الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنس وحقوق الانسان

هشام حتاته

2017 / 1 / 22
حقوق الانسان



سألنى : مارايك فى الجنس خارج مؤسسة الزواج ؟
قلت له : ماذا تقصد بمؤسسة الزواج ؟
قال : الزواج الرسمى الشرعى
قلت : هل تقصد ورقة وماذون وشهود وولى فى عقد نكاح – ام تقصد حكاية حب وتفاهم تكلل بورقة وماذون وشهود وولى فى رباط مقدس؟
وما الفارق
الفارق كبير ياصديقى
فى الحاله الاولى يجب ان نشير اولا الى مفهوم الزواج الشرعى الذى تلعب فيه الصور الذهنية الهاجس الاكبر
فاللغه هى تعبير عن صور ذهنيه مشتركة بين مجموعه من الناس ، فعندما يكون الزواج لمجرد الوطء ( النكاح – فانكحوا ماطاب لكم من النساء ..... الخ ) وعندما يكون هذا النكاح بأجر ( فأتوهن اجورهن ..... الخ ) ويتوج هذا العقد بكلمات وتمتمات يتلوها شيخ معمم لاتزيد عن كونها تعبيرا عن اسطورة قديمة تقول بالخلق بالكلمة فتصبح الكلمة خالقه بذاتها ، وتصبح وتكريسا لواقع يتنافى مع البعد الانسانى والعاطفة والحميمية فى الزواج ، راجع مقالى بعنوان ( اللوجوس الاسلامى ) على الرابط
http://m.ahewar.org/s.asp?aid=515412&r=0&cid=0&u=&i=3408&q=
وبهذه الصور الذهنية وهذه التعاويذ اللوجسية التى تخلق مايطلق عليه ( الشرعية ) تكون المراة فى هذه الحاله مجرد موطوءه – مركوبه – ممتطيه ، والرجل راكب – واطئ – ممتطى
اما الحالة الثانية فارى انها الحالة المثلى للزواج
واعود الى سؤالك : مارايكفى الجنس خارج مؤسسة الزواج سواء فى الحالة الاولى او الثانية ؟
دراسه قصيرة تمنيت كثيرا ان اكتبها ، وطلب منى الكثير ان اكتب فيها ، ولكنى ترددت فى كتابتها ، لم اتردد خوفا ، فلى من الكتب المنشوره فى مصر والتى سيتم نشرها لاحقا مايتناول العديد من الموضوعات التى من الممكن ان توصلنى الى النيابات والمحاكم وصولا الى السجن ، ولكن كان السبب الاساسى فى التردد هو اننى محسوب على التيار العلمانى فى مصر بل انهم يعتبرونى من قاده هذا الفكر ( ولى الشرف ) والكتابه فى هذا الموضوع سيهلل له السلفيين ليؤكدوا للعامه من بسطاء الناس ان العلمانيه تدعو الى الانحلال والمخدرات والبغاء
ولكن لم يعد هناك مايكفى من العمر لانتظر ، ولم تعد المحاوره والمداوره كفيله بارسال المضمون الى من يهمه الامر
كتبت من قبل : التحرش والقهر، و.... ( امه فى خطر ) تمس موضوع الجنس واهميته ، انظر الرابط
http://www.ahewar.org/debat/s.asp?aid=419041

قلت فيه ( ان لم نعترف بأن الجنس حاجه بيولوجيه هامه جدا فى حياة الانسان ، اذا تخلص منها بالتفريغ فسوف يتحرر العقل ويتاح له الوقت للتفكير والابداع
لقد كنت شابا ، ومن كان فى سنى يعرف هذا جيدا ، كنا نعانى من ضغوط والحاح الرغبة الجنسية .
لقد تجاوب المقدس مع هذه الحالة وكان صادقا مع متطلبات الجماعه فاباح لها اكثر مما تحتاجه ، اباح لهم تعدد الزوحات ووفر لها التكاليف بلغنائم ، علاوة على التسرى بالاماء وملك اليمين وزاد على ذلك بزواج المتعه
وعندما الغى التطور المدنى السبى وبالتالى التسرى بالاماء ، والغى عمر بن الخطاب زواج المتعه حتى ان على بن ابى طالب قال ( لولا ان الغى عمر زواج المتعه مازنى الإ شقى ) لم يبقى الا مؤسسة الزواج متنفسا ، وان كانت هى الاخرى زادت اعبائها الماليه بزيادة التطور المدنى ، فلم يعد يكفى حصير او مرتبه محشية بالليف ولحاف من القطن وكنبه .
يصاحب هذا كله حاله اقتصادية مترديه ، زادت وتفاقمت بعد ثورة 25 يناير بسبب حالة عدم الاستقرار التى صاحبتها ، ليظل الشباب فريسه للكبت والقهر الجنسى ليخرجوا الى الشوارع كالذئاب الجائعه يتحرشون باى فتاه او امراة
تغليظ العقوبه لن يكون رادعا قويا ، فالغريزة الحيوانيه عندما تثور لاتفكر الا فى شئ واحد وهو : الاشباع ، ولنا فى مملكة آل سعود والعقوبات الرادعه هناك التى تصل الى الاعدام والتى لم تمنع الاعتداءات الجنسية خير دليل
اذن ... اذا اعترفنا ان الجنس حاجه بيلوجيه لاغنى للانسان عندنا فستكون لها الاولية فى قائمة حقوق الانسان مثلها مثل الماء والهواء ، ولهذا اباح الغرب بيوت البغاء ، واضطرت تركيا التى يقودها الان حزب اسلامى يطمح فى خلافة المسلمين باباحه بيوت البغاء فى وسط اسطنبول حتى تتمكن من دخول الاتحاد الاوروبى الذى يعتبر ان الجنس حق من حقوق الانسان
فاذا كانت كل الطرق مسدودة امام الشباب للتفريغ الجنسى ، واذا كان الجنس حاحه بولوجيه ، فلم يعد امامنا الا التصريح ببيوت البغاء
يمكننا ان نطبق قاعده لاضرر ولاضرار لنصل الى نتيجه تقول : ان ممارسه الجنس مع المراة التى تبيع الجنس لاى سبب من الاسباب لن يسبب اى ضرر للطرفين
ولكن ماذا لو اشتهيت امراه متزوجه ، او فتاه لها اب وام واخوه أو احدهما ومارست معها الجنس ولو برضاها ـ فانت فى هذه الحاله تعتدى على شرف الاخرين ( على الاقل فى المنظور الشرقى ) فتقع فى ضرر الآخرين
ولكن اذا كان هناك رجل حر القيود ( مُطلق ) وامرأة (مُطلقة ) نشأت بينهم علاقة حب منزههه عن الاغراض وارادوا تتويجها بممارسة الجنس بدون ارتباط اسرى فاعتقد انه لاضير فى ذلك وليذهب ( اللوجس ) الى الجحيم ، وقبل ان يسارع البعض الى الاتهامات اقول : ان اخواننا من رجال الدين السلفى الوهابى فى مملكة آل سعود وجدوا لهذا مخرجا فيما اطلق عليه ( زواج المسيار )
ونعود الى البغاء ... ونتسائل :
لماذا لاتكون بيوت البغاء على اطراف المدن ، وتكون البغايا تحت اشراف طبى ، وتحت حمايه شركة امن خاصة ( حتى لايقول ضباط الشرطة اننا لن نحرس البغايا )
وفى هذه الحالة يمكن الغاء شرطه حماية الاداب والاستعانه بها فى العديد من النشاطات الشرطية التى تحتاجها وزارة الداخليه
تاريخ البغاء فى مصر تاريخ طويل يقال انه بدا منذ العصر الفرعونى ، حيث تؤكد الدراسات أن البغاء كان موجود فيه ، وأكد مؤرخون أن بعض الغرف التي اكتشفت في هرم سقارة عرفت باسم (غرف الإله بس ) والتي كانت مخصصة لممارسة البغاء
وقد تم أول تسجيل للبغايا في مصر في القرن السابع حيث جرى التسجيل في مقر رئيس الشرطة. وقد ابقى محمد علي على ضريبة البغاء بعض الوقت ثم ألغاها عام 1837 ثم بدأ البغاء في الخضوع للتسجيل والتنظيم منذ تطبيق اللائحة التي سميت بتعليمات بيوت الدعارة والتي استمر العمل بها حتى ألغيت عام 1949
لابد ان نعترف ان الجنس حاجه بيولوجيه لاتقل عن الطعام والشراب ولانكتفى بالمواعظ واستلهام الصبر ولنا فى الذئاب البشرية المنتشرة فى مصر خير دليل .
بالامس فقط قرات على صفحة احدى الصديقات فى الفيس بوك تكتب : ( 3 دقائق فقط فى احد شوارع المهندسين انتظر السياره قوبلت فيها بوابل من عبارات التحرش )
اعرف ماسيثيرة هذا المقال من انتقادات ولكن ....
لايمكن ان نضع رؤسنا فى الرمال
والى اللقاء فى مقال آخر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألحرية أهم حق انساني
معلق قديم ( 2017 / 1 / 22 - 12:17 )


التهاء الشرطة بمطاردة بنات الليل مسخرة يجب أن يوضع لها حدّا

كيف يحترم ضابط الآداب نفسه وهو يقضي يومه في التجسس على خصوصيات الناس ومتابعة الساقطات بينما يموت زميله واخوه بنار الارهاب في سيناء؟

نقرأ يوميا في صحافتنا الرخيصة عن بطولات سخيفة من قبيل: القبض على زوجة تمارس الدعارة مع أثرياء عرب أو سقوط نواعم ملكة الليل في كمين أو عملية اقتحام كبرى لشقة مفروشة أو مطلقة تمارس الجنس مع طبيب ثم نجد التفاصيل التي تدل على خطورة هذه الجريمة على أمن وأمان الوطن: تم تحريز دليل الجريمة البشعة: زجاجة بيرة وقرصين فياجرا وواقي ذكري!

لم اعجب كثيرا بما جاء عن مفهوم الشرف في المقال لكنني اتفهم عدم الخوض فيه تجنبا لمزيد من الصدمات للرأي العام المتحجر

معرفتي عن بيوت الدعارة (نظرية) فقط وأتصورها أماكن للقهر الانساني تضطر فيها نساء لممارسات (طابو) يصعب عليهن مهما كن تبريرها وتحليلها لانفسهن بسبب ثقافة ودين خانق يسيطر على العقل الواعي والعقل الباطن ويؤدي إلى احتقار المسكينات لانفسهن...لكن في النهاية علينا القبول بحرية الاختيار ..البديل أبشع وقد يجعلهن تحت رحمة مجرمين أما العلن ففيه بعض حماية


2 - الحل بالقطاعى و الحل بالجملة
ركاش يناه ( 2017 / 1 / 22 - 12:41 )

الحل بالقطاعى و الحل بالجملة
_________________


استاذنا هشام ... التحرش الوبائى ، صعوبة الزواج ، معدلات الجريمة العالية ، و الجرائم الجنسية منها ، التشرد و اطفال الشوارع ، الام العازبة ، و ظواهر اخرى كثيرة ... هى ظواهر مرضية لجسد ( أمة) ماتت و شبعت موت ، و مشاكلها اعمق كثيرا من تلك الظواهر

قتلنا العسكر فى 1952

ألحل ، اسطوانتى المشروخة ، يكمن فى تنزيل تعدادها من 100 مليون الى 15 مليون سلميا و تدريجيا فى 100 عام ، و تنزيل معدلات الفساد من 100 / 100 إلى 20 / 100 ، و فصل الدين عن العمل العام

بعدها ، و بعدها فقط ، يمكننا فهم و تَقَبُل ما جاء فى مقالك الجرئ و الحُر

تحياتى

....


3 - الحرية كلمة محيرة
البابلي ( 2017 / 1 / 22 - 23:56 )
أصعب شئ هو القرار أو الدلو به في هذه الامور الحساسة ،وما تربينا عليه ،كلنا مررنا بهذه الأدوار والمراحل العمرية ،وبقدر حلاوتها وعنفوانها لكن المعاناة وانتظار مايسد الرمق وهو مطلب يومي ولا تعرف وقته وآذانه وإن لم يلبى يتعب يرهق بل قد يؤدي الى مايحمد عقباه ،وهانحن ذا نرى ماهو حاصل كل لحظة من تحرش واغتصاب اجتياح لمدن ودول اساسا الغرض منه الاغتصاب ووصل الامر حتى التلذذ ب إغتصاب الاطفال من بنات واولاد لا فرق الوحش جائع أعمى ، ولكم في ذلك قصص مروعة لماحصل ويحصل في مدن العراق وسورية حيث البنات هناك يختلف عما في الخليج والسعودية وكما نعلم ان أهل اللحى الدواعش قادمون اغلبهم من تلك المنابع ، وكل ذلك مرده الدين والتابوات الاجتماعية الصحراوية في الفصل بين الجنسين منذ الطفولة والخرق السوداء تحرم عيون الشباب النهمة من التمتع على الاقل بمنظر الجمال المتفتح والتعود على رؤية الازهار تتفتح على مقربة منه ،ولهذا زاد النهم والجرائم عن ذي قبل في الشارع العربي حيث كانت الحرية مع النظام العفوي الاجتماعي ،انا عن نفسي ك أب وجد لإحفاد كثر اطالب لإشباع تلك الحاجة والرغبة لكن كيف،ذلك هو السؤال الأصعب

اخر الافلام

.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟


.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد




.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ




.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال