الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمم المتحدة تصل الى نهايتها

خالد الصلعي

2017 / 1 / 26
السياسة والعلاقات الدولية


الأمم المتحدة تصل الى نهايتها
************************
بالنسبة للكثيرين أصبحت منظمة الأمم المتحدة صورة لا تعكس الا قرارات وارادة الدول المانحة ، وهي بذلك ارتدت الى مجرد منظمة ريعية توجهها الدول الأكثر نفوذا وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأخرى كالممكلة السعودية والكيان الصهيوني . وبذلك تنحرف عن روح ميثاقها ، وهو الميثاق الذي وضعته في الأساس الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية .
ورغم ذلك فقد حاولت هذه المنظمة ان تلعب ادوارا دولية تحت ضوء قوانين كونية وانسانية يصعب في الحقيقة ترجمتها على أرض الواقع ، بل ان بعض مواقف أمنائها جرت عليهم سخط بعض الدول القوية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ولم يتم تجديد ولايتهم للمرة الثانية كما جرى العرف . وهي تتقنع وراء أقنعة حقوق الانسان وتقديم المساعدات الانسانية ، واغاثة المنكوبين في الحروب او الحد من تدفق الأسلحة ومساعدة اللاجئين ، وغيرها من المهام الانسانية النبيلة. لكن واقع الأمريكذب ذلك ، فهذه العناوين البراقة هي واجهة لممارسة كل الفضائح والكوارث باسم هذه المنظمة . خاصة اذا تعلق الأمر بحقوق الفلسطينيين الذين تعطلت مجموعة من القرارات التي أقرها أعضاؤها وخرجت من صلب الهيأة الدولية تدين الكيان الصهيوني ، أو ما حدث مؤخرا عندما تراجع الأمين العام للأمم المتحدة عن ادانة المملكة السعودية بارتكابها جرائم حرب في حق المدنيين اليمنيين ، بعدما تم تهديده بسحب معونات ومساعدات المملكة للأمم المتحدة ، فتم في سابقة لا اخلاقية التراجع عن الادانة ، والاكتفاء بمجرد التلميح الشخصي تحمله الأمين العام السابق بان كي مون .
ونحن اليوم امام فضيحة انسانية كبرى ، حيث نجحت بعض الدول العربية مدعومة من عدوها المفترض الكيان الاسرائيلي في منع تداول تقرير اعده مجموعة من الباحثين والمستشارين لفائدة احدى وكالاتها -الأسكوا - لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا - بخصوص واقع العالم العربي ومستقبله . وكان هذا الواقع لا يحتاج الا لختم هياة اممية ليصدقه من يكتوي يلظاه ووحشيته وظلمه .
واذا كان الفصل الثالث من مقاصد الهيأة ومبادئها يدعو الى "تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً والتشجيع على ذلك إطلاقاً بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال والنساء." ، فان مثل هذه القرارات تعري زف الادعاءات ومدى ارتهان المنظمة لأمزجة ونفوذ اعضائها . فعوض بسط الحقائق والاعتراف بها كمنهجة لتجاوزها ومعالجتها المعالجة الصحيحة فهي تخبئ رأسها في الرمل ، وكأن العالم لا يشهد ما يجري في الوطن العربي من مظالم وانتهاكات .
خاصة في ظل التحولات التقنية الراهنة . واذا كانت الأمانة العامة هي التي طلبت وقف اصدار التقرير فان هذه الأمانة تكون قد سجلت في بداية اشتغالها بعد تنصيبها قبل شهر تقريبا بداية متعثرة ومخزية ، وهي تجسد بذلك منطقا استمراريا لنفس ما ختمت به الأمانة العامة المنتهية ولايتها . وبذلك تؤكد ان دور الأمم المتحدة لم يعد هو خدمة الأهداف الانسانية بقدر ما أصبحت تهتم بتغييبها واقبارها . وهو ما يقود الى الوجه الآخر الذي لا يقود الا الى ترسيخ الظلم وتعزيز الشطط في الدول العربية ، ومماهاة التغول الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وحقوقه .
اذن فالأمم المتحدة هي مجرد كيان هش لا معنى له ولا وظيفة ، انه لا يستطيع أن يحقق الأهداف التي نشأ من اجل ترسيخها ودعمها ، وهو مجرد وكالة بيد الدول القوية . مما يعني أن انتهاكات دول اخرى ستجد منطقها ومبررها انطلاقا من هذه الارتدادات التي سجلتها الأمم المتحدة في مسيرتها الفاشل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا