الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل المعارض العربي ..!

ميشيل زهرة

2017 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



من سخف العقل المعارض ، و من عجزه التطوري ، أن يحارب نظاما ، دون أن يعلن حربه على المنظومة التي أنتجت النظام ذاته . لأن العقل المعارض ، عندما يحافظ على المنظومة ، و يقدّسها ، و يذبح قرابينه ، على مذبحها .. إنما يُكرّس الناتج الفكري ، و الروحي ، للمنظومة ذاتها ، متمثلا بنظام سياسي ..! النظام الذي يحاربه ، ذلك المعارض ، إنما يحاربه لكي ينسخه ، أو يكونه . كما فعلت الأنظمة العربية الانقلابية ، بانقلابها على الأنظمة الاقطاعية التي كانت . فتحولت الأنظمة الانقلابية ( العسكرية ) إلى إقطاعيين جدد. بذلك يُجسد ، المعارض ، العُته في إدارة وعيه الشخصي ، و إدارة من يكون في طليعتهم . فيقودهم إلى الهلاك ..أو الضياع على أقل تقدير . فما بالك لو أن هذا العقل المعارض المصعوق بمنظومته الروحية ( المقدسة ) ، قد ربط أزمة شعوب منطقة ، برمتها ، بشخص أو أشخاص ..؟؟ ناسيا ، أو جاهلا : إن رأس الهرم لا يمثل النظام بكامله في أعظم دول العالم . إن من يشكل جسد النظام في أي دولة من الدول ، هو الاقتصادي ، الذي ينتج السياسي . و الكل مطبوخ في المرجل الروحي ( الديني ) للمنظومة المنتجة للجميع ، في المنطقة العربية الإسلامية تحديدا . ( وما القوى الأمنية ، في كل نظام ، إلا حرّاس ، و حماة النظام القائم ، ومنظومته ، و ليست النظام بحد ذاته . ) لهذا السبب ، لم يتجرأ السياسي ( العسكري ) الانقلابي على الوضع القائم أن يتحرك في المجال الاجتماعي ، و تطويره في مصلحة تنوير الشعوب ، لخوفه من خسارة الأمير الديني الذي يترصّده ، مراقبا إياه ، ومحذرا من مغبّة الاقتراب من وعي المجتمع ( الحاضنة ) ، الذي يريد له الأمير الديني أن يبقى على تمسكه بالغيب ، بعيدا عن إعمال العقل ، في قضاياه الكبرى ، كتحرره من القهر ، و الجهل ، و الخوف من السلطة القائمة المتعاونة ، سرا ، مع الأمير الديني ، على نسف العقل ، أو كبح تحركه الواعي نحو المعرفة . و ما هذا إلا لضعف السياسي العربي ، و لعدم قدرته على قيادة شعبه بمعزل عن الديني الذي يساعده في الملمات : ( الانتفاضات الشعبية المتنورة ) . فهل سيكون السياسي القادم ، ما بعد هذه الدماء ، متحررا من الأمير الديني ، لكي يقود شعبه نحو الحرية ، و العدالة التي طالما حلمت بها شعوب المنطقة المنكوبة ، بامرائها الدينيين ، و السياسيين ..؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في


.. التوتر يطال عددا من الجامعات الأمريكية على خلفية التضامن مع




.. لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريبات للبحرية


.. اليوم 200 من حرب غزة.. حصيلة القتلى ترتفع وقصف يطال مناطق مت




.. سوناك يعتزم تقديم أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا| #الظهي