الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطيون في لبنان: صوت واحد في معركة موحدة

فؤاد سلامة

2017 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


يحتدم النقاش داخل المجتمع المدني ونخبه المنبثقة من الحراك المدني و"بيروت مدينتي" والإنتخابات البلدية في كل المناطق، حول طريقة المشاركة المثمرة في الجولة القادمة من الإنتخابات النيابية، في حال حصولها.
تبرز ثلاثة خيارات وجيهة لخوض المعركة الديمقراطية:
1- المشاركة الفاعلة بمرشحين تحت يافطة الحراك المدني في كل الدوائر على مستوى الوطن. 2- المقاطعة اﻹيجابية المستندة على حجم كبير للمقاطعة السلبية. 3- الورقة البيضاء التي هي تعبير سياسي سلبي عن رفض الطبقة السياسية.
لكل تيار من هذه التيارات الثلاثة حججه ومبرراته وميزته. ولكن ما يطرح بقوة هو توحيد جهود وأصوات قوى اﻹعتراض في مواجهة محادل المحاصصة الطائفية. لا شك أن ممثلي هذه التيارات المدنية صادقون ومخلصون في رغبتهم في مواجهة القوى الطائفية المتسلطة والفاسدة، ولكن السؤال الذي ينبغي طرحه ليس صدق وإخلاص اﻷشخاص الدعاة وإنما النتيجة الفعلية. هل تبعثر أصوات وقوى المعارضة مفيد في مواجهة توحد قوى المحاصصة؟ المطلوب "أخلاقيا" وسياسيا هو أن يتفق ممثلو قوى اﻹعتراض على توحيد جهودهم وليس التمسك بالرأي الشخصي والخيار المتصلب. من الضرورة أن يقبل التغييريون الديمقراطيون بالخيار الأكثري: مقاطعة أو مشاركة أو ورقة بيضاء. الخصم السياسي والطبقي الموحد(كبار الزعماء والأغنياء والمحتكرين) يفرض أن تكون قوى الإعتراض (الطبقي والسياسي) موحدة، ليكون لها صدقية تسمح بحجز مكان لها على الخارطة السياسية.

ثمة مجموعات حديثة نشأت في خضم وإثر انتهاء الحراك المدني مثل "طلعت ريحتكم" و "بدنا نحاسب" و " حركة طانيوس شاهين" وحزب "سبعة" و"لقاء الدولة المدنية" وبرلمان لكل البلد والوقفة الدستورية وجبهة اﻹنقاذ والجبهة المدنية وجماعة الجمهورية، إضافة لسائر منظمات المجتمع المدني الموجودة قبل الحراك المدني، وإضافة للجماعات الشبابية للأحزاب العلمانية. هذه القوى المعارضة اجتمعت للمشاركة في الحرك المدني أو للإستثمار فيه أو للمضاربة عليه.. كل هذه المجموعات باﻹضافة للمستقلين الذين لا يحبذون اﻹنضمام للأحزاب والتنظيمات المسيسة، مدعوون للمساهمة في النقاش الهادف لتوحيد إدارة المواجهة والتحضير اللوجستي لخوض المعركة الديمقراطية تحت يافطة الحراك المدني مهما كان شكل القانون اﻹنتخابي، الذي لن يحسن في جميع اﻷحوال، إلا بدرجة طفيفة، شروط دخول قوى التغيير للبرلمان.

المشكلة التي برزت مع الحراك المدني هي في صعوبة إدارة الحوار بين الشخصيات التي كانت تطمح للإستثمار السياسي في الحراك المدني. أعتقد أنه يتوجب أولا على الشخصيات المخضرمة الإبتعاد قليلا عن الواجهة لسبب وجيه هو التخفيف من صراع اﻷجيال الذي ينعكس سلبا في معظم اﻷحيان. وأما الشخصيات الراغبة في اﻹستثمار الإعلامي فمن المفضل أن تتواضع قليلا وتقبل بالتوصل ﻹجماعات ديمقراطية داخل اﻹطار الموحد الذي سيكون جامعا لكل الناشطين الفاعلين والشخصيات المعروف تمتعها بشروط النزاهة والكفاءة. المشكلة تكمن في محاولة اﻷحزاب، وباﻷخص التي ترفع راية التغيير واليسار والمقاومة، تصدر المواجهة كاستثمار سياسي تقايضه مع السلطة لحجز مقعد أو مقعدين لها في البرلمان. ماهي إمكانية التعامل مع هكذا طموحات مشروعة؟ رفض مشاركة هذه القوى أو استيعابها؟ برأيي المتوضع، الجواب هو التكيف مع مشاركتها بشكل متواضع ومرن.

في آلية تشكيل نواة لجنة التحضير والمتابعة: الطريقة العملية برأيي هي في المبادرة لاجتماع من يرغب من الاسماء التي برزت في الحراك المدني وتميزت بنشاطها وفعاليتها وإمكاناتها القيادية والفكرية والحوارية. تتفق هذه المجموعة الأولى على أساس تعاقد فردي لإنشاء إطار جماعي على قاعدة "بلاتفورم" ينطلق من قانون الإنتخاب النيابي الذي يتفق عليه في مرحلة أولى ويقوم هذا الإطار باتخاذ قراراته بالتصويت ويقرر دعوة عدد محدود من الشخصيات والمخضرمين المتميزين بخبرتهم ومرونتهم واستعدادهم غير المشروط للعمل الجماعي الديمقراطي.
ـ في فوائد المقاطعة: بغض النظر عن الخطاب السياسي للداعين للمقاطعة، فإن الجانب اﻷهم برأيي هو احتساب أصوات المقاطعين السلبيين، اللامكترثين، القرفانين والحردانين، مع أصوات المقاطعين اﻹيجابيين، وهذا نوع من التحايل السياسي المشروع لتضخيم نسبة المقاطعين ورميها في وجه قوى السلطة.
ـ في فوائد الورقة البيضاء: هي نوع من المشاركة السلبية أي قول لا داخل صندوق اﻹقتراع. والنتيجة الفعلية هي تسجيل اﻹعتراض في وجه القوى الحاكمة، من دون التاثير في مجريات المعركة المحتدمة.
ـ في فوائد المشاركة في الترشيح والتصويت على صعيد الوطن مهما كان القانون: الفائدة هي في التعبئة والتحضير وصياغة البرامج وحشد المؤيدين كتمرين على الديمقراطية، كما في إطلاق حملة وطنية لتمويل الترشيحات، ما يؤدي لإشراك ماكينة انتخابية تقدر باﻵلاف في كل المناطق كتعبير عن إرادة البقاء والتحدي. من هذا الحراك يمكن أن تخرج قيادات مدنية صلبة ومجربة ولديها روح التعاون والمواجهة.

في الختام، قوى التغيير الشبابية أمامها فرصة لرص صفوفها خلف أهداف محددة وفي معركة موحدة في مواجهة محادل الزعامات الطائفية غير المبالية بمصالح الناس.. سيكون الخيار واضحا وحادا بين محادل السلطة وقوى المعارضة الموحدة التي تترجم شعارها "كلهم يعني كلهم" بطرح وطني متماسك، وكبديل واقعي مدني وإصلاحي، من داخل النظام القائم لا ضده بالمطلق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد فؤاد سلامه
فاخر فاخر ( 2017 / 2 / 3 - 19:04 )
التنظيم السياسي الذي تنادي إليه ما عساه يكون هدفه الاجتماعي؟
أنا لا أرى أي هدف اجتماعي يمكن تحقيقه
الإقتصاد اللبناني يعجز عن الاسعاف بالتنمية
هذا الإقتصاد هو ما يفرز الطبقة السياسية الحاكمة
كيف تقنع شيعيا أن يصوت لغير الشيعي وخبزه من ايران
بانطفاء الثورة الاشتراكية في موسكو انعدم التطور الاجتماعي ولذلك ترى جميع البلدان في تأخر مستمر
في ايطاليا ينتخبون الملياردير برلسكوني رغم انحلاله المفضوح وفي الولايات المتحدة ينتخبون الملياردير ترمب رغم هوجه الفظيع وفي لبنان ينتخبون الملياردير سعد الحريري اللي مالهوش في السياسة

اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد