الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أغلبية مضطهدة
عمار جبار الكعبي
2017 / 2 / 4مواضيع وابحاث سياسية
الاغلبية منذ فجر التاريخ تعتبر عنصر قوة , حيث كانت هذه الاغلبية العشائرية او الدينية او الفكرية مضطهدة للاخرين , نتيجة لعددهم الكبير مقارنة بالاقلبات التي تعيش في كنفهم او معهم في نفس المساحة , وكذلك سيطرتهم على اغلب مفاصل ومرافق البلد او المدينة التي يسكنونها , وبتطور الشعوب ووصولها الى تكوين الدول القومية منذ وستفاليا والى يومنا هذا , نسمع عن دكتاتورية الاغلبية في الممارسة الديمقراطية , وتوزيع المنافع والمناصب وحتى التعبير عن عمقها الوطني فانها تتحدث بأسم الوطن وكأنها تختزل الوطن بمجموعها , وكأن الاخرين طالبوا لجوء وليسوا من ابناء الوطن !
الاطلاق في كل الامور يعتبر نقص في القدرة التحليلية للانسان , لان الانسانية قائمة اما على النسبية , او على وجود استثناءات لكل قاعدة , فليس كل الاغلبيات الموجودة ينطبق عليها ما سلف , فالاغلبية الشيعية في العراق كانت ولا تزال مسلوبة الحقوق , اذ منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي وحتى سقوط الملكية ووصول البعثية الى سدة الحكم , كانت الاغلبية الشيعية عبارة عن راعي الاغنام بيد السلطان رغم انه يسكن بيتها , ليمارس ضدها اشد انواع الاضطهاد والتعسف والظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحتى الثقافي , ولا يمكن المرور على هذه الحقب من دون الاشارة الى المجازر والمقابر الجماعية التي ملأتها جثث هذه الاغلبية .
العملية السياسية القائمة التي توصف بالشيعية تعسفاً , انتجت اضطهاداً لهذه الاغلبية , لا يختلف عن الاضطهاد السابق الا بالشكل , فالمجازر مورست ولكن بالسيارات المفخخة , انتهكت وطنيتها تحت ذرائع كثيرة , والان يتم التشكيك بوطنيتها ووصمها بالولاء الخارجي رغم انها هي المضحي الوحيد لسلامة ارض الوطن , كلما تحركت ودافعت اُتهمت بأبشع الاتهامات , وابرزها الحشد الشعبي المضحي واتهامه بالمليشياوية حتى بعد ان اصبح مؤسسة حكومية رسمية
الاحصاءات تشير الى ان المناطق الشيعية تعرضت الى اكثر من ( 5000 ) مفخخة منذ 2003 ولحد الان , وهذه المفخخات معروفة المصدر والدعم , مدعومة بشكل معلن تارة عن طريق فتاوى اللتكفير , وسرية تارة اخرى , بينما الاعلام المأجور يغرد خارج السرب , يحاول اثبات فشل التجربة التي صمدت امام كل التحديات والحروب التي عشناها منذ 2003 ولحد الان , متناسياً الاضرار التي تسببت بها هذه المفخخات من دمار للبنى التحتية وغيرها , ليس دفاعاً عن احد , التجربة لم تفشل , ولكنها تعثرت وهذا امر طبيعي لمن يقرأ تاريخ التجارب الديمقراطية , الاعلام هو المضطهد الاول لهذه الاغلبية من ناحيتين , الاولى في محاربة التجربة التي يؤمل انها ستعطي الاغلبية جزءاً من حقوقها , اما الثانية فهي اظهار الاغلبية بزي المعتدي دائماً بينما هي الضحية لما يجري .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الحملة الانتخابية لبايدن تجمع أموال أكثر من حملة ترامب |#امي
.. 33 قتيلا من المدنيين والعسكريين بينهم 5 من عناصر حزب الله ال
.. فيديوهات متداولة على منصات فلسطينية لاقتحام منطقة جبل النصر
.. حرب غزة.. محادثات مبكرة لتمويل مهمة قوات حفظ سلام في القطاع
.. هل فقدت الشهادة الجامعية أهميتها؟ |#رمضان_اليوم