الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعريف بالمواطنة وحقوقها

سعيد ياسين موسى

2017 / 1 / 27
المجتمع المدني


كثيرا ما نتداول مفردة المواطنة وممارسة مسؤولية المواطنة , المواطنة بين الحقوق والحريات والواجبات ومسؤوليات المواطنة وممارساتها الايجابية لتحسين نوعية الحياة والاستقرار المجتمعي هذه المفردات البسيطة التي تضم في معانيها الكثير من الادبيات والمحاور ,تسبقها مفردة وطن وارض وسماء وتاريخ وتراث لتنتج لنا المواطنة ,لا اريد ان اسبر غور المعنى الحرفي ولا في تفاصيل النظريات والادبيات العالمية والتي انتقلت الى المواطنية العالمية , المواطنة لها باب في ممارستها الايجابية ضمنتها باب الحقوق والحريات في الدستور بكل تفاصيلها وجزئياتها وتتطلب تشريعها في قوانين واطر تنظيمية تتيح للمواطن ممارسة حياته وحقوقه الفردية كفرد والمجتمعية ضمن المجتمع بشكل جماعي, ومن نافلة القول ايضا ان الدستور كلف مجلس النواب وجعلها من مسؤوليته الحصرية بالتعريف بالحقوق والحريات ومن خلال مؤسسات الدولة التربوية والتعليمية والثقافية والاعلامية والاطر القانونية والتنظيمية العامة لضمان حصول الفرد على معلومات كافية ومتكاملة بشكل دوري لتعزيز ممارسة مسؤوليته تجاه الافراد والمجتمع والمؤسسات العامة ,بمفردة بسيطة المواطنة شعور تأتي من خلال العطاء والاخذ,عطاء الولاء للوطن وحمايته وأخذ ما يضمن تحسين نوعية حياته وأمنه وخدماته ومعيشته وتعليمه وممارسة شعائره بحرية وابداء الرأي بالامور العامة وممارسة حقوقه السياسية والاقتصادية والثقافية...الخ, ضمن الاطار المجتمعي الجماعي ومعرفة ان حقوقه الفردية تنتهي عند حدود حرية وحقوق الاخرين من الافراد كخصوصية وعند الحقوق العامة التي يتفق عليها المجتمع ضمن الاطر التنظيمية للدولة والتي هي المسؤولة عن حمايتها وتعزيزها وتوفير المناخات الملائمة لممارسة هذه الحقوق والحريات وضمان اداء الواجبات ,كل هذا يقف عند المعرفة بالحقوق والحريات والواجبات للافراد والجماعات التي تعيش على بقعة ارض محددة , وهنا اشير الى وجود تخلف وقصور في المواطنة وممارسة مسؤولية المواطنة بايجابية هذه هي الحقيقة التي يجب الاعتراف بها , بالرغم من تطور الممارسة الايجابية للمواطنة كما نعيشه اليوم في الدفاع عن حياض الوطن ضد الارهاب والتطرف ,وممارسة حق الاعتراض والتظاهر السلمي وحق الرأي وحق الاختيار وغيرها من الحقوق,وممارسة العمل التطوعي وغيرها من الممارسات كتأسيس المنظمات الاهلية غير الحكومية والنقابات والاحزاب والحركات السياسية, ولكن مازلنا متخلفين عن معرفة المواطنة مما تنتج ممارسات سلبية متوارثة نابعة من عدم الشعور بالملكية العامة, اي ان المواطن هو مالك للوطن وما يحتويه من فعاليات سياسية واقتصادية وثقافية وغيرها وعليه مسؤولية حمايتها وادامتها , ان موضوع الملكية من اهم المحاور التي تبني وتعزز الشعور بالمواطنة بممارسة حق حماية الملكية العامة كواجب من الواجبات الاساسية لاستمرارية الحياة وادامتها للاجيال القادمة , ان حق الملكية لا تقتصر على ملكية الدار والمصنع والفكرة وما بعدها ليست ملكية للمواطن لذا نشاهد ممارسات سلبية في التصرف بالممتلكات العامة بل والتعدي عليها في الكثير من الاحيان, ان الفترة الماضية من حياة المجتمع العراقي بشكل عام كان الشعور السائد أن الممتلكات العامة للحكومة او الحاكم,اموال الحكومة أموال الحاكم ,وبما ان الحكومة تقمع مواطنيها وتسلب منهم حرياتهم وتصادر ممتلكاتهم وتعتدي على حياتهم والمواطنين عبارة عن اجراءات لدى الحكومة والحاكم , وكأن لا اموال عامة ملك للفرد والمجتمع, ومن خلال ممارسات سياسية تقمع الشعب,والان مازلنا في مراحل اولية في بناء نظام سياسي ديمقراطي بالرغم من ان هناك من يريد ان يجر المجتمع الى ما سبق من خلال الاليات السياسية كالانتخابات وممارسة السلطات العامة لاغراض فئوية ,عموما لابد من تعريف الفرد المواطن بحدود ملكيته الفردية والعامة لتناط به مسؤولية حماية هذه الملكية.
لابد من تعريف الفرد المواطن ان الطريق العام ملكه وعليه المحافظة عليه وادامته لتستمر خدمة الاستفادة والانتفاع منها ,وان الاموال التي تبذل لهذه الاستمرارية بالفائدة والانتفاع هي امواله لا غيره ,اي ليست اموال الحكومة,وان الحكومة كاداة حضارية مكلفة من الفرد المواطن لرعاية مصالحه المختلفة,وهذه هي البداية,مرورا بجميع ما يحتوي الوطن من سلاح ومعدات واليات وابنية ومياه وهواء وسماء وارض ماديا ومعنويا كلها ملكه وعلى الاداة اي الحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة المكلفة من الافراد والمجتمع ضمان ادارة نزيهة وعادلة تحقق المساواة بين الافراد المواطنين بشكل ملموس وبأطر قانونية وتنظيمية واضحة ,تضمن للافراد ممارسة الحياة بشكل يلائم الفرد وحسب كفاءته واقتداره وعلمه ومعرفته وخبرته مع توفير الحدود الدنيا في ضمان المعيشة للافراد, ان المواطنة شعور تحققها وتعززها المصالح الفردية اليومية المتحققة ضمن اطار المجتمع والحقوق الفردية.
يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة