الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- طرقت باب الله، ولم يفتح لي-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 2 / 1
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


سوف أبدأ بحكاية أمّ مهاجرة. قالت لي: لم أهرب من الحرب. هربت من زوجي إلى تركيا قبل أربعة أعوام ، عشت على المساعدات، كان لديّ بعض المال حوالي ألف دولار، تركت المكان بعد أن اعتدى أحدهم على ابنتي ذات العشر سنوات، كنت أنام في الشّارع في إزمير، وكان المهربون السوريون يجولون بيننا يعرضون علينا خدماتهم ، والمقابل المادي لها. شرحت للمهرّب قضيّتي كما أشرحها لقاض يجلس على قوس المحكمة. اعتقدت أنّ لديه رحمة. هكذا أفكّر أن الناس سذّج مثلي. بعد أيام عاد المهرّب، وقد جلب بيده طعاماً، وكأنّه فهم نقطة ضعفي. قال لي لا يناسب سيدة مثلك أن تنام في الشّارع. لدّي سكن مشترك للسوريين الرّاغبين بالهجرة. يمكنك أن تعيشي معهم. انتقلت معه، ورأيت أنّ حالهم لم يكن أفضل من حالي، ووضع النساء سيء للغاية. ثم أصبحنا نذهب أنا وهو لنجلب الخضار، وأصبحنا في حكم الزوج، والزوجة دون أن يعدني في الزواج، فهو أيضاً فقير يرغب أن يهرّب عدة عائلات كي يستطيع أن يخرج مجاناً لأوروبا. وعدني أن يهرّبني أنا وأولادي، ووفى بوعده. لا أعتبر نفسي زانيّة، ولست نادمة على ما فعلت ، فقد وصل أولادي إلى هنا بفضل هذا العمل الذي أقدمت عليه راضية. ماذا كان عليّ أن أفعل؟
عندما أموت، وأذهب إلى الله سوف أعاتبه، فقد طرقت بابه، ولم يفتح لي. نعم. طرقت باب الله ولم يفتح، وعشت الذّل والقلّ أنا وأولادي، بينما والدهم وزوجته يتنعّمون، يمرّون من أمام بيتي، ويقول لزوجته . ليست ابنتي. سوف تكون مثل أمّها. لست نادمة، فأولادي بخير، وأنا أعاني من الاكتئاب.
هذه القصّة روتها لي إحداهنّ وهي قصّة حقيقيّة كانت قد روتها كي تستشيرني في أمر ابنتها، وربما لم تكن ترغب أن تكبتها. أرادت أن تعرف ردّة فعلي.
لدى المرأة سلوكاً معادياُ للمجتمع هي وأطفالها، أعذرها، فما تحدّثت عنه من الفقر ، والإقصاء الاجتماعي ، والأبوّة الظّالمة، والأمومة المقموعة ، وقلة الماء، والطعام والدّواء، وهي تعرف أنّها تعادي المجتمع. بل تقولها علناً.، وعندما تتحدّث عن عدم العدالة والمساواة، والفقر تستحقّ أن تكون أستاذة في علم الاجتماع، ولم أخطئ الظّن ، فهي تحمل شهادة في الفلسفة، تقول : على مدى أعوام طويلة أقدّم على مسابقات التعليم، ولم يصادفني الحظّ.
تسألني المرأة إن كانت قد أخطأت، أقف حائرة لا أعرف بماذا سوف أجيب. هل أخطأت؟ أسأل نفسي. تنظر إليّ: فهمتُ عليكِ. تنظرين إليّ كامرأة خاطئة. لماذا؟
أردت مصدر دخل أنقذ به أطفالي، فلم أجد. دققت باب الله، فلم يردّ. لست نادمة. عندما أرى ابني الصّغير يذهب إلى الروضة مبتسماً. أشعر أنّ ما قمت به صحيح. هل لو كنت رجلاً سوف تنظرين لي بنفس المنظار؟
من يومها، وكلّما اختليت بنفسي. أسأل نفسي نفس السّؤال الذي سألتني إيّاه، فقد تلقّيت نفس التربيّة، لكن دون أن أتعرّض لنفس الموقف. أرغب أن أسألكم. كيف تحكمون على حالة امرأة أنقذت أولادها بمقابل بيع الجنس؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE