الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب ليس لغزا

جواد البياتي

2017 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


قد يكون ترامب هو الرئيس الامريكي الوحيد الذي اعتلى عرش الرئاسة على ظهر حصان الديمقراطية بوجه ديكتاتوري فلم يذكر لنا تاريخ السياسة في هذا البلد رئيس بهذا الوجه الراعد المصحوب كما يبدو بزخات قرارات انفعالية تربك النظام الدولي وتغير شكل العلاقة بين الولايات المتحدة وبعض دول العالم بل وتقفز على المواثيق الدولية .
ان الصعود غير المرتقب لهذا الرجل ، لا يشير الى فوزه وفقا لسياقات الانتخابات في هذا البلد الذي يعتبر منذ نشأته من المؤسسين الحقيقيين للديمقراطية التي اوصى بها الفلاسفة والمفكرون الرومان والاغريق كسقراط وارسطو وافلاطون طيب الله ثراهم ، بل انه جاء لممارسة دور تصحيحي لأسترجاع مافقدته امريكا من هيبة بإعادة بعض ماشيتها التي حاولت التسرب الى القطيع ، عن طريق اعطاء العين الحمراء كما يقول العرب المدعومة بالعصا الغليظة ، وهي الشعارات التي رفعها خلال حملته الانتخابية التي كان فيها مهزوما حتى لحظاته الاخيرة ، لم ينزّل الله ملائكته لأنقاذ ترامب من الهزيمة ، لكن التقدير الاخير لغرف القرار السياسي في هذا البلد ، هي التي دفعت الامور بهذا الاتجاه ، لتبدأ مرحلة جديدة ضمن هذه الحقبة المعقدة في العلاقات الدولية خاصة في منطقة الشرق الاوسط .
لقد جاءت قرارات الهجرة التي اصدرها الرئيس ترامب قدحة اللهب التي استشاطت معها انفعالات السياسيين في بلدين عربيين او ثلاث اضافة الى ايران وصمت البلدان الاخرى ، وبعض الاحتجاجات التي جاءت على استحياء من بعض منظمات حقوق الانسان وبعض منظمات المجتمع المدني الاوربية . ومع ان السيد دوتالد ترامب رجل اعمال من العيار الدولي الثقيل فقد تراجع بعض الشئ وخفف من وطئة قراراته على بعض الشرائح ، بما يهدئ روع الاعلام الامريكي بشكل خاص ووضع الامريكيين في بعض مناطق الصراع مع تنظيم داعش ، والذي توعد الرئيس بطي صفحته الى الابد .
لكن هذا لن يعفي ترامب من السلوك المنافق الذي سلكه مع دول الخليج وبشكل خاص السعودية التي اعتبرتها الولايات المتحدة الى وقت قريب بالدولة التي لاتراعي حقوق الانسان ، بل انها من الدول التي ترعى الارهاب ن ، لكن قراراته استثنتها بسبب الاستثمارات المليارية لمشاريع الرئيس الشخصية من خلال شركاته الضخمة ، ويبدو ان البلدوزر تريث قليلا عند حدود مصالحه التجارية ، ويعتقد بعض الخبراء الاستراتيجيين ، ان نواياه ازاء ايران فيما يخص اتفاقية المشروع النووي الايراني ستحضى هي الاخرى بذات التريث فيما يخص وزير دفاعه الذي يمتلك استثمار مراكز الاتصالات في ايران ، وعلى ذلك فإن اي استعراض لأستعمال القوة في تحقيق نوايا القيادة الامريكية الجديدة ، سيكون بمثابة الضربة القاصمة لمستقبل استثمارات رجال الاعمال التي تكونت منهم حكومة ترامب ، والتي تراكمت نتيجة النجاحات الكبيرة عبر تاريخها الطويل ، والتي لا تتناسب مع فترة الرئاسة التي لا تستمر اكثر من ثمان سنوات في احسن الاحوال .
ان مجاملة ترامب لبعض الانظمة السياسية العربية على حساب حقوق الشعوب وبالتحديد النظام السعودي في حربه على الشعب اليمني ، تكشف الوجه القبيح للزعيم الامريكي الجديد ، وتعطي انطباعا غير مطمئن عن نواياه المستقبلية غير المتوقعة ، هذا اذا ما أسسنا للسياسة الامريكية الجديدة وفقا للسلوك الانفعالي الذي بدأ به الرئيس فترة ولايته ، بغض النظر عن كون النظام تحكمه المصلحة العليا التي ترعاها مراكز خفية لايمكنها ان تجازف بمصلحة امريكا او وحدة ولاياتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن