الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقمة في بطن جائع .. خير من بناء جامع-

حميد طولست

2017 / 1 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقمة في بطن جائع .. خير من بناء جامع"
من الظواهر التي أثارت انتباهي والكثير من السائقين ، وأنا عائد من شاطئ المهدية إلى الرباط عبر الشارع الرئيسي لمدينة سلا الذي تمت توسعته وتزينه مؤخرا - ظاهرة وقوف عدد من الأشخاص عند ملتقى الطرق المحاد لـ "كارفور" يحملون على صدورهم ملصقات لتصاميم مسجد ، ويدعون عبر مكبرات الصوت إلى التبرع لبناء مسجد في أحد أحياء سلا الغاصة بالمساجد ، وهذا لا يعني أني ضد بناء بيوت الله ، كما يمكن أن يتبادر إلى بعض الذين يتعاملون مع بناء المساجد بحساسية شديدة ، على اعتبار أنه لا أجر يساوي المساهمة في بنائها ، ما يجعل المحسنين وجمعياتهم ، يحجمون عن التطوع في بناء مدرسة أو مستوصف أو دار للأيتام ، والتي تعرف فيها سلا وباقي المدن المغربية خصاصا مهولا ، مع أن بناءها أو التبرع لبنائها ، هو أيضا عبادة تقرب إلى الله تعالى كبناء المساجد تماما وربما أكثر منها ، لأثرها الخطير على حياة الناس ، وما لها من صدا طيب على المرضى واليتامى والثكالى والفقراء والمساكين ، بينما تشيد المساجد للعبادة ، وإقامة الصلاة التي تبقى في مجتمعاتنا مجرد ركوع وسجود البعيدة عن الصلاة الصادقة التي هي عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ، ومن هدمها فقد هدم الدين - والتي لو هي تجسدت في سلوك المصلين ورقة قلوبهم وإنسانيتهم ، لكان للمساجد تأثيرا على المجتمع ، ولما وجد بالمجتمع جائع يتضور أو يموت جوعا ، الأمر الذي أكده الحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، وكالصائم الذي لا يفطر، وكالقائم الذي لا يفتر" ، ونفس الأمر الذي ذكره الإمام عبد القادر الجيلاني* في قوله : "لقمةٌ في بطن جائع خير من بناء ألف جامع، وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع، وخير ممن قام لله بين ساجد وراكع، وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع، وخير ممن صام الدهر والحر واقع، فيا بشرى لمن أطعم الجائع" ، نخلص مما سبق أنه من الوقاحة تجاهل برد وجوع الفقراء ، والقيام ببناء مسجد ضخم ليشكوا فيه الفقراء والجوعى فيه لربهم بردهم وجوعهم !! لذلك يبقى بناء الإنسان وإطعام الجياع وستر العراة ، خير ألف مرة من بناء الجوامع ..
ــــــــــــ هوامش:عبد القادر الجيلي أو الجيلاني أو الكيلاني (470 هـ - 561 هـ)، هو أبو محمد عبد القادر بن موسى بن عبد الله، يعرف ويلقب في التراث المغاربي بالشيخ بوعلام الجيلاني، وبالمشرق عبد القادر الجيلاني، ويعرف أيضا ب"سلطان الأولياء"، وهو إمام صوفي وفقيه حنبلي، لقبه أتباعه بـ"باز الله الأشهب" و"تاج العارفين" و"محيي الدين" و"قطب بغداد". وإليه تنتسب الطريقة القادرية الصوفية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س