الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية - ج 2

وليد يوسف عطو

2017 / 1 / 27
السياسة والعلاقات الدولية


العلاقة بين عبد الناصر

الحاقا بالجزء الاول من مقالنا والمنشور على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=545947
كتبت الدكتورة عصمت السعيد في كتابها (نوري السعيد رجل الدولة والانسان )تقول فيه ..كان الضباط الاحرار الذين تقلدوا الحكم في مصر عام 1952يتسمون بالتناقض في سياساتهم وافكارهم .كان خير من يحسن السيطرة عليهم هو العقيد جمال عبد الناصر ,الذي استطاع القضاء على منافسيه ,والذي سيقلده لاحقا صدام حسين ,بحسب قراءتي .

لقد كانت هناك شبكة تدير الاتصالات بين مركز الضباط الاحرار والمنظمات السياسية والعقائدية والارهابية السرية والتي تعمل في الخفاء في مصر قبل تاريخ وقوع الانقلاب .لقد كان انتخاب محمد نجيب والذي يتسم بالاعتدال , لتطمين العالم على حسن نواياهم .وكان صلاح سالم ومحمد حسنين هيكل ومصطفى امين على اتصال بالمخابرات الامريكية , كما كان علي صبري وخالد محي الدين هما الوسطاء بين الضباط الاحرار واليساريين ..

وكان لانور السادات صلات مباشرة بالاخوان المسلمين .وهكذا كان لكل عضو منهم اختصاص في هذا المجال وذلك لمواجهة اية حركة تحررية في الداخل , او اية معارضة في الخارج .

سياسة الحكم الجديد :

لقد اتبع النظام الجديد في البداية سياسة الاعتدال .كانت القرارات الجديدة تشمل تطبيق الاصلاح الزراعي وتاميم عدد من مؤسسات القطاع الخاص ,ومصادرة اموال اعضاء العائلة المالكة وعدد من اصحاب الثروات بحجة تطبيق العدالة الاجتماعية .وصل الامر بعبد الناصر الى درجة تاميم فرقة رضا للفنون الشعبية .
لقد ظلت علاقة الحكومة ودية بالعناصر التي ساندتها في قلب نظام الحكم , الى ان استقرت قواعد الحكم الجديد.

لقد كان الرئيس عبد الناصر وعدد من اعوانه يعرفون مايجري في الخفاء بصورة كاملة . فكان الغاء مجلس الوصاية الخطوة الاولى في منهاج السيطرة , وتلا ذلك عزل محمد نجيب .لقد اتصلوا بالدكتور السنهوري رئيس مجلس الدولة بعد الانقلاب للاطمئنان على شرعية الخطوات التي اتخذوها من الناحية الدستورية ومما يدعو الى العجب ان الدكتور السنهوري لم يعارضهم ,بل رحب بقدومهم واخبرهم بان مجلس القيادة هو الذي يحق له وضع اسس الدستور الجديد.وتحول السنهوري لاحقا الى ضحية من ضحايا الحكم العسكري الجديد.

لقد استطاع حكم العسكر في مصر تنظيم دعاية اعلامية تهدف الى تشويه سمعة الحكومات السابقة وبعض اقطاب العهد الملكي . تجربة عبدالناصر استنسخها لاحقا انقلابيو العراق والبعث وعلى راسهم صدام حسين .تم التشهير برجالات الحكومات المصرية السابقة بتهمة الفساد والرشوة , وهي نفس الطريقة التي اتبعها المهداوي في محاكمة رجالات العهد الملكي والذي اطلق عليه تسمية (العهدالبائد ). ثم حلت الاحزاب السياسية في مصر وشلت حركة انصار السلام .

وكان مصير الاخوان القضاء المبرم عليهم . بعد القضاء على كل معارضة , ظهر الى السطح رجل المنظمة السرية في مصر ,جمال عبدالناصر,والذي استنسخ تجربته لاحقا صدام حسين .
قرر عبد الناصر اعتماد اساليب الدعايةالنازية لتثبيت قواعد حكمه .واستطاع اقناع الدول الكبرى بقدرته على السيطرة الكاملة على منطقة الشرق الاوسط .

لقد حصل عبد الناصر بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية على اقوى جهازاذاعي لدعم سيطرته على الشرق الاوسط . وهكذا افتتحت الحكومة المصرية دائرة مستقلة للدعاية والاعلام , كانت تستنفد ثلث ميزانية الدولة , ان لم يكن اكثر .
قام النظام الجديد بتجنيد اعلامي واسع يسانده طابور مدرب في الخارج من المعلمين والتلاميذ والاطباء الى جانب عدد كبير من الضباط والدبلوماسيين . وكان النظام الجديد ينفق عليهم بسخاء .وبعد مدة وجيزة اقامت دائرة الاعلام في مصر اذاعة رنانة تلقب ب ( صوت العرب ), فبدات الاذاعة ببث دعاية واسعة لتثبيت زعامة عبد الناصر ونشر المباديء الناصرية.وبالتدريج تطور اسلوب ( صوت العرب )واتخذ احمد سعيدالطريقة التي اتبعها قبله يونس بحري في المانيا .ومعلوم ان دائرة الاعلام في مصر استعانت بالخبراء النازيين .

كانت الصحافة في مصر تحت تصرف الرئيس عبد الناصر . فلم يعد للاقلام الحرة مجال للتعبير عن اراء المعتدلين . ولم يبقى لاصحاب الراي والخبرة صوت يسمع .
صادف اثناء زيارة الدكتورة عصمت السعيدالى مصر ان دعتها السيدة احسان القوصي الى منزلها في المعادي , وهي زوجة الكاتب المعروف محمود العزب , احد اقطاب الصحافة في مصر, والذي اشترك في تحرير الركن السياسي في جريدة الاهرام ردحا من الزمن.

وعلى مائدة الغداء التفتت السيدة احسان الى زوجها وقالت له :اخبر عصمت هانم يامحمود بما دار بينك وبين الرئيس اثناء المقابلة في الاسبوع الماضي .فابتسم الاستاذ العزب وقال بعدم اكتراث :مش مهم , عصمت هانم تعرف شعور الرئيس فيما يخص ميثاق بغداد , ولكن عندما الحت عليه السيدة احسان , وابدت الدكتورة عصمت السعيد اهتمامها بالموضوع , قال :لقد طلبت مني ادارة جريدة الاهرام الذهاب الى مكتب القيادة لمقابلة الرئيس عد الناصر . وعند المقابلة ابدى ابدى الرئيس رغبته في الكتابة يوميا في الاهرام بمقالة تنتقد ميثاق بغداد ونوري السعيد,الى ان يتم القضاء على فكرة الميثاق. كان العزب من الصحفيين الذين يحترمون رسالة الصحافة , فاجابه بما يلي :الافضل ياسيادة الرئيس , انتخاب من يعرف نوري السعيد اكثر مني , لانني لم اقابله قط في حياتي . اما فيما يخص ميثاق بغداد فقد سبق ان وصفتموه عدة مرات في خطبكم الرسمية بانه ( مولود ميت ). ولا يمكن ان يقال فيه اكثر من ذلك .

والجدير بالذكر ان محمود العزب استقال بعد ذلك باسبوعين من ادارة التحرير في جريدة الاهرام .اذ وجد من الصعوبة تلبية الاوامر التي كانت تفرض عليه .ولما سالته الدكتورة عصمت السعيد عن الاسباب التي اوجدت عند عبد الناصر عقدة ضد ميثاق بغداد,رغم ان ليس به مايمس مصر او العرب , اجاب الاستاذ العزب باجابة غامضة ( الله اعلم ), ولكن يغلب على ظني ( والكلام للاستاذ عزب )ان عبد الناصر يرغب , بل يصر,على ان يكون هو المحوروالمحرك والقائد في منظمة تكون فيها الدول العربية احد الاطراف . ولا اظن يقبل الدخول في اية مؤسسة لاتكون له فيها الكلمة العليا والزعامة المطلقة .

الجدير بالذكر ان تلك الحملات لم تتوقف عن الهجوم على الميثاق ومن اشتركوا فيه ,رغم جهود السفارة العراقية والوسطاء الذين كان يهمهم عدم تصدع الجبهة العربية , ولكن هيهات ..

يتبع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد