الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد الخالد البطل سعيد صبيح رشم المناحي

سعدي جبار مكلف

2017 / 1 / 26
الادب والفن


الحلقة 87 من قصر النهاية
الشهيد ابن العم سعيد صبيح رشم المناحي
خرساءالقصائد جميعها ، بكماء ناصية الحروف ، حزينة ناصية الشعر ، جافة بحور القوافي وضاع الكلام وساد الصمت ، صمت رهيب لم اعهده من قبل ، لاسيل في سواقي اللغة ، لا مطر يقي حروفي ليحط رحال حزني وألمي ومصابي بك يا ابو سلوان
رحنه للغموگة اليوم متعنيين مشاية
نزف مهرة حمد
بارود لحديثات الولاية
تراچيهه فشگ عتبات
برنو والسوالف طيب
تنبع وي زلال الماي
شليل أبيرغ الراية
شحلوماية
شحلو ماي الصحين وفالة الصياد
لو هبت رياح الموت نعاية
مشاحيف وجناجل عيد
وهلال العمر تفصال
لكلبدون وزري الصاية
ياحيف العمر سبعين
تعب ويريد مشاية
مترادي الوكت ما حسبت غدار
اثاري وجهه امرايه ..
سعدي جبار مكلف
رثاء اصدقاء الطفولة الابطال والصبا والشباب صعب جدا ، خاصة الشهداء منهم ، شهداء منطقة الجمهورية ، تلك المحلة الفقيرة المزدحمة التي لا تعرف الهدوء والسكينة ذات الحركة الدائمة .. وجدت دموعي تنهمر دون ان اشعر وانا اكتب عن الشهيد حبيبي واخي وصديقي صبري شامخ ، الشهيد فالح الطائي ، الشهيد عبد الحسن الشذر ، الشهيد مهدي طه ، وغيرهم كثيرون ، ابناء محلة واحدة وشارع واحد ومنطقة واحدة جمعتنا مدرسة العزة الابتدائية وعلمتنا متوسطة الجمهورية معنى النضال ، كانت سنوات صعبة جدا وقاسية ونحن نخوض صراع دائم مع السلطة الفاشيستية.. كان الشهيد سعيد صبيح رشم واسمه في الطفولة يحيى صديق طفولتي والشباب والكبر وابن عمي الحبيب الغالي ، كان امله كبير وواسع في اتقاد شموع الطبقة الكادحة ، يتكلم معك وبصمت احيانا يغرق في احلام يعتبرها واقعا ملموسا نصحوه اهلهه واصدقاءه وزوجته واولاده واخوانه ولكنه عنيد من نوع خاص لا يؤمن انه سياتي یوم ینتهی فيه نظام العمال وقد بقيت منهم قلة قليلة تتخبط بين الارهاق والياس بين فوضى البضائع القديمة البالية التي لا تلائم العصر ونثار الادوات القديمة الرخيصة وهكذا انه يعتبر نفسه عليه ديون للناس ولم يأتي اليوم الذي يعجز فيه عن السداد ولم يسلم نفسه لدائنون جدد ينهشوا لحمه حيا ، كثير ماكان يقول لقد استهلك لحمي في الطريق فلن تجد السلطة ما ياكلون عاش حياته وكما اريد له ان يعيش رسم قدره بصمته المعهود بقدر ما سمح له زمنه البخيل ، لقد كان نافعا الى محبيه واصدقائه ، اوفاهم حقهم وتوجها بالشهادة والثوب الابيض الناصع ،لقد كان سعيد ومات سعيد وسيبقى سعيد ، ان البحر قد ابتلع معظم الملاحين والبحارة فما زال هناك نفر قليل يصارع الموج رغم الظلام والضباب والعواصف ، مازال هناك شراع يلوح في الافق حتى ولو كان بعيد ، ربما هذا الشراع للحالمين فقط ، هكذا كان سعيد ونحن نناديه في الطفولة يحيى لم اعلم حتى الان لماذا له اكثر من اسم ، ، لقد سكن شارع واحد يحق ان نسميه شارع الشهداء فلم يخلو بيت الا وكان شهيد منه كما ذكرت اسمائهم ، شارع واحد مدرسة واحدة طریق واحد وموت واحد الشئ الاكثر اهمية انهم بلا قبور لقد بخل عليهم العراق بحفنة تراب رمزا لهم ، لذكراهم ، للرجولة وللبطولة .
ولد الشهيد سعيد صبيح المناحي في محافظة البصرة محلة الرباط التي يحيطها شط الرباط الصغير ، المدينة المكتضه بالاكواخ والبيوت المتزاحمة والمتلازقة و الشوارع الضيقة في صيف عام 1946 وكان والده من سلالة عائلة غنية ومن اعيان محافظة العمارة وبالذات قضاء قلعة صالح كانت عائلة اجداد الشهيد ميسورة الحال ومن كبار اغنياء القضاء ، انتقل والد سعيد الى البصرة ونشأ سعيد في بيئة فقيرة عمالية وكان هادئ صامت ترتسم علامات الحزن العميق على محياه منذ الطفولة قليل الكلام دخل المدرسة الابتدائية في البصرة وكانت مدرسته تضم جميع اطفال الحي انها مدرسة المربد الابتدائية للبنين والى الان موجودة وفي نفس البناية والموقع وعند الصف الرابع الابتدائي انتقلوا الى محلة الفيصلية التي اسسها الملك فيصل وسميت باسمه ووزعها على الناس من ذوي الدخل المحدود وسكنوا بالقرب من بيوت كثيير من الشهداء وقد سبق ان ذكرت اسمائهم وعند البدء درس في مدرسة الفيصلية الابتدائية التي استبدل اسمها الى مدرسة العزة وعندما اكمل الابتدائية انتقلت العائلة الى كركوك في سنة 1957وامتهن حرفة الصياغة وأبدع فيها وأكمل دراسته المتوسطة في المدارس المسائية وعند قيام ثورة تموز في عام1958كان يقوم ببيع جريدة طريق الشعب في اوقات العطل والاحتفالات انتقل الى بغداد سنة 1972 وانضم الى صفوف الحزب مع عمال شارع النهر وأصبحت ورشة عمله بمثابة مقر للعناصر الوطنية والتقدمية وكانت ورشة عملة تضم الشهيد عبد المنعم فزع والشهيد مصطفى شنيشل تزوج عام1977 وله ولد واحد وبنتان ، اعتقل عام 1981 مع الشهيد عبد المنعم فزع في احدى مقاهي بغداد قرب الاذاعة بوشاية احد الاشخاص واعدم عام 1983 بتمة الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي مع الشهيد عبد المنعم وقد تم اعدام الشهيد مصطفى شنيشل بعد عودته من خارج العراق واستدراجه للرجوع الى بغداد ، المجد كل المجد لك ايها الخالد والخزي والعار للفاشيست اعداء الشعوب ،
الى اللقاء مع شهيد اخر من ضحايا قصر النهاية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه