الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابيننا أجمل

شادية الأتاسي

2017 / 2 / 4
سيرة ذاتية


مابيننا أجمل

حر كالهواء ، ناعم كرفة جناح عصفور صغير ، رقيق كالنسمة المسافرة،. غامض كالشوق ،
لم نعطه اسما ولا كنية ، ولا مأوى ولا موعدا ، ولا يوم .. ولا حتى الغد،ولا حتى الهواء ليعيش
يكفي أن يكون هناك ما بيننا

قل لي كلاما جميلا ، لا أستيقظ كل صباح اجمل ،لترفرف الفراشات في قلبي ، فقد سئمت حديث الحروب
اهدني ياسمينا ،اهدني فلآ ..اهدني كثيرا من الورود ، فقد كرهت رائحة الموت والخراب والمجهول
أعطني إشارة صغيرة في الصباح ، أو في المساء ، لأبدأ يومي أو أسبوعي أو عامي ، أكثر إشراقا ، لأضحك أكثر ،،وأبكي أقل ، فقد كرهت بؤس العيون ،وانطفاء الوجوه
قل لي إن الحياة ما زالت جميلة ..لأتزين ، أضع عقدي ، وأشتري أشياء جميلة ،، وأذهب إلى القهوة القريبة ،أنظر بثبات في عيني نادلة القهوة اللعينة ، وأطلب قهوتي التركية ، وأسمع الموسيقى وأحلم
قل لي إن ما بيننا هو الأجمل .. لأقول لك أشياء كثيرة ، أتظاهر إنها غير مهمة ،/ مثلا / أنا قصصت شعري اليوم لأبدو في عينيك أجمل ، أو أنا في القطار السريع ،أرقب خشخشة الخريف في السهوب ، ووشوشة الأماسي عند الغروب . ألهو ، وأضللك بكلماتي المبهمة ، في حين استعرض أنا وقلبي كل كلمات الشوق التي لم أقلها ، وأبكي وحيدة في الظلال .

مابيننا أجمل ...


أخاف أن يراك الناس تستظل في عيوني ، أعاند الشوق في أن أعطيك الموعد الذي تسأل ، أراوغ الزمن وأدعوه أن يتمهل ، أن يترك الباب مواربا قليلا ، فحكايتنا الحزينة سجينة الحروف ، لم تبدأ بعد ، ، ولن تكتمل أبدا ، فنحن مثل تجار الحروب ..نجرب كل أنواع الأسلحة لنقتل أي رجفة قلب قد تزهر حبا ، في آفاق هذا البلد الحزين
لا وقت للرثاء، لا وقت للحزن، فالعالم يزداد جنونا ، والمدن تبدو ضيقة مثل النعوش ،والمسافرون مطاردون كالعصافير في خرائط الزمن ،،والأحباء ابتسموا و أغمضوا أعينهم ، و غابوا قبل أن يكبروا.
مالذي يريده الأغبياء حقا من هذه الحروب .ولمن تترك الزهور التي ستنبت في مواسم الربيع ، وإلى أين ستهاجر الطيور في عبورها السحري ، إلى الشمال والصقيع ، أو إلى الغرب العجوز ، يبدو أن الهروب سيكون دائما نحو الجنوب ، ما دام الشرق الدافئ يعرج بالجراح

لمن هذه الحروف ، يسألني الجميع
وماذا يهم ، ماذا يهم لمن ! هي حروف ، هي همسات تنسجها الذاكرة استجابة لقلق الروح المشتاقة ، إلى أن يبقى الشغف/ أي شغف / مشتعلا في القلب ، يقاوم هروب اللحظة بضراوة حب يخشى الفقدان ، يقاوم قسوة الغياب بشراسة حلم أسود ، ويسابق الزمن واليوم واللحظة والموت والجنون والجمود والخوف والحروب ، كي لا نبقى على ناصية الطريق ، نرقب قطارات الرغبة تسرع دوننا وتمضي حاملة معها كل أحلامنا
ولكن من أنت أيها الشيء الجميل
يامن تختبئ في رجفة الحرف الأخضر ، وتسكن في بوح الفواصل ، وبين حروف الإستفهام تتنقل
أتراني التقيتك يوما فعلا ، أتراني عرفتك حقا ، وهل عرفت وقتها أنك ستبقى دائما برعما أخضر لن يكبر ، تعيش معي وهمي الغامض المجنون
وإن تلك الخيوط ، خيوطك غير المرئية ، نافذتي على الحلم ، ستبقى تلفها حولي و تنسجها خيطا خيطا ، كالايام ، كالزمن ،كالقدر كالولادة ، كا لموت ،تشدني إليك أكثر رغم المسافات وكل الحواجز
قل لي إن ما بيننا هو الأجمل .. قبل أن أعبر بوابة الزمن ، وأصفق الباب خلفي ، وأمضي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط