الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العربي المسلم في امريكا ... مواطن بلا حقوق !.

صادق العلي

2017 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


من الغريب ان يصدق العرب المسلمين انهم يمتلكون حقوق المواطنة في الولايات المتحدة الامريكية , وانهم في تصديقهم هذا يعتمدون على اوراق الجنسية التي تمنحها لهم المحكمة , مع بعضا ً من مواد الدستور الامريكي بهذا الخصوص , وبالتالي ينتظرون او يتوقعون ان يحصلون على ذات الحقوق التي يكفلها الدستور للمواطنين الاخرين .
هذه مغالطة كبيرة بل هي من اكبر المغالطات التي يوهم العربي المسلم نفسه بها !, لان القانون الذي منحه تلك الاوراق لا يستطيع ان منحه الشعور بالمساواة مع الاخرين , او على اقل تقدير لا يُجبر الاخرين على ان يتقبلوه او ان يتعاملوا معه بالمساواة معهم لاسباب كثيرة منها :
العربي المسلم رهن الاعتقال باي لحظة يُقررها الاخر ( الاخر هنا رجل امن او موظف حكومة او اي شخص اخر يدعي بأنه يشعر بالتهديد بوجود هذا المسلم )!.
العربي المسلم مُهدد بالطرد او الابعاد من امريكا , في حين يجب محاكمته اذا كان مذنبا ً او اذا ثبت تورطه بجريمة ما كونه يحمل الجنسية الامريكية !.
العربي المسلم لا يمتلك الحق بالحديث او بالكتابة الصحافية بحرية كاملة عن الموضوعات التالية :
1- الامن القومي الامريكي !.
2 - الصراع الفلسطيني الاسرائيلي !.
3- مصادر تمويل الارهاب ونشأته وتسليحه !.
العربي المسلم مصدر ازعاج بالنسبة للاجهزة الامنية وبحسب القانون , لذلك يكون التركيز عليه من حيث التفتيش والتأخير ,هذه الحالة اصبحت من المسلمات بالنسبة للاجهزة الامنية وللمسلمين !.
العربي المسلم مُجبر ان يبرر افعاله واقواله حتى وان كانت احاديث عائلية !.
العربي المسلم المواطن الامريكي الوحيد من بين العرقيات والاثنيات الذي يسمع الاتهامات في كل الاوقات ومن قبل الجميع حتى من قبل الحكومة بدون اي ذنب .
ستطول قائمة الممنوعات لدرجة تجعلنا نُقارن بين العيش في امريكا بكل هذه الممنوعات مع السكوت المطبق ازاءها والقبول بها على انها ضريبة وجودهم في هذا المجتمع , او العودة للوطن الام الذي لم يستوعبهم ولم يجدوا فيه غير الموت !, ثم ان بعضا ً من ابناء جلدتهم ممن يعيشون في الوطن يصرحون بأن الذين يعيشون في الغرب اصبحوا خونة , بعدما تعاون البعض منهم مع المحتل , على ذلك فأن العربي المسلم امام اشكاليات كثيرة وكبيرة منها :
الاشكالية الاولى :
اما ان يتجاهلوا كل هذا وان يعيشوا في امريكا ولكن بنفس عربي , بمعنى ان يخلقوا مجتمعا ً عربيا ً مُصغرا ً وان لا يندمجوا بالمجتمع الامريكي كما الجاليات الاخرى , ايضا ً ان لا يتفاعلوا مع المناسبات الامريكية والاحداث الكبيرة منها والصغيرة , بل لا يشاهدوا القنوات الامريكية ولا يتابعوا الاخبار , ولا يعرفوا اسماء القنوات الفضائية الامريكية !, هم منفصلون تماما ً عن المجتمع الامريكي طالما نبذهم المجتمع الامريكي , وعلى ما اعتقد هذه الحالة موجودة في اغلب الدول الغربية التي يتعرص فيها العربي المسلم الى ذات المضايقات, الاسوء انهم لا يتعلمون حتى اللغة بوصفها اداة تواصل مع الاخر , اما الطبقة المتعلمة منهم او التي تهتم بالشأن المعرفي او الادبي والفني فيجب عليهم الا يفكروا بأبعد من مشروعهم الادبي او الفني , لان فرصة وصولهم الى ما يطمحون مرتبط دائما بمواقفهم من قضايا بلدانهم , بمعنى ليس مهما ً الابداع او التميز ولكن المهم هنا هو درجة تقبله للديموقراطية الاسرائيلية وحربها المقدسة ضد العرب المتخلفين الهمج الرعاع .
الاشكالية الثانية :
لم يعد قانون الادلة السرية سريا ً !, او ان الحديث عنه معيبا ً كونه انتهاك لحقوق الانسان , بل اصبح قانونا ً علنيا ً , يفتخر الجميع بتطبيقه على العربي المسلم , صعودا ً او نزولا ً من والى الرئيس الامريكي ترامب الى ابسط مواطن امريكي ابيض في الشارع , لان القانون تحول الى ادانة او اتهام او التشكيك الفردي فقط وانما ادانة مجتمع بأكمله !, جراء افعال يدعي الاعلام الامريكي انها ارهابية !, او يدعي بأن المسلمين قاموا بها !, ناهيك عن تناول هذا الاعلام لدينهم ويتناولهم بأسوء الاحاديث بدعوى حرية الصحافة .
الاشكالية الثالثة :
حصول العربي المسلم على الجنسية الامريكية لا تعني بالضرورة مطالبة الحكومة الامريكية به اذا ما تعرض للمضايقة في اي دولة اخرى , بدليل ان الامريكي من اصل عراقي لا يدخل بعض الدول العربية الا بحصوله على فيزا دخول رغم استخدامه جواز امريكي , على عكس الامريكي الابيض , حتى الذين ولدوا وترعرعوا ودرسوا هنا في امريكا يدركون جيدا ً انهم لا يمكنهم الحصول على بعض الوظائف لانها محجوزة للمواطنين الاخرين .

صادق العلي - ديترويت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ولن ترضى الروافض والنواصب ابدا
كنعان شـــماس ( 2017 / 2 / 3 - 13:57 )
مع ان بعض الكتاب لو قالوا الثلج ابيض لايصدقهم احــــد فمع ان الشعب الامريكي انتخب ابن حســـــــين الاســـــــود رئيسا لهم مرتين ... ولندن انتخبت خـــــان الباكستاني الاصل عميدا لمدينة لندن مع هذا تراهم يشـــــكون وغير راضين عن الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان . اكثر بلدانهم العربية والاسلامية صارت اشــــــــبه بمســــــــالخ بشرية ويهربون منها كما يهرب الانسان السليم من الجـــــــرب وجرائم خنازيــــــــــر دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام فاقت جرائم جنود هولاكو وجانكيزخـــان ومع هذا يلومون الغرب وامريكا ماهذا الجحـــــود ونكران الجميــل ؟؟؟

اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق