الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزمن الجميل ، أو - Royal leve

حميد طولست

2017 / 1 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الزمن الجميل ، أو " Royal level
لا أدري لماذا يصر جل المتقدمين في العمر ، على اختلاف أفكارهم ومواقفهم ورؤاهم ، على تسمية ما مضى من أزمانهم بـ "الزمن الجميل" ؟ ولماذا لا يرون في الزمن الحاضر سوى كونه سلسلة طويلة من الآلام والأوجاع والمتاعب الناتجة عن تلوّن الناس وتصارعهم وخداع بعضهم البعض من أجل أشياء لا لزوم ولا قيمة لها ؟ ولماذا يردد أكثريتهم، وفي شبه اتفاق عام ، مقولات متطابقة أمثال : "زمان واشمن زمان ، زمان العجايب ، ما بقيتي تعرف شكون المزيان وشكون الخايب ، ما بقات نيه ، ما بقات بركة وكثرو المصايب ، الله يخرجنا من دار العيب بلا عيب يا لحبايب" ، والمقولة : "الوقت صعاب ، والدنيا خيابت ، والقلوب طابت ، والنفوس الحارة ذابت ، وما بقا معامن تحكي ، ولا علامن تشكي همك ، ولا معامن تتعاون ؛
فهل فعلا كانت أزمانهم تلك أجمل من هذا الزمان ؟ أم هو مجرد حنين ونوستالجيا لما يتخيلون أنه زمن كان الأقدر على صنع الفرح من أبسط الأشياء ، وإشاعة البهجة بأقل كلفة ؟؟ وهل يستحق زمانهم ذاك تلك التسمية والتي تكنى بـ "المرحلة الملكية في الحياةRoyal level ؟ أم هي سنة الحياة وطبيعة الأجيال ، التي يأخذ الشوق كل جيل منها إلي ماضيه ، رغم عدم اختلافه عن حاضره ، لأنه في واقعه كباقي الأيام ، لا يدوم معه فرح ، وقد يكون فرح يوم منه مقدمة لحزن غد تتحول معه الحياة إلى لحظات مسكونة بالهم والغم والضيق والكدر ، ما يناقض نظرية جمال الزمان الماضي ، ويخالف ذلك التصور الخاطئ ، والذي يشد حنينه جل المتقدمين في العمر ، إلى كل مراحله ، من طفولة وصبا وأهل وحي وحومة ، ويتلبسهم بإحساس أنه كان أجمل لحظات حياتهم ، التي لم يكن فيها بين كل الغادين والرائحين من ناس زمانهم ، بمتنوع أفكارهم وتعداد أيديولوجياتهم ومختلف مواقفهم ، من يقلق مضاجعهم ، أو يقلب مواجعهم ، لأنهم كانوا –حسب أصحاب النظرية - كلهم أصحاب ذوق رفيع ومزاج رائق ، متسامحون رغم الكد والتعب ، لا يمنعون الماعون الذي يشركون فيه الجار القريب والبعيد وحتى الغرباء الذين يُستقبلونَ بالأحضان والوجوه البشوشة ، التي تشع بالمحبة وبالأدعية التي تنسج منها صلوات وترانيم آمال ، تكرس بينهم جِبِلة التسامح ، وتخفف عنهم مشاق الحياة ، وتجنبهم الاكتئاب و الاضطراب النفسي ، وتلطف احتقان اليومي والمعتاد الذي يعيشونه خلال سعيهم وراء عيشهم بصبر وهمة ، دون أن يسألوا عونا أو عطاء من غير الله .
ربما من حق الذين نشؤوا في تلك الأزمان المدنية الوسطية التي لا غلواء فيها ولا تطرف ، أن يسموها بتلك التسمية لخصائصه ولمناخاته وأجوائه التي كانت مشبعة بروح ثقافة البساطة والمحبة والتفاهم والتسامح والتعايش المشترك ، الذي طبع حياتهم اليومية الماضية بالطابع المدني القادر على تذويب العصبية والتعصب ، والكفيل بالتحفيز على الانتشاء بكل ما هو مبهج في الحياة ، والذي ما كان يتيسر في ثمن الأشياء المادية ، وإنما في قيمتها الروحية .
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق


.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون




.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية