الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية - ج3

وليد يوسف عطو

2017 / 1 / 29
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


العلاقة بين عبد الناص

الحاقا بالجزء الثاني والمنشور على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=546172

من الخطوات التي انجزها عبد الناصرلتخفيف التوتر مع اسرائيل هي الاتفاقية السرية والتي وافقت عليها مصر في السر بالنسبة لمرور السفن الاسرائيلية .وفي مذكرات Mr.Pineau وزير خارجية فرنسا والتي نشرت بعد ازمة السويس ,مايثبت بان الاتفاق قد حدث فعلا بين اطراف ثلاثة في دار مستر همرشولد في نيويورك .

وكان Mr.Pineauنفسه مندوبا عن حكومة اسرائيل , ومحمود فوزي مندوبا عن الحكومة المصرية . ويشهد وزير خارجية فرنسا في مذكراته على ذلك.كما توطدت علاقة مصر بالاتحاد السوفييتي عن طريق تسليح الجيش المصري بالاسلحة وقطع الغيار .وهكذا حقق الاتحاد السوفييتي حلما ساعده الغرب في تحقيقه بقصر نظر سياسي واضح ,بحسب الدكتورة عصمت السعيد ( نوري السعيد :رجل الدولة والانسان).
اما الولايات المتحدة فقد بدات
تغدق على مصر مايساعدها على النهوض اقتصاديا ..من حبوب , مواد كيمياوية وغذائية والات زراعية وصناعية .. الى جانب الدعم المطلق لزعامة عبد الناصر في المنطقة .ولكن بالمقابل ظلت الولايات المتحدة تماطل وتتصرف بحذر شديد في الامور التي تتعلق بتقديم السلاح والعتاد .كما رفضت ان تساعد مصر في بناء السد العالي , وهو المشروع الذي عقد عليه عبد الناصر امالا عظيمة لانعاش اقتصاد مصر زراعيا وصناعيا ,اذ كان يؤمن بان الاجيال القادمة ستعتبره اثرا تاريخيا بارزا لعصر زاهر .

ولكن مع تطور الاحداث بدات بوادر عدم الثقة تسيطر على الطرفين .

علاقة مصر مع بريطانيا

كانت علاقة بريطانيا في البداية مع اعضاء القيادة المصرية تدعو الى التفاؤل .فبريطانيا لم تكن على اتفاق مع الملك فاروق شحصيا .وانها اهانت مصر والعرش عندما اقتحم السفير البريطاني اللورد كيلرن , بصحبة الجنرال ستون ,سراي عابدين في غضون الحرب العالمية الثانية , وهدد الملك فاروق بالاقالة اثناء المد النازي .ولم تعود العلاقة صافية بينهما بعدذلك .

وعندما اعلن انقلاب 23 يوليو – تموز 1952, دعمت بريطانيا الضباط الاحرار واستمرت العلاقة ودية بينهما ..ومن الخطوات التي اتخذها الطرفان , بتر وادي النيل , بفصل مصر عن السودان واتخاذ القرار بعدم اقامة وحدة فدرالية بينهما , كالتي كان يتمسك بها شخصيا الملك فاروق , تحت التاج المصري.
لقد لاحظ عبدالناصر عند معالجة موضوع اقامة الفدرالية بان الكفة كانت سترجح لصالح محمد نجيب رئيسا للاتحاد الفدرالي , وتثبيت زعامته بين البلدين.. فوالدة محمد نجيب سودانية الاصل,وشعبيته في البلدين عظيمة .

ويقال ان هذه الشعبية كانت ضمن العوامل التي سببت اقصاء محمد نجيب والقضاء على فكرة الفدرالية.اذ كان هدف عبدالناصر الاقصى تامين الزعامة المطلقة له فقط , حتى لو كان ذلك على حساب حرمان مصر من منابع النيل الطبيعية . اما البريطانيون فقد وجدوا في الاتفاق حلا مثاليا لمشكلة عويصة . اذاع اعلام عبد الناصر الخبر.ولكن عندما تبلورت سياسة جديدة في المنطقة بعد حدوث صفقة الاسلحة السوفيتية , تزعزعت الثقة عند جهات متعددة .ويبدو ان تخوف بريطانيا على مصالحها في الشرق الاوسط جعلها تفكر من جديد وتختلق الاعذار للاستمرار في احتلال قاعدة فناة السويس .

علاقة مصر مع العالم العربي

اتخذ عبد الناصرمن الدول العربية موقفا يختلف من دولة الى اخرى بهدف السيطرة عليها باسم القومية العربية .وكان المساعد الاكبر له اذاعة صوت العرب وعدد من الكادر المدرب والخاضع الى عبد الناصر .لقد انتخب عبد الناصر من كل دولة عربية شخصيات تتمتع بشعبية للتعاون معها عند الحاجة . فاوى قسم منهم مثل الرئيس شكري القوتلي , كما بالغ عبد الناصر في تكريم الحكام المتنفذين ومن وجد عندهم الاستعداد للسير في ركابه مثل (بن بيلا ).

ومن اساليب عبدالناصر المعروفة اغتنام فرصة وجود خلافات شخصية بين الحكام للاستعانة عند الحاجة بالجهة التي تستطيع القضاء على معارضيه ..وقد استطاع بواسطة الاموال التي وزعها من دعم زعامته المطلقة في اغلب بلدان العالم العربي.
كتبت الدكتورة عصمت السعيد في كتابها ( نوري السعيد رجل الدولة والانسان)ان معظم الانقلابات التي حدثت في العالم العربي اثناء حكم عبدالناصر , كانت تتمتع بدعم القيادة المصرية في الخفاء , وبايحاء من اذاعة صوت العرب .

ولما بدا تدخل عبد الناصر في شؤون الدول العربية ولم يجد من يوقفه , اصبح يؤمن بان المغامرة والاقدام وعدم التردد خير طريق للوصول الى اهدافه عملا بالمثل ( فرق تسد). فقام بالاعلان الشهير عن تاميم قناة السويس . لقد نجحت هذه المقامرة بفضل تدخل الولايات المتحدة الامريكية ,اذا استطاعت حكومة ايزنهاور ان تسيطر على الاوضاع في المنطقة بارسالها للاسطول السادس الى البحر المتوسط , فوضعت حدا للتمدد السوفييتي من جهة ,كما اعادت الى مصر عزتها وكرامتها .

هذه المغامرة رفعت من رصيد عبد الناصر الى الذروة .لقد شعر نوري السعيد بان الاتفاق المصري السوفييتي بتويد مصر بالاسلحة وقطع الغيار والتزامات مصر الاخرى تجعل عبدالناصر يتردد في الدخول الى اي اتفاقية امنية.لقد كانت الضغوط السوفييتية على عبد الناصر جعلته يهاجم التكتلات العسكرية , ومنها ميثاق بغداد .

وبذلك بدات الدعاية المصرية في مهاجمة التكتلات العسكرية وميثاق بغداد, متجاهلة ان الاتفاقيات التي اجرتها مصر مع بريطانيا او السوفييت في قضايا الجلاء وصفقة الاسلحةهي في واقع الامر الامر ارتباطات عسكرية ثابتة خاضعة لالتزامات الاتفاقيات العسكرية المعتادة .

ومن الاسباب التي ادت الى عدم اشتراك مصر في ميثاق بغداد هو شعور عبد الناصر بعدم قدرته على تزعم مجموعة تضم امما مختلفة ومتنفذة . ويقال ان عبد الناصر كان يتعمد دخول الاجتماعات , حتى مع الرؤوساء ,متاخرا حتى ينهض الجميع مرحبين بالرئيس . لقد حدث ذلك في اجتماع الرؤوساء في الغردقة ,حضره خروشوف ,وانتصب واقفا ومعه الحاضرون مرحبين بالرئيس عبد الناصر !

لقد لعب خروشوف دورا مهما في الخفاء لتوجيه مصر ولاقناع باقي القيادة السوفييتية بدعم عبد الناصر لانه سيفتح للسوفييت الشرق الاوسط كاملا لهم .كما قرر عبد الناصر في خطوة لاحقة القضاء على ميثاق بغداد(حلف بغداد )بهدف انتزاع الزعامة المطلقة في المنطقة.ويعتقد الكثيرون لو ان عبد الناصر لم يسعى الى ابرام صفقة الاسلحة السوفييتية , ولو كان الميثاق تحت اسم ( ميثاق مصر )بدلا من ميثاق بغداد لسانده عبد الناصر دون اعتراض .

يتبع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير