الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لدينا وقت للحلم؟

سعادة أبو عراق

2017 / 1 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل لدينا وقت للحلم؟
الحلم كما هو أي عمل ذهني يمتد في وقت محدود، يجب أن لا يقصر حتى يصبح حلما مسلوقا غير مكتمل الأركان، أو يطول عن الحد المقرر له، فيغدوا هلوسات مخبول ليس لها إلا استمراء التمطي في الكسل الباذخ.
إن الوقت الذي أضعناه في حلم الدولة الإسلامية، استهلك منا وقتا ثمينا، في انتظار مجيء اليوم الذي سيتحقق به هذا الحلم، بمعنى أننا وقفنا وقوفا غير مبرر ونحن نرى كل الدول والشعوب تتسابق للوصول إلى المراكز المتقدمة في الحضارة الحديثة، إن وقوفنا يعني أننا نتأخر باستمرار مع تقدم الشعوب الأخرى، من هنا نستطيع أن نقول انه قد أصبح من العبث الجنوني المهلك، استمرار العزف على أفكار لم نضعها على طاولة التشريح لنستبين إن كانت صالحة أو مفيدة أو قابلة للتنفيذ, أن الخلافة كما هي في أذهان العامة، ليست وصفة ترياق لجميع العلل، كما يظنون ويروجون، وأنها ليست ملاذ الخائفين والجائعين والمتعبين، فالذين سيقيمون هذه الدولة ليسوا أنبياء أطهارا، وأنهم على نهج أبي بكر والعمرين، ونسخة أصلية عنهما، فكيف نضمن نزاهتهم وعدلهم وإبداعاتهم في السياسة ، فهم ككل البشر وإن ادعوا أنهم رجال مبدأ فلسوف تطغيهم السلطة والمال والبطانة المنافقة واستمراء الحكم ولذة التبجيل.
ولسوف نأخذ الأمور التالية كبديهيات أولية، وكعناوين لموضوعات نبحر فيها إلى تفصيلات واسعة وعميقة ومنها ما يلي :
1- لا يوجد نص قرآني صريح بإقامة الخلافة ، فالله الذي قال ( لا جناح عليكم أن تأكلوا في بيوت عماتكم وخالاتكم ) بصريح العبارة ألا يكون من الأولى أن يكون واضحا بأمر جلل مثل نظام الخلافة والسياسة ؟
2- أن رسول الله لم يكن حاكما، ولا ينبغي له أن يكون، فرسالته تسمو به فوق السلطة السياسية ، فقد كان مواطنا مرموقا، له رأيه النافذ، جهده أن يبني جماعة متماسكة تحمل عقيدة الإسلام، وكل أفعاله التي كانت تبدوا سياسية كبعض التنظيمات وشن الحرب الدفاعية والهجومية ما كانت إلا من هذا المنطق ووفق هذا المفهوم.
3- إن نظام الخلافة مهما كانت شرعيته، لم يكن في يوم من الأيام سمنا وعسلا ، بل هو حكم يقوم على الاستبداد وعدم الأخذ بالرأي الأخر، أدى إلى تفتت الدولة الإسلامية إلى عشرات بل مئات الدويلات الصغيرة.
4- الكتب النادرة التي تكلمت عن السياسة كانت اجتهادات مشكورة لأصحابها ، ولكنها لم تصل إلى مسامع الخلفاء ، ولم تصبح سياسة للخلافة ، لأن الخلفاء هم أصحاب الرأي، ومن الغريب أن تصبح آراءهم الاجتهادية في أيامنا هذه هي قواعد الحكم الإسلامي.
5- يستطيع أي شخص أن يحلم بما يشاء ،وهذا فعل مشروع، لكن تنفيذ هذا الحلم سيكون مشروطا بالواقع الذي يعيش به زمنيا ومكانيا ، وكذلك الحلم بدولة الخلافة حلم مشروع ، ولكن هل الواقع الحالي من التوازنات الدولية وحكام الدول غينيها وفقيرها تسمح بذلك ؟
6- ومن هو موقن أن الأمر سيحصل بإذن الله أن يكف عن شرح حلمه لنا، بل يشرح لنا ما يمكن فعله لنصل إلى حلمه الذي يسعى إليه.
7-أرجو من كل الذين يحملون هذا الحلم أكانوا مخلصين أطهار، أو ذوي مآرب، أن يفكروا انطلاقا من الواقع لا انطلاقا من واقع لن يتكرر، وان لا يزيغوا أفكار الأجيال الناشئة نحو الاتجاه المسدود، كفوا عن هذا فأنتم مسئولون أمام الله تعالى فسبحانه يقول (قل هل أخبركم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)

8- هذه الأفكار التي أبديتها هنا، وسوف ابسطها موسعة ، كانت في ذهني قبل ظهور القاعدة وجبهة النصرة وداعش وغيرها من مسميات التنظيمات التي ترى أنها ستحقق للمسلمين دولتهم الإسلامية المأمولة، لكن هذه الفوضى والتصرفات الإجرامية والتناحر بين هذه التنظيمات، لا يدل على أن فكرة الدولة الإسلامية واضحة أو مدروسة بالشكل الصحيح، كيف نستطيع أن نقول أن دولة الإخوان المسلمين الإسلامية أفضل من دولة الخلافة عند حزب التحرير، أو عند داعش أو القاعدة أو أنصار الله، فلا يوجد مرجعية متفق عليها لنقول لهذا أصبت ولذاك أخطأت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك




.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر