الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شارع القبط23

مارينا سوريال

2017 / 1 / 26
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


كانت تراها بنتا ،مرت تسعة اشهر وهى ترقد على ظهرها فى فراشها لم تشعر بالحاجة الى ان تغادر ،كان ويصا اكبر اخوته لذا كان الكل ينتظر منها الحفيد الاول وهى ايضا ،وعندها اتتها بنتا ،لم تعرف ماهو شعورها كانت خائفة وفرحة ،قطعة صغيرة حمراء من اللحم ،تنام فى هدوء دون ان تصدر صوتا بعد ،تتدثر جوارها بغطائها الصغير .كانت دميانة هى من تبتسم لها من الوجوه التى صمتت فى وجوم وكان ميتا قد مات .اغمضت عيناها وراحت فى سبات .
مرت اياما وهى تريد فقط النوم كانت تصغى للضغيرة فى فترات يقظتها ثم تعود جوارها الى النوم ،لم تشعر بخطوات ويصا التى اقتربت منهما تراقبهما .وهة يحمل الصغيرة ويده ترتجف يطالع وجهها جيدا ليحفظ قسماته لايدرى اعليه الفرح ام الحزن لانها فحسب صبية لن تحمل اسم عائلته ولا لقبه وستكون زوجة لاخر.تمتمت الام لا باس ان تصير اول حفيدة فتاة زوجتك صغيرة وستنجب المزيد من الغلمان سيشبهونك وابيك وجدك لاتلق لا يزال هناك وقت .كانت تسمعها احيانا تردد انها كبيرة فى السن ولولا ابيها واخيها ما سمحت لك بالزواج منها ولكنه قدرك ياولدى فاصبر سيكافئك الرب على الصبر.
ايزيس نطقتها ببطء تلك الام القديمة التى رأت صورتها فى كتب والدها وهى تسرق قراءتها ليلا ولم تنسها يوما ولم تكن ايريس فهى لم تراها فيها قط ولكنها ستكون ساكنة داخل ايزيس الجميلة النائمة الى جوارها ابتسمت عندما علمت انه تم تسجيلها بهذا الاسم وكاتب الاسماء لم يخطىء فى التهجئة كما فعل مع اختها ايريس.
كان الكل غاضبا من رئاسة نوبار باشا الثانية للحكومة ولم يحبها احدا من اهل المحروسة واعتادت ان ترى الصحف التى حصلت على امتيازات من الانجليز تقوم بمهاجمته .تريد ان تحدد موقفها من كل هذا ولكن عقلها كاد ان يتوقف .لم يكن ويصا يجلس معها مثلما كان يفعل ناثان تسألت لما اخيها شعر انه يمكنه محادثتها بينما زوجها فلا يعود من مكتبة سوى فى المساء لم يكن احدا يقدر وظيفة المحامى لكنه كان يبرم عقود تجارته ويشرف عليها مع ابيه ،نل فرصته فى المحاكم المختلطة لكنه ايضا لم يستطتع ان يكمل فيها فرحل عنها .
اول مرة قرأت عن كتاب يدعى تحرير المراة لصاحبه قاسم امين كانت فى الجرائد وهى تسب رجلا يوافق على ان تخرج المراة من باب بيتها كاشفة وجهها وان لها حق كونها ايضا انسان ..ابتسمت لو كان مسيو هانت هنا لابتسم له .تذكر عندما حدثها منذ زمن طويل مضى عن الثورة الفرنسية وان المراة الفرنسية خرجت الى الشوارع وحتى الباستيل كانت لاتزال رائحة الثورة فى انفه وبلاده تعج بها لكنه كان سعيدا وفى اخر زياراته خائفا قال انه حضر الكثير والكثير من الدماء ولاحظ اجزاء ولم يكمل فتخيلت الصغيرة عما يتحدث ونظرت لكفها فى خوف طاردتها بعض الكوابيس ليلا فكانت تنادى على دميانة التى تدخل الى فراشها الى جوارها وتهدهدها وتحكى لها الحكايات القديمة حتى تهدأ وتنام دون خوف .بعد شهور نسيت والان بعد ان كبرت صغيرتها ايزيس عادت للتذكر .كلما كبرنا نتذكر الماضى اكثر لما ظ
تعلمت ان تخفى دفترها فى احكام لم يعد دفتر واحد بل لها الان عشرات منه تجيد اخفائه جيدا،مثلما تنأت هى لنفسها ان تنجب مرة واحدة قد حدث .كانت تتذكر ايام حولها والحب الذى راته فى عين ويصا زوجها كطيف .ضيفا الان و فى منزله له غرفته ومكتبه الذى يسهر فيه طوال الليل ولاتساله او حتى تفكر فى اقتحام الغرفة عليه لتعرف ماذا يفعل ؟
ربما لديه مثلها جميع اعداد صحيفة ابو نظارة التى اصدرها يعقوب صنوع ومنعت السلطات الانجليزية دخولها الى مصر لما فيها انتقادات للحكومة والسلطات الانجليزية على نحو جرىء .كانت تشعر بالنصر كلما استطاعت الحصول على نسختها الجديدة وانتظار الوقت الملائم لتقرأها فى نهم .لاتزال تتمنى رؤية فرنسا مرة واحدة بعد .تذكر وعد ويصا بزيارتها ذلك الوعد الذى لم ينفذ قط وتعرف انه لن يحققها لها ابدا .كانت كل مرة ترى اسما جديدا لابونظارة تحايلا من صنوع تحت تدخل البلاد تحت نظر السلطات دون ان يفكروا فى تصفحها فكان لها ثنى عشر اسما .كانت تضحك فى سرور كلما رات لها اسما جديدا بعد .
كما استطاعت الحصول على العروة الوثقى التى اصدرها جمال الدين الافغانى ومحمد عبده من باريس والتى كانت ضد الاحتلال ولكنها كانت تحث الدول العثامنية على العودة للوقوف امام المحتل واسترداد مصر من جديد من تحت يدها وهو ما لم تريده ان يحدث .لم يهنأ الاقباط فى عهد العثمانين وابناء محمد على ليسوا مثله كانت تفكر بصوت مرتفع وهى تراقب ابنتها تروى الازهار فى الحديقة .ولكن تلك الاصدارت اكتشفها ويصا .لم يكن يعرف لما تحرص هى على قراءه كل تلك الصحف هل ستفهم كل ما فيها ليست امراة واحدة من عائلته فعلتها من قبل .كان يصرخ بها مطالبة ان تلتزم الطاعة لا يريد لتلك الجرائد ان تدخل بيته لا يريد ان يعرض امن عائلته مع الانجليز لان زوجته بلهاء تحب قراءه كل شىء لا تفهم فيه .كانت تكتفى بالنظر اعتاد ان تراه يصرخ فتراه صغيرا جدا كما كانت ترى امها بعد ان تحولت لقزم صغير .لكنها استطاعت ان تجد حيلة جديد ة لتدخل اعداد صنوع الجديدة ولم تتوقع عن صنع هذا طوال حياتها .
كانت هناك اخرى قيل لها انها فتاة شابة من عائلة فى الثغر كان يتردد عليهم ،لم يحدث طلاق فى عائلة هيدرا من قبل وهاقد حدث الان ،رحلت ومعها ايزيس الى بيتها الواسع الذى رحلته منه ان تطلب .كانت تسمع غضب اخيها الاكبر لكنها فقدت الخوف تلك المرة ولاتدرى سببا لذلك يفترض بها ان تفعل بعد ان صارت مطلقة بلا زوج ومع وحيدتها التى ستحيا من دون اب لقد تركها ترحل مع الصغيرة دون ان يعترض،لكن الصغيرة كانت تبكى فقط لاجل حديقتها وعندما اخبرتها ان هناك حديقة اخرى فى بيتها اطمئنت ،لم تلاحظ انها تتحول لصبيه لان عيناها استمرت تراها صغيرة ربما هكذا ايضا كانت تراها الام الضخمة قزمة امامها وكانت الصغيرة تخاف ،لكن ايزيس لاتخاف ،كانت هدية تشعر بالتحدى امامها وهى تامرها الا تفعل هذا او ذلك لانها فتاة !!
كانت فى المساء تتألم لاتعرف هل ما تصنعه خوف على الصغيرة ام انها تتحول الى الام الضخمة بتلك السرعة ؟
لم يعد ناثان مثلما كان فى الماضى لم يعد يتحدث او يتناقش اصبح يحب رائحة النبيذ اكثر من اى شىء ،ينام طيلة اليوم ويكون فى كل مكان طوال الليل ،وعندما يعود الصباح يعود للنوم مثل طائرا ليليلا حزين لم يفق ابدا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحامية انتصار السعيد


.. في يومه الثاني ملتقى العنف الرقمي يناقش الوقاية والاستجاب




.. اليمنيات بين التحديات والإنجازات المسيرة مستمرة


.. الحروب والكوارث الطبيعية تُعرض الأطفال للإصابة بالاكتئاب




.. الشهباء تكتسي ثوبها الأخضر بقدوم فصل الربيع