الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفعت السعيد (الأروبة) ، وحسن البنا (المخادع)

حمدى عبد العزيز

2017 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في التعبير الشعبي الدارج يستخدم أهلنا كلمة (أروبة) للدلالة علي مدي ذكاء ودهاء الشخص ونصاحته واتقاد ذهنه وقدرته علي كشف أسرار يستعصي كشفها علي كثيرين وإدراك مالم يدركه الواقفون علي ماوقف في أداء يتسم بالبراعة والقدرة علي تناول الأسئلة الجوهرية وطرحها والغطس في دهاليزها فالخروج بأجوبة لاتخطئ طريقها إلي العقل

ولهذا كان الأديب الروائي الراحل خيري شلبي محقاً عندما استخدم ذات اللفظ وأطلقه علي بروتريه نصي كان يقوم برسمه كتابة في مقال دوري في أحد الجرائد اليومية عن المشاهير وقد استخدم كلمة (الأروبة) تحديداً في وصفه للدكتور رفعت السعيد كثعلب وكداهية سياسية يعرف كيف من أين تؤكل الكتف

وبالتالي فعند قراءتي لما كتبه الدكتور رفعت السعيد في كتابه المتعدد الأجزاء والمجلدات موضوع هذا المقال وجدت أن تعبير (الأروبة) هو الوصف الأكثر انطباقاً علي الدكتور رفعت السعيد وأنه لامناص من استخدام هذا الوصف الذي سبق إليه الروائي خيري شلبي

في سفره الضخم [تاريخ جماعة الإخوان - المسيرة والمصير]
يمارس رفعت السعيد مهمته كباحث محقق ومدقق ودؤوب وكقناص ماهر للحقائق والوقائع التاريخية بتناقضاتها ودلالاتها علي كون ظاهرة التأسلم السياسي هي أسوء ظاهرة أحاطت مخاطرها بالوطن في تاريخه الحديث
وأن جماعة الإخوان المسلمين ماهي إلا تشكيلات عصابية أرتكبت افدح الجرائم في حق الوطن عبر مسيرة تقترب من التسعين عاماً ويدلل علي ذلك بقراءاته الذكية لعشرات الوثائق والمراجع والكتب والمذكرات بما فيها مذكرات قيادات الجماعة قراءة علمية فاحصة كاشفة كعدسات أجهزة المناظير الطبية التي تتجول داخل تلافيف ودهاليز الحالة المرضية لتستخرج عينات شارحة لطبيعة المرض وعلة الظاهرة ومسبباتها السرطانية

سأكتفي بالتوقف أمام بضعة صفحات من الفصل الثالث من المجلد الأول من هذا السفر العظيم يكشف فيها د. رفعت السعيد بدهاء الصائد الماكر حقيقة كون (أمامهم الشهيد) حسن البنا الذي خلعت عليه تيارات التأسلم السياسي وحلفائهم من بعض مفكري العالم العربي وناشطيه ومثقفيه قداسة زائفة وتقدير لايستحقه علي مستوي كونه المؤسس الأول لجماعة اعتمدت في تسويق هيئتها للشعب المصري علي كونها جماعة لنشر الفضيلة ومكارم الأخلاق بالدعوة للمعروف والنهي عن المنكرات والمفاسد الأخلاقية

وها هو رفعت السعيد قد أزاح عن (الداعية)، (الإمام) ، (الشهيد) ذلك القناع المخادع ليقدم لنا مدي ماتمتع به من مراوغة وخداع وكذب مبين من خلال التناقضات التي لم يلتفت إليها زعماء الجماعة ومؤسسيها الأوائل وذلك ومابين شهاداتهم علي الوقائع التي تخص نشاطاتهم الإرهابية الإجرامية وتباهيهم بأدوارهم فيها وصولات وجولات الإخوان (الأبطال) المنفذين لها فكشفوا كذب داعيتهم وزعيمهم ومرشدهم وإمامهم الشهيد

ففي المذكرة التفسيرية التي تم إرفاقها بقرار حل الإخوان المسلمين الصادر في 8 ديسمبر 1948 ورد الحديث عن حوادث القاء قنابل ومتفجرات في عدة أماكن تمت في 24 ديسمبر 1946 وتم ضبط اثنين من مرتكبيها هم عضوان بالجماعة
ويورد رفعت السعيد في( ص 171) تعقيب حسن البنا علي ذلك الحادث قائلاً :
((والشخص الذي أدين بمناسبة حوادث 24 ديسمبر 1946 لم يثبت أنه أمر(بضم الألف) بهذا من قبل الإخوان أو اشترك معه فيه أحد منهم.. فتحمل الهيئة تبعة هذا التصرف لاحق فيه ولامبرر له)) [ حسن البنا - مقال بعنوان - قول فصل ]

ولكن لسوء حظ حسن البنا سيأتي الداهية (الأروبة) رفعت السعيد فينقب في مذكرات (أحمد عادل كمال) أحد مؤسسي الجماعة والتنظيم الخاص (جهازها الإرهابي وسيفها التي أعدت) في كتابه [النقط فوق الحروف] ليؤكد بتباهي وفخار بأن هذه العمليات قد تمت بتدبير من الجماعة وأن جميع مرتكبيها كانوا أعضاء في جهازها السري

ثم يتناول [إمامهم الشهيد ] ماجاء بالمذكرة التفسيرية عن محاولة نسف فندق الملك جورج بالإسماعيلية واتهام أحد الإخوان بالقيام بها فيقول :
((ثبت أن الذي اتهم فيها غير مسئول عن عمله وسقط الاتهام عنه، فهل تكون هيئة الإخوان مسئولة عن عمل شخص تبين أنه هو نفسه غير مسئول عن عمله؟ )) [ حسن البنا المصدر السابق]
فيرد رفعت السعيد ذلك الممسك بعدسة المنظار الطبي الكاشف والمتجول بها منقباً في ص 172 من سفره بما ذكره صلاح شادي أحد أهم مؤسسي الجماعة والذي أناط به حسن البنا تأسيس فرع ثان كتنظيم سري عصابي آخر مواز للتنظيم الخاص (فرع عبد الرحمن السندي) هو ((قسم الوحدات))

ويخرج رفعت السعيد من مذكرات صلاح شادي [حصاد العمر ] الآتي :
( صلاح شادي أحد قادة الجماعة يكشف الحقيقة قائلاً :
" والتقي أمرنا داخل قسم الوحدات علي القيام بعملية إرهابية داخل فندق الملك جورج..
وكلفنا الأخ رفعت النجار من سلاح الطيران بالقيام بهذه العملية بأن يحمل دوسيهاً به مادة ناسفة يشعلها ثم يتركها في ردهة الفندق "
وأصيب المنفذ في الحادث وقبض عليه ، ولما كانت التهمة ثابتة عليه فإن صلاح شادي يعترف صراحة
" وأحضرنا له بعض الإخوة المحامين الذين دفعوا بأن قدراته النفسية والعقلية لاتضعانه في مستوي المسئولية الجنائية "
... الشيخ البنا يقول أنه غير مسئول عن عمله
أما صلاح شادي فيزهو بشجاعة المنفذ للعملية وبأكاذيب الإخوة المحامين
... والفارق واضح بين الكذب والحقيقة)

ثم يمسك رفعت السعيد بخيط آخر يفسر لنا مايجري الآن من إرهاب وعلاقة حماس بتلك العمليات الإرهايية لنخرج نحن بحقيقة أن قديم الإخوان المسلمين في مصر والإخوان المسلمين في فلسطين هو جديدهم تقريباً

ففي حين تورد المذكرة التفسيرية لقرار الحل واقعة ضبط عدد من أعضاء الجماعة يتدربون علي السلاح في المقطم يرد الشيخ حسن البنا علي ذلك بقوله :
" هؤلاء الخمسة عشر الذين ضبطوا بعضهم من الإخوان ومعظمهم لاصلة له بالإخوان أصلاً ولقد برروا فعلهم بأنهم يتطوعون لفلسطين "

وهنا سيوصل رفعت السعيد كشف النقاب عن كون حسن البنا إرهابي ضليع ومؤسس لجماعة إرهابية لايتواني عن استخدام القضية الفلسطينية كغطاء كاذب للدفاع بطريقة لاأخلاقية عن جرائم الإخوان في الداخل المصري .. وكذلك تلك الإستجابة الغريبة وذلك التورط الغير مبرر من الإخوة الفلسطينيين في مد يد العون للإخوان المتآمرين بالداخل المصري وهم في أحوج مايكون وأمس الحاجة إلي الحفاظ علي عدالة قضيتهم ونصاعة صفحة الكفاح الوطني الفلسطيني والابتعاد عما يمكن أن يلوث ثوب المقاومة الفلسطينية
لنتابع ماأخرج رفعت السعيد من جعبته (أو بمعني أدق مااستطاع أن يسجل علي الإخوان من واقع ماخطت أيديهم ومافعلت)

في هذا الشأن يكتب الدكتور رفعت :
[ لكن أحمد عادل كمال يقول عكس مرشده..
فالجميع كانوا من الإخوان، وكان التدريب يتم لأسابيع علي دفعتين كل يوم .. وأن الترتيبات كانت تقتضي بإعداد حفرة تخبأ فيها الأسلحة إذا ماشعروا باقتراب الأمن .. وإذا قبض عليهم كان علي الإخوان المقبوض عليهم " أن يقولوا أنهم متطوعون لقضية فلسطين وهي إجابة كانت متفق عليها، وفي نفس الوقت كانت استمارات بأسمائهم تحرر في مركز التطوع ، كما تم الإتصال بالحاج أمين الحسيني وشرحنا له الوضع علي حقيقته وكان متجاوباً معنا تماماً فأقر بأن المقبوض عليهم متطوعون وأن السلاح سلاح الهيئة العربية العليا " ]

ثم يستأنف رفعت رفع ماتبقي من غطاء عن حسن البنا وعصابته

[ ويبدوا الكذب واضحاً فيما يتعلق بحادثة اغتيال الخاذندار إذ يقول البنا:
" وكل ذنب الإخوان فيه أن أحد المتهمين شاع أنه سكرتير المرشد العام "
ولكن محمود الصباغ يكشف النقاب عن أن البنا رأس لجنة تحقيق إخوانية اقرت بمسئولية الجهاز السري عن القتل وأقرت بوجوب دفع (الدية) ولكنها أعفت نفسها من ذلك لأن الحكومة قد دفعت تعويضاً لأسرة المستشار ]

هل رأيتم نصباً واحتيالاً وكذباً وإجراماً وإرهاباً كذلك الذي كان يمارسه الشيخ الداعية الإمام الشهيد ومارسته ولازالت تمارسه جماعته أو بالأحري عصابته المسماة بالإخوان المسلمين ؟

حمدى عبد العزيز
2 فبراير 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل