجع في الأسعار هو لعبة أمريكية ، تم أخراجها وإنتاجها في كواليس إدارة أوباما .
أوباما كان صديقا قريبا من ممولي وداعمي داعش والقاعدة وما إشتراك الأمريكيين في محاربة داعش سوى مسرحية وضيعة ، إنكشفت للجميع .
غادرنا أوباما الذي كرّس نفسه لتدمير ماتبقى من العراق ولكن بإبتسامة ديمقراطية
اما ترامب فقد وعد أنْ يحمل عصاه . ويوسع ضربا الدول المارقة وفق المعجم الأمريكي . فإذا كان العراق ضمن مدى عصا ترامب- وهذا أمر متوقع- فإننا كعراقيين قد شبعنا من الضرب الأمريكي منذ 1991 لحد الآن وهذا لن يضيرنا . ولكن مدى الهراوة التي وعد بها قد أضافت دولا أخرى كالسعودية مثلا . فإذا نفّذ ترامب وعده في تحميل السعودية خسائر الحادي عشر من سبتمبر وفرض عليها فاتورة الحرب ، فإن المنطقة ونحن من ضمنها قد نرتاح من ممول رئيسي لإرهاب الفكر السلفي المتطرف .
كما أن موقف ترامب من روسيا الذي يتسم – لحد اللحظة- بعدم العداء ، سيكون هذا الموقف من صالحنا للتعاون الحقيقي بين الدولتين لتدمير داعش .
لقد كانت الكثير من وعود ترامب قاسية وحادة وعدائية . ولكن هذا يمثل حقيقة السياسة الأمريكية البشعة ، بدون رتوش أو مكياج ، بعكس أفعال اوباما البشعة التي كان يخفيها بقناع من البراءة .
لست آسف على غياب باراك حسين اوباما.
لست متشائما من مجيء رونالد ترامب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في جامعات أميركية على وقع الحرب في غزة | #مراسلو_سكا


.. طلبوا منه ماء فأحضر لهم طعاما.. غزي يقدم الطعام لصحفيين




.. اختتام اليوم الثاني من محاكمة ترمب بشأن قضية تزوير مستندات م


.. مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدات بـ95 مليار دولار لإسرائيل و




.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنبني قوة عسكرية ساحقة