الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيد حجاب

حمدى عبد العزيز

2017 / 1 / 28
الادب والفن


كان يستهل مكالمتي معه أو مكالمته معي بعبارة
(صديقي الحقيقي)
وينهيها بعبارة
(سلملي ع الورثه الشرعيين)

كنت كعادتي منذ أكثر من خمسة عشرة عاماً اتصل به حينما لانتقابل لمدد طويلة
لم نكن نتناقش في الشعر إلا ماندر حين تذاع له قصيدة أو عمل ما جديد
انما كانت غالب النقاشات حول مايحدث علي الصعيد السياسي الدولي والإقليمي والداخلي وهو كان بعيداً عن كونه شاعر فذ أسهم في تأسيس الجيل الثالث لشعر العامية المصرية وكان له الفضل في إدخال الأغنية المصرية إلي عالم الشعر والمعاني والدلالات الوجدانية العابرة للموسيقي
وله وللابنودي يرجع الفضل في أن تصبح تترات المسلسلات عاماً إبداعياً في حد ذاته رحباً ومفعماً بالزخم الجمالي والتعبيري
بعيداً عن ذلك كان يملك عقلاً تحليلياً سياسياً غاية في الترتيب والعمق الوافر بالعلم والرؤي الحادة البصيرة
وهو المناضل السياسي اليساري الوطني الذي لم يكن يغيبه عالم الشعر والتأليف الغنائي عن مشاركاته في أي أحداث أو فاعليات سياسية فتجده في حماس شاب لم يتجاوز العشرين بقليل وعقل سياسي ناضج وملهم لمن حوله

قال لي في عزاء المرحومة شاهنده مقلد (وكان يبدو عليه يومها الإرهاق والتعب) أنا باقرالك كتاباتك وعاجباني وهانتكلم في التليفون عشان عندي كلام عاوز اناقشه معاك

كلمني بعد أن عاد من فرنسا في رحلة علاجه من مرضه الذي فاجأنا جميعاً

لم يكن مهتزاً ولامضطرباً كمريض بمرض خطير
هو قال لي
- أنا مؤمن بالعلم وبالقدر
عشان كده مش قلقان
ثم سرعان ماينصرف عن الحديث عن المرض ليعلق علي مااكتبه مفاجئاً أياي بحرصه علي متابعة وقراءة مايكتب شخصي المتواضع (وهذا مااعتبرته شرف لا أعرف هل استحقه أم لا... ) كان يبدأ الموضوع بعبارة [احنا قاريين علي شيخ واحد ] وكان معني هذا أنه راض عما أكتب مبدئياً من حيث الجوهر ثم يبدأ النقاش وكأنه كان لايحب أن يستمر السؤال والحديث حول مرضه علي حساب الحديث عن هموم الوطن ومايمر به من أحداث

في آخر النقاشات دار الحديث حول تيران وصنافير ومنه إلي الدور السعودي في المنطقة
هو أول من نبهني إلي ضرورة تتبع تحركات المملكة السعودية في جنوب باب المندب والحبشة بالتوازي وربما بالتنسيق مع جهد اسرائيلي في إطار محاولة الضغط علي مصر انطلاقاً من محاصرة حصتها في المياه

وظللنا نتحدث بشكل دوري يعقب جلسات العلاج الكيمائي
في مرضه كان يعطيني ثقة قوية بأنه سيتجاوز تلك الأزمة
لم يكن يشكوا من أية الام
كان يتحدث عن جلسات العلاج الكيميائي التي حددها له الطبيب الفرنسي كما لوكان يتحدث عن ذهابه الاسبوعي للحلاق أو آدائه لبعض التمارين الرياضية
لذلك لم يكن لدي ذرة شك في أنه سينجو من هذا الخطر

اتصلت به آخر اتصال
لم يرد
وبعد خمس دقائق وجدت رسالة منه علي تليفوني نصها
( أنا كويس لكن صوتي متحاش مش هااعرف اكلمك..)

أيقنت أنه يمر بمرحلة صعبة
ولكن كان لدي أمل كبير في أنني سأعود لاسمع ترحيبه بي ( صديقي الحقيقي ... أهلاً اذيك..)

ولم اتصور ابداً أنني سأقرأ يوما ما عبارة
( رحل سيد حجاب)

وداعاً يااستاذي وياعمي وعم جيلي
وياصديقي الذي منحني شرف صداقته
وكان نعم الصديق والصدوق

انعي جزءاً عزيزاً من عمري
ومكوناً هاماً من مكونات ثقافتي وخبرتي بالحياة
وانعي الشاعر الذي علم اجيالاً بكاملها كيف تكتب شعراً صادقاً مهموماً بقضايا الإنسانية علي غير افتعال خطابي منذ ان ظهر ديوانه الأول (صياد وجنيه) إلي أن غنينا معه في أرابسك
( وينسحب من بين ايدينا الزمان
كأنه سحبة قوس ف أوتار كمان)

ليه كده بس ياعم سيد ...

قولي هوه مين اللي اختار يوم 25 يناير
أنت ولا الموت؟

حمدى عبد العزيز
25 يناير 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وداس الموت بالموت
فاخر فاخر, ( 2017 / 1 / 28 - 11:50 )
ليس ما بعزينا في سيد حجاب سوى أنه داس الموت بالموت
عزاؤنا القلبي الحار للشعب المصري ولعائلة سيد حجاب


2 - طلب متواضع
محمد البدري ( 2017 / 1 / 28 - 13:06 )
هل يمكنك نشر قصيدة 21 .... ، لا اذكر باقي العنوان، والتي سخر فيها من نظام عبد الناصر؟

اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما