الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار الذي اعرفه أنا!

ابراهيم حمي

2017 / 1 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بكل تواضع

اليسار الذي أعرفه أكبر بكثير من ادعاءاتهم ومن خلافاتهم وفصائلهم و شعاراتهم وخطاباتهم، أكبر بكثير من مما يكتبون في بياناتهم وأدبياتهم ومن تعصبهم وتطرفهم واعتدالهم، أكبر حتى من فصاحتهم ومن اطاراتهم واحزابهم وجمعياتهم ومن كذبهم أو صدقهم، من تخاذلهم أو تضحياهم.. من مناوراتهم أو جبنهم .. اليسار الذي اعرفه ليس تخندقا في جماعة أو انتماء لفرقة من الفرق.. أو تعبدا بشخص أو تشبها بزعيم.. اليسار الذي اعرفه ليس تابعا لزاوية أو ضريح من زوايا، أو الأضرحة المسماة باليسار الجديد أو القديم، اليسار الذي اعرفه هو منظومة فكرية متكاملة سياسيا.. اقتصاديا.. اجتماعيا.. ثقافيا .. أخلاقيا.. اليسار الذي اعرفه ليس نقاشا فايسبوكيا، أو هجوما على الرفاق بكل أنواع الأسلحة النارية والكيماوية، من سب وقدح وشتم ووو.. اليسار الذي اعرفه لا يعترف بالحقيقة المطلقة، ولا يختزلها في أي توجه من التوجهات المتصارعة على هامش الحلبة. ولا تحتكره أية مقاربة من المقاربات السياسية، مهما برعت في رصدها للواقع، اليسار الذي اعرف لا يؤمن بالمقدس ولا بالحقائق الجاهزة والمطلقة، ولا بالزبونية والقبلية والعشيرة، ولا بتضليل الناس، بواسطة شعارات يسارية منمقة، لغاية استغلال أصواتهم الانتخابية. اليسار الذي اعرفه لا يؤمن بالقفز على الحواجز السياسية، ولا يقبل الرقص على الحبال ضدا على مصالح الأغلبية من البسطاء والمحرومين، ولا يتواطأ ضد مصلحة الشعب والوطن، اليسار الذي اعرفه يؤمن فقط بقضايا المحرومين والمهمشين من عمال وفلاحين وطلبة.. اليسار الذي اعرفه يؤمن بقضايا الإنسان مهما كان هذا الإنسان، وأين ما تواجد هذا الإنسان.. اليسار الذي اعرفه يؤمن بتربية الأطفال على أحسن وجه، وبقضية المرأة وتحريرها من كل أنواع الاستغلال وكل أشكاله، اليسار الذي اعرفه لا ينبطح أرضا، مهما كان الأمر، لأي كان ولا يتحالف مع الأشرار، ولا يتصالح مع الخرافة بكل درجاتها، اليسار الذي اعرفه يؤمن بالتطور وبوحدة الاختلاف ووحدة الأضداد والإنسان عنده هو المحور والغاية الوحيدة التي علينا أن ننكب على الرقي به فكريا، اقتصاديا، ثقافيا.. اليسار الذي اعرفه هو منظومة فكرية سياسية اقتصادية واجتماعية جاءت لإسعاد الإنسان وليس لتعاسته.
ذاك هو اليسار الذي اعرفه ومن له فهم آخر لليسار فله يساره ولي أنا يساري. رغم أن اليسار الحقيقي لا تتعدد تعاريفه أو مقاصده. لأن اليسار يؤمن بالعلم وبالفن وبالجمال بكل أصنافه ويحارب القبح والفساد والاستبداد والاستعباد والقهر والظلم بكافة أشكاله.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثم ماذا لو تعددت التعاريف والمقاصد؟
عبد القادر أنيس ( 2017 / 1 / 21 - 19:40 )
نقرأ في المقالة: (اليسار الذي اعرفه يؤمن بالتطور وبوحدة الاختلاف ووحدة الأضداد...)، ثم نقرأ بعد هذا الكلام الإيجابي بأسطر كلاما آخر سلبيا : (... رغم أن اليسار الحقيقي لا تتعدد تعاريفه أومقاصده).
ألا يذكرنا هذا الكلام بخرافة -الاشتراكية العلمية- التي لا يأتيها الباطل من خلفها أو من أمامها حين كان التشكيك في جدواها أو حتى في سلامة تطبيقها ونزاهة القائمين عليه من قبيل الخيانة العظمى؟ ثم كيف لا تتعدد تعاريفه ومقاصده؟ هل هذه التعاريف والمقاصد مطلقة الصحة صالحة لكل زمان ومكان تماما مثلما يدعيه رجال الأديان لأديانهم، بحيث تتعالى حتى على التعاريف العلمية التي لا تخلو من نسبية ومن تعديل متواصل؟
ثم ماذا لو تعددت التعاريف والمقاصد مثلما هم حاصل الآن؟ هل نعتبر المختلفين محرفين أو كفارا مأواهم جهنم وبئس المصير؟
تحياتي؟

اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء