الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا ... الشطرنجي المتميزفي التعبئة والاختراق

زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)

2017 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية




بدأت الولايات المتحدة الامريكية بعد الحادي من سبتمبر ، الارهابي الذي ضرب في العمق الامريكي ، ومنذ تلك اللحظات اخذت الولايات المتحدة بوضع رؤى جديدة في التعامل مع الاحداث العالمية ، وتحويل ملفات كثيرة وخاصة مسألة ابعاد الارهاب عنها بسبل وطرق جديدة في معالجة تلك المعضّلات ، وبدأت معاهد البحث في دراسة هذه الظواهر الخطيرة وانتشارها في العالم ، وكيفية ابعادها عن مؤسساتها ومواقع مصالحها في العالم اجمع ، والمعادلة هنا هو كيفية تحويل التحرك الارهابي من امريكا ودول اوربا الى الشرق الاوسط ، ولاسيما الدول العربية ، وخاصة ان القوى الارهابية في العالم لم تكن موحدة بل هنالك تعددية ارهابية ، لكن السنوات الاخيرة ظهر تنظيم مايسمى بالدولة الاسلامية ، تنظيم ارهابي حديث ومن الطراز الاول في مجال القتل والدمار دون ضوابط ودون مرجعية دينية ، وكان هذا التنظيم غريب على جسد الدين الاسلامي واراد تثبيت موقعه ورفض جميع التيارات الارهابيه الاخرى وفرض عليها المبايعه والتبعية لها بدون اية شروط ، وقد حلل خبراء السياسة في العالم انها اجندات متحولة ، بحيث لها اهداف غير مكشوفه وقد استفادت منه الكثير من دول معنية في تحركها في الشرق الاوسط والعالم ، اصبح هذا التنظيم الارهابي كابوس على اكثر دول ومجتمعات وافراد ، وله خاصية غريبة وبعيدة عن كل القيم الاجتماعية والانسانية ، ويعتقد الخبراء والمحللين أن اسلوب كسب مثل هذه التنظيمات ودعمها من وراء الستار يجعل تحقيق مكاسب اقتصادية وآمنية وفضلا" عن ذلك الضغط على بعض الدول التي تقف موقف سلبي تجاه الدول الكبرى ، او لا تنصاع لسياساتها ، لأن اليوم وفي هذا العصر الحديث لايمكن من اختراق بعض الدول والمجتمعات الا بطريقة تمويل وتحريك قوى بهذا الشكل ، وخاصة ان الارهاب يجعل الكثير من الاهداف تتحقق على الارض ولها توابع كثيرة في تغيير سمات واشكال تلك المجتمعات ، والتحليل الواقعي ان الارهاب ابتعد عن الواقع الامريكي بعد الحادي من سبتمبر وانتقل الى منطقة الشرق الاوسط ، رغم ان انطلاقته منها ، لكن المحنة التي جعلت اكثر الدول العربية ان تصاب بمرض الصراع الداعشي ، هو تغير مساره من التوجهات الخارجية الى الداخل ، واصبح التنظيم الارهابي منفذ لسياسات بعض الحكومات التي قامت بدعمه وتوجيهه نحو اهداف خصصت ضمن برنامج معد ، يخدم مصالح بعض الدول ، وامريكا هي الدول التي تعاملت مع واقع الارهاب في العالم بذكاء وحكمه ونجحت في تحجيمه وابعاده بطرقها الخاصة ، لأنها الدولة الوحيدة في العالم عرفت كيف تقوم بتحريك الشطرنج لصالحها كلاعب قوي ، وبالتنسيق مع دول اقليمية اخرى ، انها الحكمة الحديثة في القاموس السياسي الحديث ، وان داعش الارهابي اصبح المعادلة السليمه لبعض القوى المحلية والعالمية ، من اجل مصالح اقتصادية وآمنية وآجتماعية ، ضمن مخططات وضعت في غرف مظلمة ماوراء الكواليس ، واصبحت المعادلة الارهابية لغز لايمكن للمحللين من كشف هذه اللغز وقراءة تلك المعادلات ، لأن تلك القوى التي تعمل في السر ، جعلت هذه القوى المجرمة تضاف على كاهل البشرية ، ويبقى المحلل يحلل دون ان يصل الى تلك النتائج الصحيحة والمنطقية . لكن المعادلة الداعشية هي ضرب المصالح لبعض القوى التي تقف ضد امريكا ومصالحها في العالم ، وثانيا" ابتزاز واردات النفط في العالم ، سرقتها وتخفيض اسعارها ، وثالثا الضغط على القوى التي تعتبر نفسها مصنفه على الثورية والتي تواجه الغرب وتقوم بمحاربتها ، ورابعا" فرض عملية ديموغرافية جديدة في تقسيم بعض المناطق ، وتوحيد بعض المناطق وخامسا" اصبح داعش اداة كراهية مما جعل الدين الاسلامي مكروه من قبل الجميع لأنه مثل الاسلام وصوره بصورة مسخ من خلال افعاله التي لاتمس للدين الحنيف ، مما اثر على وعي الجمعي في ذلك الاكراه .مع فسح المجال للحاكم الجديد او الشرطي الجديد على دول العالم ، وعدم خروجها عن سياسات ومصالح امريكا في جميع انحاء العالم . وهذا ما توصلت اليه اكثر الدول العربية والاوسطية ولاسيما الازمة الاقتصادية الغانقة ، والتي كانت من نتائجها واسبابها هي الارهاب وداعش ، الذي قلب موازين القوى ، وخفض اسعار النفط وسرقته وقام بأخراجه ونقله عبر الحدود ، واعتبر ذلك حق مشروع في امتلاكه ، وحتى هنالك بعض الحكام دعموه في ماقام به من افعال مشينه ، وحتى على القضاء عليه ، اشار بعض المحللين الامريكيين ، ان صعوبة القضاء على هذا التنظيم الارهابي خلال السنوات المقبلة ، ولايمكن القضاء عليه نهائيا" ?، وهل من المعقول ذلك ، دول كبيرة ودول عظمى ، قضت على اكبر قائد ارهابي في العالم وهو ابن لادن ، بين ليلة وضحاها ، وهل يصعب عليها القضاء على تنظيم لايصل الى ابسط السياسات نسبة الى تنظيم القاعدة الذي يتواجد في كل دول العالم وقام بأقوى العمليات واخرها الحادي عشر من سبتمبر ، لكنه خسر الرهان امام الدول العظمى ، او ان نهاية العمل الذي كان موكل اليه قد انتهى ... وهكذا حال هذه التنظيمات الموكله بمهام والتي اخترقت ضمن لاعب شطرنجي متميز ، اجاد التعبئة والاختراق ، وتبقى الشعوب المظلومة هي التي تضررت من جراء تلك الاحداث منذ ظهور داعش الارهابي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا