الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُسلمون الجُدد

هشام آدم

2017 / 1 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في نهايات العام 2014 بدأتُ نشر سلسلة مقالات بعنوان "المُسلمون الجُدد" على موقع الحوار المُتمدن، وبلغت أربعة مقالات. واليوم أزف إلى الجميع بُشرى تحقق حلمي في تحويل هذه المقالات إلى كتاب. قريبًا سيصدر كتاب (المُسلمون الجُدد: في نقد الإسلام المُعتدل) عن دار سطور للنشر والتوزيع، الكائنة في شارع المُتنبي ببغداد، العراق. الكتاب من 372 صفحةٍ من القطع المُتوسط. اعتمد الكتاب على أكثر من 100 مصدرٍ ومرجعٍ، ما بين مصادر إسلاميَّة، وتاريخيَّة، وأنثربيولوجيَّة وعلميَّة. يحتوي الكتاب على ثمانية فصولٍ. الفصل الأول من هذا الكتاب يأتي بعنوان: الإسلام المحمَّدي الباكر، ويمكن تخمين موضوعة الفصل من عنوانه؛ إذ يتناول الفصل بدايات الإسلام، في مهده الأول، عند نشوئه في مكة. كما يتناول الحياة الدينيَّة، والفكريَّة عند مجيئ الإسلام، وبدء محمَّد في الإعلان عن دعوته. ونسعى في هذا الفصل، البحث عن منابع الخلاف الحقيقي بين محمَّد والقريشيين، عبر تتبع أهم أحداث تلك الفترة المبكرة من تاريخ الدعوة الإسلاميَّة. وحيث أنًّنا سوف نعتمد على ما جاء في كتب السيرة، والتاريخ الإسلامي، مما نُقل عن هذه الفترة؛ فإنَّنا سوف نقوم بتحليل ما سوف ننقله من هذه الكتب، ونفنده، لنستخلص منه مجموعة من الأفكار الهامة، والتي سوف تساعدنا في التأسيس لقراء الفصل التالي.

يأتي الفصل الثاني بعنوان: أصول العنف الإسلامي، والذي نتناول فيه طبيعة الدعوة المحمَّديَّة في مكة، والمقومات التي استندت عليها، في بيئة ذات مناخ تعددي، شبه علماني. محاولين التعرف على أبرز خصائص الدعوة الإسلاميَّة، في المرحلة المكيَّة، وهي المرحلة التي تواضع الناس: مسلمين وغير مسلمين، على توصيفها بأنَها كانت مرحلة موادعة، ومسالمة، ومجادلة بالتي هي أحسن. نحاول في هذا الفصل، تناول هذه القضيَّة من زاوية نظر مختلفة، لنخلص -مع نهاية الفصل- إلى أنَّ الدعوة المحمَّديَّة في مكة، لم تكن -كما يعتقد الكثيرون- مسالمة، ومتسامحة. وسوف نعرف كيف أنَّ طبيعة الدعوة المحمَّديَّة جعلت من المستحيل أن يكون الإسلام في أي مرحلة من مراحله مسالمًا أو متسامحًا، وأنَّه -على الدوام- غير قابل للتعايش مع الأفكار الأخرى؛ إلَّا بشروطه هو، أو أن يكون مسيطرًا ومهيمنًا على بقيَّة الأفكار، والديانات، التي يتواجد معها في نطاق جغرافي واحد. كما أنَّنا سنتعرف على نوايا محمَّد تجاه قريش، وسر العلاقة الغامضة، التي كانت تربطه بهم.

أمَّا الفصل الثالث من الكتاب، فيتناول قضيَّة: محمَّد واليهود، وهو فصل مخصَّص لأهم الأحداث، التي دارت في يثرب، بعد هجرة محمَّد إليها هاربًا من مكة، كما أنَّنا سوف نتعرَّف على طبيعة العلاقة بين محمَّد ويهود يثرب، وسبب العداء الذي حدث بعد عام واحد فقط من الهجرة. كما سنتعرف على تفاصيل إجلاء أهم القبائل اليهوديَّة، التي كانت تقطن المدينة، وحيثيات كل حادثة؛ لنعرف ما أنتجته طبيعة الدعوة الإسلاميَّة على المجتمع اليثربي، والذي لا يمثل تعددية دينية زاخرة ومتنوعة، كما في مجتمع مكة؛ إذ أنَّ مجتمع يثرب لم يكن يعيش فيه سوى الوثنيين واليهود؛ بالإضافة إلى المسلمين لاحقًا، على خلاف مكة التي كانت تتمتع بتنوع كبير في الأفكار والمعتقدات الدينيَّة. سوف نرى هل استطاع الإسلام أن يتعايش مع مجتمع أقل تعدديَّة، بعد أن فشل في التعايش في مجتمع أكثر تعدديَّة، وانفتاحًا أم لا.

أمَّا الفصل الرابع، فهو يتناول: قضايا خلافيَّة، وهي القضايا الفقهيَّة التي يدور حولها جدال واسع بين المسلمين أنفسهم. سنحاول فرد مساحة لأهم القضايا الخلافيَّة، بشيء من التحليل، والتفنيد؛ محاولين الوصول فيها إلى حقيقة الأصل الفقهي لهذه القضايا، ومعرفة أي الآراء الفقهيَّة هي الأرجح. في هذا الفصل سوف نتناول قضيَّة الحجاب، وسوف نتعرّض لأهم الاستشهادات القرآنيَّة، التي تناولت قضية لباس المرأة، والآراء الفقهيَّة، التي بنيت عليها. كما سنعرض لوجهات النظر السلفيَّة والمعتدلة، ونعرض حجج كل منهما، وسوف نتعامل مع القضيَّة من ناحية قرآنيَّة صرفة، بمعنى أنَّنا لن نحاول الاستشهاد بأي أثر أو رواية؛ حتى ولو كانت صحيحة بحسب علماء الإسلام، لنحاول معرفة ما المقصود بالحجاب، وهل هنالك لباس إسلامي مُلزم للمرأة المسلمة أم لا، وما إذا كان الحجاب فريضة إسلاميَّة أم مجرّد عادة اجتماعية وثقافيَّة. ثم نطرح قضيَّة عقوبة الرجم، ونحاول الفصل بين الآيات، التي تتناول عقوبة الزنا، لمعرفة علاقة الإحصان بهذه العقوبة، وهل هي عقوبة واحدة، تقع على المحصنين، وغير المحصنين، أم هما عقوبتان منفصلتان. وكل ذلك سوف يكون من واقع النصوص القرآنيَّة نفسها. ثم نطرح قضيَّة حد الردة، ونناقشها من المفهوم القرآني، لنرى أي الآراء الفقهيَّة، هي الأرجح. لنعرف ما إذا كان قتل المرتد حدًا شرعيًا مُلزمًا، أم عقوبة سياسيَّة، أم أنَّه لا وجود له من أساسه في التشريع الإسلامي. ثم نتناول، في الفصل ذاته، قضيَّة الرق، والعبوديَّة، وموقف الإسلام منها، لنعرف ما إذا كان الإسلام قد حرّمها أم تصالح معها، وهل سعى لتجفيف منابعها، أم ساعد على ازدهارها. وسوف نعرض على أهم الآراء الواردة في هذه القضيَّة.

وفي الفصل الخامس من هذا الكتاب، سوف نتطرق لموضوع: أكذوبة احترام الأديان. وفيه سوف نتعرف -من الناحية المبدئيَّة- على البندين الثامن عشر، والتاسع عشر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (UNIVERSAL DECLARATION OF HUMAN RIGHTS)، واللذين يتناولان مسألة حريَّة الفِكر والمعتقد من ناحية، وحريَّة الرأي والتعبير من ناحية أخرى. ثم نناقش مقولة إن الإسلام يحترم الأديان، ونتعرَّف من خلال النصوص، ومن واقع الأحداث التاريخيَّة، ما إذا كانت لهذه المقولة ما يسندها، ويدعمها أم لا. لنخلص -في الختام إلى- أنَّ هذا الشعار: ما هو إلَّا أكذوبة كبرى، المقصود منها فقط محاولات تجميل الإسلام. وسوف نتعرّف على فهم الإسلام نفسه، لمعنى الاحترام، الذي يقصده بهذا الشعار؛ لاسيما عندما يتعلق الأمر بالأديان الرئيسية الكبرى: اليهوديَّة والمسيحيَّة، على اعتبار أنَّ القرآن أفرد لهما مساحة كبيرة من الآيات، وتناول بعض عقائدهما. وسوف نفهم من خلال الآيات القرآنيَّة، ما ينص عليه القرآن من الكيفيَّة، التي يتوجب على المسلم أن يتعامل بها مع غير المسلمين في المجمل، ومع اليهود والمسيحيين بشكل خاص.

ثم في الفصل السادس، نتطرق إلى قضيَّة: جناية التأويل. وفي هذا الفصل، سوف نتكلّم عن قضية التأويل، وإعادة التأويل، التي ينادي بها التجديديون، لنتعرَّف على آلية التأويل، وأدواته، ومنهجه، وما يصح منه، وما لا يصح، وما إذا كان مبدأ التأويل نفسه قابلًا للتطبيق على النص القرآني، باعتباره نصًا مفتوحًا على الأفهام؛ كما يُقال، أم أنَّه نص صمدي ثابت، لا يتغير بتغير الأزمان، والأحوال، والأمكنة. نحاول في هذا الفصل، أن نعرف الدوافع الحقيقيَّة، التي تدفع التجديديين إلى إعادة تأويل بعض النصوص، في حين تظل نصوص أخرى لا تخضع -بالنسبة إليهم- لهذا المنهج، لنخلص من كل ذلك، إلى أنَّه منهج انتقائي، قائم على الذاتيَّة، وليس معتمدًا على أساس موضوعي. وإنَّنا إذ نهتم بهذا الموضوع، ونفرد له فصلًا خاصًا؛ فلأنَّه من أهم الشعارات، التي يرفعها التجديديون، وقد بالغوا فيه إلى حد التطرف، فذهبوا فيه مذاهب بعيدة.

بهذا نكون قد قمنا بتغطية أهم الخصائص، التي تشكّل ظاهرة المسلمين الجدد، والتي سنتناولها في الفصل السابع: المسلمون الجدد، حيث نتعرف، بشيء من التفصيل، على هذا التيار التجديدي، وأسباب نشوئه، وطبيعة دعوته، وأفكاره الأساسيَّة، وما إذا كانت هذه الدعوة ذات مصداقيَّة معقولة، أم أنَّ لها أغراضًا أخرى قد تكون خافية. مستفيدين مما قدّمه لنا التاريخ الإسلامي نفسه من نماذج تجديديَّة سابقة، أقدم بكثير من التجربة، التي بين أيدينا. كما أنَّنا سنناقش، في هذا الفصل، أهم الحجج، التي يقدمها المسلمون الجدد في رفضهم للمرويات، وكتب التراث، ونرى ما إذا كانت الحجج قد تصمد أمام النقد أم أنَّها مجرد حجج واهية، ومنافية، ومتعارضة مع العقل، ومع النصوص القرآنية ذاتها.

وأخيرًا نأتي إلى الفصل الثامن: الدين والأخلاق، وهو الفصل الذي يتناول مفهومي: الدين والأخلاق، في محاولة لمعرفة العلاقة بينهما، وما إذا كان أحدهما مصدرًا للآخر أم لا، وما الذي قد يعنيه أن يكون الدين مصدرًا للأخلاق، وقيمًا عليه. مستفيدين -أيضًا- من مجمل ما سبقت الإشارة إليه في الفصول السابقة. وسوف نناقش في هذا الفصل خطورة تقاطع المستوى الرأسي-الفِكري، مع المستوى الأفقي-السلوكي؛ لاسيما بعد معرفتنا أين يقع كل من الدين والأخلاق، بين هذين المستويين. وسوف نناقش، ما إذا كان بالإمكان توليد الأخلاق خارج إطار الدين، أو توليد الأخلاق داخل إطار الدين، لنتعرف -بعد ذلك- على جانب مهم جدًا، يدفعنا دفعًا إلى التفريق بين مفهوم: الوازع الأخلاقي، والوزاع الديني، والفرق بينهما.

أتمنى أن ينال الكتاب حظًا وافرًا من الانتشار والقراءة، وأن يُؤتي الفائدة المرجوة منه.

------------------
بإمكانكم الاطلاع على غلاف الكتاب في هذا الرابط:

http://store6.up-00.com/2017-01/148553464744181.jpg








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
على سالم ( 2017 / 1 / 27 - 20:10 )
شكرا لعملك المتواصل الدؤوب لتحليل عقيده الاسلام الغامضه الدمويه والمغلفه من الخارج بطبقه من السوليفان اللامع والهاله القدسيه الزائفه لهذا الدين وخطورته فى اى مكان يتواجد فيه , لكن اعتقد انك ربما نسيت موضوع هام وحيوى الا وهو موضوع الختان الرهيب واثاره وتبعاته الكارثيه سواء للمرأه او للرجل وكيفيه التخلص من هذه العاده القبيحه البشعه


2 - العمل الموازى
ركاش يناه ( 2017 / 1 / 27 - 23:24 )

العمل الموازى
_________

جدول مواضيع البحث يشبه الى حد كبير جدول مواضيع بحث حامد عبد الصمد فى برنامجه المزاع بالفيديو على قناة اليو تيوب

لاشك ان الفروقات هائلة بين العملين من ناحية المضمون.

لو تكرم السيد هشام و كتب لنا عن تلك الفروقات ، سيكون هذا مهم و مفيد جدا لمشاهدى عبد الصمد و لقراء كتابه الجديد

مع جزيل الشكر و الاحترام

....


3 - جميل ان نتشر في دار السطور العراقية
أحمد السيد علي ( 2017 / 1 / 28 - 00:20 )

الأستاذ هشام آدم

تحية طيبه

سرّني جدا طبعت البحث في دار السطور، فكتابتك النوعية والمعرفية أقرأها باستمرار

هل تدري في سبعينيات القرن المنصرم كانوا هناك ابطال سودانيون في كلية العلوم جامعة بغداد رغم ضغوط السلطة البعثية، وكنت أذكر العزيز أمين الطويل وصديقته العراقية ، وكنت اجمع منهم تبرعات للحزب الشيوعي العراقي واعطيهم صحيفة الحزب الممنوعة، وكنت ابيت عندهم في شارع المغرب، لا اعرف لماذا سردت هذه التفاصيل :كأنني اعرفك

أشد على يدك


4 - تهنئة
nasha ( 2017 / 1 / 28 - 01:59 )

اهنئك على انجازك واتمنى لك التوفيق في جهودك التنويرية ومساعيك في سبيل اضاءة الزوايا المظلمة في تاريخ الشرق الاوسط والمساعدة في كشف التزوير والخداع وقلة الامانة في كتابة التاريخ الاسلامي
تحياتي


5 - مبروك ولكن؟!!
سناء نعيم ( 2017 / 1 / 28 - 05:31 )
كيف ستسمح دار نشر عربية في عاصمة بلد غارق في الاسلام حتى نخاعه؟
هناك يقتلون على الهوية ويفجرون البشر والحجر .وكتابك هذا ،بالمفهوم الديني،هو طعن للاسلام ومايمثله من نصوص وتاريخ وقبل ذلك شخصية محمد نفسها التي يقدسها المسلمون اكثر من الله
ثم تتمنى ان ينال كتابك حقه في النشر والقراءة
نعم التكنولوجيا الحديثة وفرت ذلك لمن اراد القراءة اما عن الانتشار الورقي التقليدي فهذا شبه مستحيل في بلدان تحارب العلماني والمتشيّع والمتحول عن الاسلام حتى وصل الامر بمطاردة اتباع الاحمدية وتقديمهم للمحاكمة حفاظا على المرجعية الدينية المالكية كما يحدث عندنا في الجزائر!!!!
الأمل الوحيد في هذه المعجزة التي حررتنا من سجون الظلم والظلام وسمحت لنا بالتحليق في سماء المعرفة وقنص الملعومة التي نريد لا تلك التي فرضت علينا .
الف مبروك على الكتاب وهو اضافة اخرى تساهم في نشر الوعي رغم تشاؤمي من حالة الفقر المعرفي التي ارتكست اليها مجتمعاتنا التي اصبحت تلهث وراء مسابقات حفظ القران وترتيله.
تحياتي


6 - ثوابت الاسلام ومجالات الاجتهاد
عبد الله اغونان ( 2017 / 1 / 28 - 23:16 )

ثوابت الاسلام منصوص عليها في
الاعتقاد
والعبادات
والتشريع

فمن حيث الاعتقاد الايمان بالله وحده لاشريك له والايمان بملائكته ورسله والايمان بنبوة محمد
واعتباره خاتم الرسل والايمان باليوم الاخروالبعث والحساب والجنة والنار والايمان والرضى بقضاء الله وقدره
في العبادات الصلاةوالزكاة والصوم والحج كما وردت في الكتاب وسنة الرسول
أما الشريعة فهي الأحكام في الحياة الخاصة والاجتماعية والعلاقات الخارجية مع غير المسلمين في الاقتصادوالسلم والحرب
كما تشمل الحلال والحرام في الأكل والشرب واللباس والبيع والشراء والزواج والطلاق - - - وغيرها من المعاملات
وكل هذا يرتبط بأخلاقيات عامة
كل هذا ليس فيه اجتهاد واعمال فكر
وماعدا هذا مما لم يرد فيه نص محكم فلنا فيه رأي وتقدير


7 - اسف
عبد الحكيم عثمان ( 2017 / 5 / 15 - 06:06 )
السيد هشام ادم
اسف على نقل رؤيتي عن كتابك
ولكن هذا ما اشعر حولة اليك الرد عليه وسف تتبع ردودي القادمة لاحقا
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=558765
لك التحية

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد