الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تجذير الممارسة النضالية ضرورة نقابية
زهير الخويلدي
2017 / 1 / 22المجتمع المدني
" الرأسمالية ستجعل الأشياء سلعة: الدين، الفن، الأدب، وستسلبها قدسيتها"
- كارل ماركس-
يعقد الاتحاد العام التونسي للشغل أكبر النقابات المهنية في الوطن العربي وأشهرها على الصعيد الإقليمي والأممي مؤتمره الثالث والعشرين في ذكرى واحد وسبعين من تأسيسه وكله عزم وطموح على مواصلة المسيرة النضالية التي خطها لنفسه من انطلاقته الفعلية في النشاط الاجتماعي والنضال السياسي ضد المستعمر الفرنسي في اتجاه نيل الاستقلال التام.
لقد ظلت هذه المنظمة الوطنية حاضنة للتعددية والتنوع وفضاء تنشط ضمنه زمن الاستبداد مختلف الاتجاهات الفكرية والتيارات السياسية وقبلة المثقفين والنقاد الذي يتوقون للحرية.
لذلك شيد الاتحاد العام طريقة عمله وفق مقدسات أربع:
- الاستقلالية عن السلطة الحاكمة
- اعتماد الديمقراطية الداخلية
- الالتزام بالخيارات الوطنية
- المحافظة على التنوع ضمن الوحدة
لقد انصبت مجهودات المنظمة الشغيلة ضمن المطلبية الاجتماعية قصد تحسين الظروف المادية للعمال وتنقية الأجواء السياسية للمواطنين وكرست كافة هياكلها كمدافع أول على الديمقراطية وحقوق الإنسان متصدية لهجمة رأسمال وكل أشكال التسويف والاستئثار.
لقد أثمرت نضالات النقابيين داخل الاتحاد العديد من المكاسب والانجازات لعل أبرزها في الماضي المساهمة في الاستقلال وبناء الدولة الحديثة وفي الآونة الأخيرة المشاركة في ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي وإنقاذ المسار الديمقراطي من كل أشكال الانقلاب والارتداد والعبث.
غير أن عقد الاتحاد العام التونسي للشغل هذا المؤتمر في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد والمنطقة العربية والمتغيرات الدولية يجعله يواجه جملة من التحديات والاستحقاقات التي يطلب منه الرد عليها وتحقيقها على أرض الواقع والوفاء بها يمكن ذكر أبرزها:
- حسن التعاطي مع ملف التعددية النقابية
- دور الاتحاد في إنجاح المسار الثوري
- تعزيز المكتسبات الديمقراطية وحق الاختلاف
- رسم الحدود الفاصلة بين النقابي والإداري والسياسي
- تطوير الأداء في المستوى الأكاديمي والثقافي
- الارتقاء بوضعية الشباب والمرأة في العمل
- تحويل مطلب الشغل إلى حق دستوري لطالبيه.
- وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار فئوي.
لقد تميزت أجواء المؤتمرات التي يعقدها الاتحاد العام دائما بالتنافس الشديد بين المناضلين من مختلف الانتماءات وتناقش اللوائح بجدية وعمق وتكون المؤسسة النقابية هي الرابح الأكبر وتراكم تجارب النجاح والاستمرارية في النضال وتشارك فعليا في صناعة القرار.
بيد أن تجديد شباب هذه المنظمة العتيدة يقتضي التمسك بالخيارات الديمقراطية التي ناضلت من أجلها الأجيال ودفعت الغالي والنفيس من أجل استقلالية الاتحاد وانخراطه في قضايا الوطن، ويتطلب كذلك مواصلة الالتزام بالقضايا العربية العادلة والدفاع عن وحدة الأمة وتقدم الإنسان ومقاومة كل أشكال الظلم والتعسف وكل النزعات التدميرية المعادية للعقل.
ان تجذير الممارسة النضالية داخل الاتحاد يستوجب ممارسة النقد الذاتي والحد من التمركز وتوسيع دائرة اتخاذ القرار وترك الفرصة للقطاعات في مجال التقييم والمحاسبة والتطوير.
عاش الاتحاد حرا ديمقراطيا مناضلا
كاتب فلسفي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. العدل الدولية تأمر إسرائيل بوقف المجاعة في غزة مع سقوط المزي
.. مواجهة صعبة بين نتنياهو ووزيري الحرب غانتس وآيزنكوت بسبب صفق
.. محكمة العدل الدولية: المجاعة ظهرت بالفعل في غزة
.. الأمم المتحدة: طفل من كل 3 يعاني من سوء تغذية حاد في شمال قط
.. مسلسل مليحة الحلقة 3.. قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بداي