الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- تيريزا ماي - تتماثل مع - ترامب - شكلا ومضمونا

عادل الخياط

2017 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


" تيريزا ماي " تتماثل مع - ترامب - شكلا ومضمونا
عادل الخياط
ربما ليس ثمة لوم على ملوك العرب ورؤساؤهم بتقديم فروض الطاعة والولاء للأرعن الأميركي الجديد , فهذا ديدنهم على مدى تاريخهم الأغبر .. ليس ثمة لوم على والي الجزيرة - نفط إبن الكعبة حسب توصيف النواب - "سلمان الوسخ " بإتصاله بالمعتوه الأميركي بعد بضعة أيام لعرض أفخاذه ذات الطلاء الأسود , ثم يتبعه بعد ذلك وزير طاقته بالقول , وبعد أن تبين أن السعودية ليست من ضمن الدول السبع التي طالها مرسوم هذا الأميركي رغم أن أعرابها هم الذين فجروا أبراج أميركا , يتبعه بفروض الولاء بالقول من حق أميركا , أو بالأحرى ليست أميركا إنما سطلها الجديد , من حق هذا السطل أن يدافع عن شعبه , ومن ثم يلحقها اليوم عن عبقرية الإدارة الجديدة في سياستها الإحفورية ( منكم نستفيد يا أعراب الجزيرة ) .. كذلك لا لوم على الملك البدوي الأردني بإستجداء هذا المسطول الجديد لزيارته ولحس .. ماذا ؟ .. وأيضا لا لوم على من سيتبعونهم من الأقران وعمل ذات الفعل الدنيء ! إنهم يتذوقون نكهة سحرية في مثل هكذا وضع او موضع , يتلذذون بالعبودية ! ولا تدري هل هو رس جيني في تكويناتهم , أم أنهم هُم ذاتهم من إخترعوه ؟

ولا لوم , لكن أن تطفح في فضاء العالم إمرأة تنتمي لعالم المفروض انه منسلخ عن ذلك الأفق لتمارس ذات الفعل الإستلقائي المتملق فتلك هي الغرابة بعينها وخشمها وبلعومها , بل على العكس , على الأقل النماذج التي ذُكرت في السطور السابقة عن السلوك الإنبطاحي لملوك العرب كان قد إحتاج لبضعة أيام , أما " تيريزا ماي " فقد إختزلت الزمن ليوم واحد وليلة لتحلق فوق الغيوم والمحيطات نحو شخص كان مسخرة على المديات في آفاق الأرض الأربعة , ولا تقل لي انه قد فاز في الإنتخابات , فلا ريب ان ما قيل عن القرصنة الروسية في تلك المهزلة كان العامل الحاسم , وسوف تكشف الأيام عن ذلك , وسوف تتكشف حقائق عن فضائح هذا الشخص .. القول عن تحليق تيريزا ماي لإلقاء تحية العلم , تصور , تخيل , يوم وليلة !
التساؤل : ياترى ما الذي وخز ضلوع هذه المرأة أو شرايين رأسها للقيام بهذا الفعل ؟ تقول : نحن بحاجة لشريك تجاري بعد الخروج من الإتحاد الأوروبي .. أيضا لم أكن على دراية ما سوف يصدر منه من تحريم ضد المهاجرين واللاجئين - عجيب - ! طيب , من حقها أن تجد شريك تجاري بعد الخروج من الإتحاد الأوروبي , لكن يا تيريزا بهذه السرعة الفائقة الخيال , بهذا المستوى من الضحالة , على الأقل إنتظري شهر , ثلاثة أسابيع , إسبوعين , كذلك ليس هناك قوانين قاطعة لبناء علاقات تجارية راسخة من خلال زيارات على مستوى عال , فقد يحدث هذا من خلال قنوات دبلوماسية , وعلى الأخص عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة وبريطانيا ما دام ثمة حلف تاريخي بينهما , هل تفهمين يا تيريزا " هل هذه هي خليفتك يا كاميرون ! " , لا ريب أن المحافظين سوف يسقطون في أقرب إنتخابات .. إلى ذلك : ماذا تعني تيريزا انها لا تعلم بنوايا ترامب عن الهجرة واللاجئين , عن خطط ترامب عن مزدوجي الجنسية , عن وعن .. ومن ثم ترجع لتقول أن هذا هو خطاب ترامب في حملته الإنتخابية , أي تناقض مفضوح هذا ؟ وليس خطاب ترامب فقط هو الذي يفضح شخصيته , إنما لو تسأل أي متسول في طرقات نيويورك وبقية المدن الأميركية لقالوا لك أن هذا الشخص يحتمل جهلا مستفيضا ولا يصلح إلا أن يكون رئيس شركة عقارات ينفخ وينتر ويعطي أوامر الطرد لتستكين عقدة من نوع ما في تكوينه الداخلي , وها هو اليوم يمارس ذات السلوك , لكن بصفة تفوق الخيال : رئيس الدولة الأعظم في العالم إقتصاديا وعسكريا , ليدخل العالم في مخاض لا يفقهه إلا أباطرة القصر الأبيض والبنتاغون الجدد وربما لا يفقهونه , حينها قد تكون المصيبة أعظم !! حقا شر ما تطفح به تيريزا يثير الضحك حد سُفرة الموت , ومرة أخرى : هل هذه هي خليفتك يا كاميرون , مع الأسف " لعنة الله على إستفتاء بريطانيا للخروج من ذلك الإتحاد الذي أنتج لنا هذه المرأة الغير متزنة في سلوكها السياسي .

إليه : ان تيريزا قد أدخلت الملكة المسكينة " إليزابيث " في شر أعمالها عندما دعت ترامب لزيارة المملكة المتحدة بإسم الملكة , لست أنا الذي يقول ذلك , إنما مقربين من قصر بكنغهام هم الذين صرحوا ويصرحون بذلك , طبعا الزيارة للملكة عادة تحتمل إسم الملكة , لكن يتوجب أن يكون المدعو ذات مواصفات خارجة عن إطار الحاكم المستبد أو الديكتاتور , كون بريطانيا الدولة الأولى رسوخا في الديمقراطية , غير أن وزير خارجية تيريزا يطفح عن غباء أو ذكاء بالقول : أن " جاوجيسكو " قد زار بريطانيا وإلتقى الملكة ! وهنا هو المطب عن تكوين تيريزا الحكومي , إذ يبدو أنهم متوازين في تفسير أو النظر إلى الأشياء , فإذا كانت بريطانيا بإسم الملكة قد إستقبلت الديكتاتور " جاوجيسكو " فلماذا لا تستقبل " دونالد ترامب " صاحبنا ورئيسة وزرائه وجميع لفيف تيريزا يفضحون أنفسهم بأنفسهم , فهم يقرون أن أميركا التي تُعد قلعة من قلاع الديمقراطية يتبوأ رئاستها اليوم ديكتاتور جميع سلوكياته مشابهة إلى حد بعيد سلوكيات الزعيم النازي أدولف هتلر , وهنا إذا كان هتلر مجرد عريف جيش غبي فصاحبنا الجديد تاجر عقارات أشد غباءا .. في الجانب الآخر أن السيدة تيريزا قد دخل عقلها في سبات مطبق عند دعوتها ترامب لزيارة المملكة بإسم الملكة ولم تركز أو أنها أصلا لا تركز وُفق ما طُرح هنا أن ترامب كان قد تشدق قبل بضعة أشهر أنه كان بمقدوره ممارسة الجنس مع الأميرة " دايانا " , فهل يليق هذا العهر يا تيريزا والأميرة دايانا في كل الأحوال مرجعيتها الأميرية تخص قصر بكنغهام , لكن لماذا نعيد ونصقل مادامت تيريزا في سبات أبدي !

اخيرا , لم ولن يكون الشكل معيارا في تحديد ماهية الإنسان , وإن كان المشتغلين في المجال السايكولوجي يقرنون بنسبية ما بين الجانبين , وأنا بدوري ما دمت قد عنونت موضوعي على هذ النحو , كذلك مادمت قد بينت ولو نسبيا بعض نقاط التقارب بين الماهيتين العقليتين , فإني أعتقد ثمة تشابه في الشكل بين الشخصيتين مع إختلاف في براءة شكل تيريزا وعدوانية شكل ترامب , وهنا ربما أكون قد وُفقت أو أتمنى قد وُفقت ولو جزئيا في تلك المداخلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية